على خطى ثورات الربيع العربي والتي أتمت عامها الأول تشهد العاصمة اليونانية أثينا لليوم الثاني على التوالي أحداث شغب، ومواجهات بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن، احتجاجاً على مقتل شاب على يد الشرطة اليونانية. شهدت مقاطعة اكزارخيا اليونانية اشتباكات بين الشرطة ونشطاء يساريين احتجاجاً على خطة التقشف الصارمة، التي طرحتها الحكومة أمام البرلمان أمس الأحد، وقد سقط فتى يبلغ من العمر 15 عاماً متأثراً بنيران الشرطة جرّاء الاشتباكات. وقد اصطدم عدد من متظاهري اليونان برجال قوات مكافحة الشغب، حيث استخدم المتظاهرون الحجارة وزجاجات المولوتوف في مواجهة قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تستخدمها الشرطة، فيما طالب وزير الداخلية الطرفين بضبط النفس والتحلي بالهدوء. كما أضرم بعض المتظاهرين النار في عدد من المحلات التجارية، وكان من بينها معرض لبيع السيارات، وأحد المصارف، مما أدى إلى اندلاع ما يقرب من 40 حريقاً، حسبما أعلن وزير حماية المواطن اليوناني «خريستوس بابوتسيس» بينما تعرضت بعض المحلات لعمليات النهب. كذلك امتدت أعمال الشغب إلى سالونيكي وهي ثاني أكبر مدينة يونانية، ثم انطلقت إلي مدينتي كوموتيني وأيوانينا شمالي البلاد وبعدها إلى كريت. من جانبه، أكد وزير داخلية اليوناني، «بروكوبيس بافلوبولوس» في بيان أصدره أن الحكومة تعبّر عن بالغ أسفها بسبب هذه الأحداث، كما طالب الطرفين بضبط النفس، كذلك تم توقيف اثنين من ضباط الشرطة وباشرت الحكومة التحقيق حول أسباب الأحداث. كما أعلن مصدر مسئول في وزارة الداخلية لوكالة رويترز للأنباء أن الوزير عرض استقالته على رئيس الحكومة «كوستاس كرامانليس» لكنها قوبلت بالرفض. وقد توقفت أحداث العنف لساعات ثم تجددت بعد منتصف الليل، حيث تظاهر بعض الشباب في وسط العاصمة أثينا، بينما تظاهر آخرون خارج جامعة أثينا التقنية ذلك حسبما أفادت وكالة أسوشييتد برس للأنباء. وأصدرت الحكومة بياناً أدانت فيه أعمال العنف والتخريب من قِبل المتظاهرين، كما أكدت فيه أن الشرطة لم تتعامل مع المتظاهرين سوى بقنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك لتفريقهم بعدما قاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف على الشرطة وبعض المنشآت العامة.