قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المجلس العسكري يسعى إلى استخدام السلفيين كأداة تمكنه من التدخل في صياغة الدستور، فيما وصفت السلفيين الذين توقعت مشاركتهم جماعة الإخوان المسلمين البرلمان المقبل بأنهم مجموعة فضفاضة غير منظمة. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إن السلفيين تخطوا الليبراليين ليصبحوا المنافس الرئيسي، أو الشريك المحتمل، لجماعة الإخوان المسلمين، أو "الجماعة المؤهلة لقيادة البرلمان الجديد"بحسب وصف الصحيفة . وأضافت الصحيفة أن الشعبية الدينية الجديدة للسلفيين فى مصر، دفعت حزب النور وحلفائه للفوز بأكثر من ربع الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مما أدهش عددًا كبيرًا من الدبلوماسين الغربيين والمحللين المصريين أيضًا، قائلةً إن قادة المجلس العسكرى يسعون إلى استخدام "شبح سيطرة السلفيين" لتبرير تدخلهم وتوسيع سلطتهم فى صياغة الدستور الجديد. وتابع التقرير: فى أعقاب التصويت، أطلق الليبراليون المصريون والإسرائيليون وبعض المسؤولين الغربيين إنذارات الخطر حول تحول الانتفاضة الشعبية فى مصر إلى دولة إسلامية محافظة كما حدث فى إيران، مضيفاً أن سر نجاح السلفيين هو قربهم من طبقات المجتمع الفقيرة بعد الإطاحة بنظام مبارك. ووصفت الصحيفة الجماعة السلفية بأنها مجموعة فضفاضة غير منظمة من الشيوخ، وأنها لا تمتلك "إطاراً متماسكا"، ولكنها الوحيدة من ضمن أغلب الأحزاب التى تتمتع بشعبية قوية ساعدت فى حشد الرأى العام ضد الرأسمالية المحسوبية فى عصر مبارك. وأرجعت الصحيفة سبب اختيار أغلبية الناخبين المصريين للجماعات الإسلامية، لأن المرشحين الورعين ينظر إليهم بأنهم انعكاس للقيم التقليدية التى اعتاد الشعب عليها، مشيرةً إلى أن الجماعات العلمانية عادة لا تثق فى ضمانات الأحزاب الدينية. فيما أشارت صحيفة "هوفنجنتون بوست" الأمريكية إلى أن أحد الدروس المستفادة من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التى شهدتها مصر، ضرورة توخى الحذر من أمنيات المصريين، موضحةً أن متظاهرى ميدان التحرير اعتقدوا بأنه كلما سارعوا بالتصويت فى الانتخابات انتقلت مصر بشكل أسرع نحو مسار جديد من التسامح والديمقراطية، لكن الشباب فى الوقت نفسه لم يعملوا على بناء قاعدة شعبية على غرار الإخوان المسلمين وهو ما أدى بهم إلى نتائج هزيلة فى الانتخابات.