كان باباديموس قد أكَّد قُبيل أدائه اليمين الدستورية أن الأولوية بالنسبة لائتلافه الحكومي "ستكون السعي للإبقاء على اليونان داخل منطقة اليورو" أدَّت حكومة رئيس الوزراء اليوناني الجديد، لوكاس باباديموس، الجمعة اليمين الدستورية، وذلك بعد أسبوع من الاضطرابات السياسية في البلاد على خلفية الموقف من خطة الإنقاذ المالي الأوروبية الرامية لحماية اليونان من الإفلاس. فقد أدََّى باباديموس اليمين كرئيس للوزراء أمام كيريوس إيرونيموس، رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وذلك في مراسيم رسمية حضرها الرئيس كارلوس بابولياس والوزراء الجدد. وكان اللافت أن عددا من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة قد أُسندت إلى شخصيات من حزب رئيس الوزراء السابق جورج باباندريو (حزب الباسوك الاشتراكي)، إذ حافظ إيفانجيلوس فينيزيلوس على موقعه كوزير للمالية. ديماس للمالية وأُسندت وزارة الخارجية إلى المفوِّض الأوروبي السابق لشؤون البيئة، ستافروس ديماس، والذي ينتمي إلى حزب المعارضة الرئيسي في البلاد (حزب الديمقراطية الجديدة). كما ضمت التشكيلة الوزارية الجديدة أيضا عدة أعضاء في حزب لاوس القومي، ومنهم ماكيس فوريديس في منصب وزير البنية التحتية. وسيبدأ البرلمان اليوناني، وليس باباديموس عضوا فيه، مناقشة مسودة برنامج الحكومة الجديدة التي ستخضع الأحد أو الاثنين لاختبار ثقة في المجلس الذي يسيطر الائتلاف الحكومي الجديد على 254 مقعدا من مقاعده الثلاثمئة. يتعيَّن على اليونان الموافقة السريعة على صفقة الإنقاذ المالي الأوروبية وكان باباديموس قد أكَّد قُبيل أدائه اليمين الدستورية أن الأولوية بالنسبة لائتلافه الحكومي "ستكون السعي للإبقاء على اليونان داخل منطقة اليورو". وقال اباديموس: "سوف تكون الخيارات التي سنتخذها حاسمة بالنسبة للشعب اليوناني". سلة إنقاذ مالي وأكَّد أن أولى أولوياته ستكون التصديق على صفقة سلة الإنقاذ المالي الأوروبية التي تبلغ قيمتها 130 يورو (177 مليار دولار أمريكي)، والتي تم الاتفاق عليها خلال قمة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، بالإضافة إلى تطبيق السياسات المرتبطة بتلك الصفقة. وأشار باباديموس إلى أن تنفيذ مثل تلك المهمة سيتطلب خوض جولة أخرى من إجراءات التقشف، والتي كانت جولتها الأولى قد أثبتت عدم شعبيتها إلى حد كبير لدى عامة اليونانيين. يُذكر أنه يتعيَّن على اليونان المثقلة بالديون الموافقة السريعة على صفقة الإنقاذ المالي من أجل ضمان الحصول على قروض حيوية بالنسبة للاقتصاد اليوناني. وكان باباديموس، وهو نائب سابق لرئيس المصرف المركزي الأوروبي ويبلغ من العمر 64 عاما، قد كُلِّف الخميس بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في أعقاب محادثات طويلة وشاقة أجراها الرئيس اليوناني على مرِّ أربعة أيام مع زعماء وقادة الأحزاب في البلاد. خلف لوكاس باباديموس رئيس الحكومة المنصرف جورج باباندريو. "إجراء صارم" ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة اليونانية أثينا، مارك لوين، إنه لا عهد لليونان بمثل هكذا حكومة ائتلافية، فهي "إجراء صارم لأوقات عصيبة وقاسية تمر بها البلاد". ويقول المراسلون إن اليونانيين يأملون في أن يُترجم تشكيل الحكومة الجديدة إلى استقرار ضروري لتمكينهم من تجاوز أزمة الدين الخانقة التي ترزح تحتها البلاد. ويخلف لوكاس باباديموس رئيس الحكومة المنصرف جورج باباندريو الذي أعلن استقالته عقب اللغط الذي صاحب إعلانه عن نيته استفتاء الشعب اليوناني على صفقة الإنقاذ المالي الأوروبية.