قام مركز النديم للتأهيل النفسي لضحايا العنف، بتحرير محضر رسمي برقم 5537 إداري لسنة 2011 بقسم شرطة مصر القديمة، يتهم فيه إدارة سجن طرة شديد الحراسة (العقرب) بتعذيب "عصام علي عطا" وهو أحد السجناء حتى الموت. وقال المركز أن وفاة عصام، وهو محكوم عليه بالسجن لمدة عامين منذ فبراير الماضي، ويبلغ 23 عامًا، جاءت وفاته "عقابًا له على تهريبه شريحة تليفون محمول إلى محبسه، حيث تعرض عصام (بعد اكتشاف الأمر) لتعذيب وحشي بإدخال خرطوم مياه في فمه، وآخر من فتحة الشرج، مما أدى لوفاته، تم نقله مساء الأربعاء، إلى مستشفى قصر العيني دون إبلاغ أسرته". وأضاف المركز: "تم نقل الضحية من سجن شديد الحراسة طرة بواسطة الضابط بيتر إبراهيم إلى مركز السموم بمستشفى قصر العيني حيث توفى بعد ساعة واحدة، وقد لاحظ الأطباء وجود إفرازات من الفم، وأرجع التقرير الأولى وفاة عصام لهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، من المقرر نقل الجثمان صباح الجمعة إلى مشرحة زينهم حيث تنتقل النيابة للمعاينة، واتخاذ الإجراءات اللازمة". ونشرت صحيفة "المصري اليوم" شهادة المحامي مالك عدلي، الذي قال أنه شاهد الجثمان في مستشفى القصر العيني و"الماء يخرج من فتحات جسم الضحية" وأضاف "سألت الطبيبة التي استقبلته وتدعى إيناس، فقالت إنه وصل إلى المستشفى وكافة وظائف جسده معطلة فلم نستطع إسعافه". وأضاف أنه سأل الطبيبة "إذا كانت الوفاة بسبب إدخال خرطوم مياه في فمه ودبره كما قال لنا بعض زملاءه في السجن؟ فأجابت:التشريح وحده يمكنه إثبات ذلك، لكنه ربما لا يستطيع إثبات إدخال خرطوم المياه من فتحة الفم، لأننا حاولنا إسعافه بإدخال أنبوب حنجري، لمساعدته على التنفس". فيما أكد عدلي أن مأمور قسم مصر القديمة أبلغه أن الضابط بيتر سامي إبراهيم حرر محضرًا بالواقعة في القسم، وكتب فيه أن سبب الوفاة "قيء دموي حاد أدى لتوقف الدورة الدموية نتيجة تسمم". وحسب شهادة مالك، فوالدة الضحية، أخبرته أن ولدها اتصل بها من داخل السجن، الأربعاء، وأخبرها أن ضابطا يدعى نور عذبه بإدخال خراطيم المياه في فمه ودبره، لمعاقبته على تهريب شريحة محمول. وتابع المحامي: "اتصل زملاء عصام بوالده، الخميس، وقالوا له إن التعذيب تكرر مرة أخرى اليوم، وأن عصام دخل الزنزانة وأبلغهم بتكرر التعذيب، ثم فوجئوا به يتقيأ دمًا، وبعدها وقع على الأرض فاقدًا الوعي". كما أضاف المحامي في شهادته للمصري اليوم أن زملاء عصام في السجن يخشون تعرضهم هم الآخرين ل"عقاب شديد، بسبب اتصالهم بأسرة عصام وإبلاغهم تفاصيل ما حدث".