في مواجهة لا تقبل القسمة علي اثنين، ينتظر عشاق الساحرة المستديرة في العالم لقاء الكلاسيكو الخامس لهذا الموسم بين برشلونة وريال مدريد، الذي يتجدد مساء اليوم الثلاثاء بملعب الكامب نو في إياب الدور قبل النهائي لكأس ملك أسبانيا، خاصة أن تلك البطولة اكتسبت مزيدا من الأهمية نظرا لأن الفوز بها صار مرتبطا بالفوز في "كلاسيكو". وكانت مبارة الذهاب قد انتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما، ويكفي البرسا التعادل السلبي، في حين يحتاج الفريق الملكي إلى الفوز بأي نتيجة أو التعادل بأكثر من هدف. ويبدو كلاسيكو الثلاثاء أكثر أهمية من كلاسيكو آخر يحين موعده يوم السبت في الدوري المحلي، فالأخير الذي سيكون على أرض البرنابيو لن يكون مؤثرا على مجرى البطولة التي أصبح فوز البرسا بها شبه محسوم، ولن يعطي مورينيو وفريقه الاهتمام لكلاسيكو السبت، خاصة أنه سيكون منشغلا بكيفية الخروج في الثلاثاء التالي من معقل مان يونايتد متأهلا لربع نهائي التشامبيونز، وهي المعركة الأهم. لكن مباراة الكلاسيكو تعني الكثير بالنسبة للريال وخاصة على النواحي المعنوية. التوقعات تبدو شديدة الصعوبة في تحديد هوية المتأهل في ظل الظروف التي يمر بها كل فريق خاصة بعد تضاؤل فرص كليهما في مواصلة المشوار بدوري الأبطال أمام ميلان ومانشستر يونايتد. ويسعى برشلونة بعدما نجح عملياً في تجريد الريال من لقب الليجا إلي الحفاظ على لقب بطولته المفضلة الذي حققه 26 مرة كان آخرها العام الماضي، وعلي الرغم من أن البرسا له الفرصة الأكبر في تحقيق هذا الفوز نظريًا بفضل التعادل بماراة الذهاب والتفوق رقميا على غريمه الأزلي في الاعوام الاخيرة، الا ان ادائه بات غير مُرضيا بالفترة الأخيرة رغم كل الانتصارات التي يحققها بغياب "التيكي تاكا"، فضلاً عن الأخطاء الدفاعية المتكررة التي كلفت شباكه هدفاً على الأقل في 11 مباراة متتالية، كما أن الفريق لم يحقق سوي انتصارًا واحدًا خلال المواجهات الست الأخيرة بينهما. أما الريال فسيكون عليه تحقيق فوز ليس بالسهل علي غريمه الدائم بأرضه ووسط جمهوره، وإن كانت كل المعطيات تؤكد أن الفريق الملكي يؤدي بشكل جيد خلال مواجهات الكامب نو حتى في المباريات التي يخسرها، فخلال المواجهات الأخيرة على الملعب الكتالوني لم يخسر الريال سوى مواجهة واحدة في ذهاب السوبر هذا العام والذي فاز به في النهاية، مقابل فوز أكثر من غال على برشلونة في الدور الثاني للدوري ساعد على فوزه بلقب الليجا، بينما انتهت مباراتان بالتعادل، والأكثر من ذلك أن الريال تعود على التسجيل دائما في الملعب العملاق، حيث أن بالأربع مواجهات الأخيرة بين الغريمين في الكامب نو سجل الريال هدفين في كل مباراة. علي العكس بملعب السانتياجو برنابيو، الذي لم يفز ريال مدريد عليه بالكلاسيكو منذ سنة 2008 سوي في مرة واحدة بإياب كأس السوبر لهذا الموسم. ويراهن الفريق الكتالوني على نجمه ميسي، الذي يسعى لتحسين صورته بعد أدائه المخيب في الكلاسيكو الماضي وأمام ميلان، فيما يعول فريق العاصمة على هدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعتمد عليه بشكل كلي. وكالعادة ستكون هناك مباراة من نوع خاص بين النجمين لتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، ففى حالة إحراز النجم الأرجنتيني لهدف سيكون الهدف رقم 18 له في الكلاسيكو محطمًا رقم الأسطورة دي ستيفانو، بينما لو سجل الدون البرتغالي سيكون الهدف السابع له في آخر 6 زيارات له في الكامب نو، كما أن كليهما يملك في رصيده 4 أهداف بالبطولة.
في الوقت ذاته يدير اللقاء الحكم أونديانو ماينكو، والذي تعرض لهجوم شرس من جوردي رورا مساعد المدير الفني لبرشلونة، حيث قال رورا في تصريحات صحفية "لطالما كانت نتائجنا مع أونديانو هي الأسوأ، وكان هو حكم المباراة الوحيدة التي خسرناها في الليجا. نتذكر جيدا نهائي كأس الملك، والأفضل أن يختفي تماما خلال اللقاء". وهي فرصة لم يفوتها مورينيو للاستهزاء من شكوى برشلونة من التحكيم، الذي يراه مجاملاً له باستمرار.
يدخل برشلونة المواجهة المرتقبة بصفوف مكتملة بعد انضمام أدريانو لتدريبات الفريق، لكن الغائب الأبرز سيكون فيلانوفا المدير الفني للفريق تاركاً حملاً ثقيلاً علي عاتق جوردي رورا ذو قلة الحيلة والخبرات التدريبية. الريال هو الأخر لا يعاني من غيابات مؤثرة، على الرغم من غياب العملاق كاسياس الذي لم يتماثل للشفاء من الإصابة باليد، وتم تعويض غيابه بالتعاقد مع دييجو لوبيز، فيما غاب عن البعثة المتوجهة لمعقل الغريم الأزلي كل من راؤول ألبيول لإصابته بنزلة برد، والبرازيلي مارسيلو الذي لايزال في مرحلة استعادة مستواه عقب تعافيه من الإصابة. كما أن الأرجنتيني دي ماريا سيكون حاضراً رغم طرده في لقاء الفريق الأخير أمام ديبورتيفو لكنه سيغيب في كلاسيكو الدوري. وهناك الكثير من التكهنات التي تشير إلى إحتمالية إشراك مورينيو لكاكا على حساب دي ماريا من بداية هذه المواجهة بعد تألقه في اللقاء الأخير. يذكر أن الفائز من المواجهة سيلاقي الفائز من مواجهة نصف النهائي الآخر بين أتلتيكو مدريد وإشبيلية، علما بأن الأول فاز بعقر داره ذهابا 2-1.