بالاستعانة بهيكل عظمي اكتشف في فرنسا منذ أكثر من قرن، من اعادة رسم ملامح انسان النياندرتال، وهو انسان عاش في أوروبا وآسيا الغربية خلال العصر الجليدي منذ 230 ألف عام. وفي عام 1909 كشفت حفريات أجريت في كهف "لا فيراسي" عن العثور على بقايا مجموعة من انسان النياندرتال، حيث عثر على هيكل عظمي ضمن بقايا هذه المجموعة لرجل بالغ أطلق عليه اسم "لا فيراسي 1"، والذي يعد أهم اكتشاف في مجال البحوث الخاصة بانسان النياندرتال. ويتميز هيكل "لا فيراسي 1" بجمجمة اكبر حجما واكثر اكتمالا، كما مثل اكتشاف عظام الساق والقدم أهمية بالغة؛ حيث تفضي الى معرفة العلماء الطريقة التي كان يسير بها انسان النياندرتال. فقد وجد العلماء أنه كان يسير بشكل قائم، وهو ما يغاير ما كانت توصلت اليه البحوث السابقة. وأيضا يمكن القول أن انسان النياندتال كان قوي البنية، ولديه ذراعان قويان الى جانب جمجمة كبيرة، أطول مقارنة بجمجمتنا، وجبهة منحدرة. فضلا عن عدم بروز ذقن. وساعد العثور على هذه البقايا العلماء على اعادة رسم ملامح تصور تفصيلي لأقرب فصيل لنا من أسلافنا قبل التاريخ، حيث يمكن لطرق البحث العلمي الحديثة ان تتعمق في اجراءات البحث على نحو يساعدنا في بناء صورة اكثر دقة لملامح انسان النياندرتال واسلوب حياته. والمقرر أن يعرض الرسم في سلسلة وثائقية جديدة ل"بي بي سي" تحمل عنوان "تشريح ما قبل التاريخ".