أطراف الوطن العربى المحتلة 2 لم تتوقف ثورات ونضال الشعب الأحوازى من اجل الاستقلال عن إيرانالمحتلة، فبدأت مقاومة الأحوازيين بعد مرور ثلاثة أشهر من احتلال إيران للأحواز، حيث نظم جنود الشيخ خزعل أمير عربستان ( الأحواز) وحرسه الخاص صفوفهم ، وقاموا بثورة سميت باِسم ثورة الغلمان فى يوليو 1925 بقيادة الشهيدين شلش وسلطان، وسيطر الثوارعلى مدينة المحمرة لعدة أيام، ودمروا القوات الإيرانية في المدينة، ثم قصفتهم مدفعية الجيش الإيراني بلا رحمة. تجمع الثوار الأحوازيون مرة اخرى في جزيرة شلحة في شط العرب بهدف الهجوم على الأحواز وتحريرها، لكن القوات البريطانية قضت عليهم. وفي عام 1928م انطلقت ثورة الحويزة بقيادة محيي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة، وشكل حكومة دامت ستة أشهر، وشاركت نساء الأحواز فى هذه الثورة، وحاصر الجيش الإيراني مدينة الحويزة ومنع وصول المؤن إليها ثم هاجمها بكل صنوف الأسلحة الفتاكة. فى الفترة من (1929-1939) شكل الأحوازيون جمعيّة في العراق بزعامة الشيخ هادي، ساهمت في دعم النضال الأحوازي، وقدمت مذكرة إلى عُصبة الأمم طالبت فيها إجراء استفتاء لتقرير حق المصير ومعرفة ما إذا كان شعب الأحواز يريد البقاء تحت الاحتلال الإيراني أم الاستقلال. وناشدوا كل الجهات والدول العربية دعم الأحواز للاستقلال، لكن كالعادة أغمض العرب عيونهم وصموا اذانهم عن نزيف الدم العربي هناك !!! ثم قاد الشيخ عبد المحسن الخاقاني مع بعض أنصاره انتفاضة شعبية مسلحة أخرى في المحمرة وتوسعت لتشمل مدن الأحواز الأخرى مطالبين بإرجاع الشيخ الأمير خزعل الذي نقلته إيران الى طهران واعدمته أثر مؤامرة إيرانية /بريطانية. عام 1936حدثت اِنتفاضة بني طرف (الأولى) و كانت قوية حيث أعلنت قبائل بني طرف رفضها العنيف للاِحتلال الفارسي، ورأى رضا شاه في هذه الاِنتفاضة الواسعة تمرداً فاباد منهم الكثير. عام 1940 قامت عشيرة كعب باِنتفاضة شعبية واسعة بقيادة زعيمها الشيخ حيدر الكعبي، وذلك في منطقة الميناو على نهر دبيس، وتمكنت من إزالة الحاميات الفارسية والسيطرة على ثكناتها في المنطقة. وايضا سحقتهم إيران بعد اسبوعين. عام 1943 انطلقت اِنتفاضة الغجرية بقيادة الشيخ جاسب خزعل الكعبي و قام بتحريض بعض القبائل العربية والاِتفاق مع بعض رؤساء العشائر الأحوازية على إعلان الاِنتفاضة، وتمكنوا من إسقاط إحدى الطائرات الفارسية الحربية التي قصفت عشرات القرى والأحياء والمنازل. عام 1944 انطلقت ثورة الشيخ عبدالله خزعل بعد ان اتفق مع العشائر العربية على القيام باِنتفاضة مسلحة، ولكن لم يكتب لهذه الاِنتفاضة التحرك أو النجاح لأسباب عديدة منها عدم الوعي بشروط الانتفاض واِندساس الخونة والعملاء في صفوف الثوار. عام 1945 قامت ثورة قبيلة بني طرف الطائية (الثانية) وانضم إلىها اغلب القبائل العربية، وقد واجه الجيش الإيرانى المحتل مقاومة كبيرة عند اجتيازه المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار نظراً للتحصينات القوية التي أقامها الثوار وطبيعة الأرض لما بها من أنهار ومستنقعات، و تعذر على الجيش الفارسي أن يحرك أسلحته الثقيلة اليها، فأرسلت الحكومة الفارسية طائرات مقاتلة قصفت القرى وتجمعات العشائر وحرقت البيوت وإبادت المزارع، مستعملة سياسة الارض المحروقة. عام 1946 حدثت ثورة الشيخ مذخور الكعبي (ثورة قبيلة النصار) و قام الشعب العربي الأحوازي بتحركاً شعبياً معلنا الرفض التام للاِحتلال، وانقضوا على الواقع المرير بشكلٍ واسع، عام 1949 انطلقت ثورة بقيادة الشيخ يونس العاصي في منطقة البسيتين والخفاجية , اِستطاع خلالها الشيخ يونس الاِستقلال عن السيطرة العسكرية الفارسية و تمكن من جمع الضرائب باسمه، محاولا تكوين مملكة عربستان. ومع بداية النصف الاخير من القرن الماضى وبداية الفترة الناصرية، حظيت الأحواز بدعم كبير مع العرب وخاصة مصر وسوريا , وفى المقابل تعاونت إيران مع اسرائيل فى تهجير واضفاء الصبغة الإيرانية على الأحواز… يستكمل فى المقال القادم