كتبت هالة مصطفى الجريدة - ويستمر الجدل حول معايير وضوابط اختيار رؤساء تحرير الصحف، حيث صرح مكرم محمد أحمد ،نقيب الصحافيين السابق، أن المعايير التي وضعها مجلس الشورى جاءت انتقاما من الصحافيين باعتبارهم هم من شوهوا سمعة نواب مجلس الشعب المنحل. وأضاف ،في تصريحاته لجريدة الشرق الأوسط، أن مجلس الشورى يريد استبدال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بالحزب الوطني المنحل، في ما يتعلق باختيار رؤساء تحرير الصحف القومية. ووصف نقيب الصحافيين السابق مشروع مجلس الشورى بأنه حملة من أجل أن يستسلم الصحافيون، وأن يكفوا أقلامهم عن انتقادات جماعة الإخوان، مشيرا الى الحملة التي سبقت مشروع الشورى على الصحافة، والتي بدأها الدكتور محمد بديع ،المرشد العام لجماعة الإخوان، عندما وصف الصحافيين ب"سحرة فرعون". مؤكدا أن "الإخوان" تناسوا أن نقابة الصحافيين وقفت في وجه مبارك وهو في كامل سطوته ونفوذه، عندما حاول تغليظ قوانين عقوبة حبس الصحافيين، ووقف الصحافيون لمدة 18 شهرا في جمعية عمومية مستمرة، حتى ألزموا مبارك بالتراجع عن ذلك. وشدد على أن "الاحتياج الحقيقي بعد ثورة 25 يناير هو أن تحصل المؤسسات الصحافية على استقلالها، بمعنى أن يقوم مجلس الشورى بتعيين مجالس إدارات المؤسسات كيفما يشاء، وتكون فيه مجموعة من الصحافيين أو الشخصيات العامة كممثلين له كمالك صوري، وأن يعطى مجلس الإدارة الحق في إدارة هذه المؤسسات بحرية واستقلال، مثلما يحدث في المؤسسات الصحافية الخاصة، وفي كل المؤسسات الصحافية العالمية". وعلى الجانب الآخر وصف فتحي شهاب الدين ،رئيس لجنة الثقافة والاعلام، بمجلس الشورى لجنة اختيار رؤساء التحرير ب"المحايدة"، مؤكدا أنها "لن تخضع لأي ضغوط". واستطرد أن المعايير التي وضعها مجلس الشورى جرت بمشاركة الصحفيين ، وأعضاء مجلس النقابة، وأساتذة الاعلام. مشددا على توازن اللجنة، وأنها تضم شيوخ وأساتذة الصحافة. وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي توضع فيها معايير موضوعية لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، حيث كان الأمر يتم قبل ذلك من خلال كشف باسماء المعينين يرسله رئيس الجمهورية الى مجلس الشورى، فيعلن المجلس تعيينهم. عن الاصرار على تغيير رؤساء التحرير الموجودين بالفعل أشار الى أن ذلك بسبب انتهاء مدتهم القانونية، مشيرا الى أن كثير من الصحفيين اتصلوا بالمجلس طالبين هذا التغيير لأنهم مهملون ومهمشون وليست لديهم فرصة للوصول الى المناصب القيادية. وبالنسبة للاعتراضات على سيطرة الاخوان المسلمين على اللجنة قال "هذا الكلام غير صحيح، لأن مجلس الشورى راعى فى تشكيل اللجنة أن تكون مستقلة وحيادية لأبعد الحدود، وتشكيلها فيه تنوع كبير يضم انتماءات سياسية مختلفة". وأكمل "اللجنة مشكّلة من 14 عضواً، بينهم 6 من رؤساء لجان وأعضاء مجلس الشورى، و3 من شيوخ الصحافة، و3 من أساتذة الصحافة فى الجامعات المصرية، وأستاذ إدارة أعمال، وممثل عن المجلس الأعلى للصحافة، وهو أيضاً من الصحفيين".