كتبت هالة مصطفى الجريدة - خلافا للاعتقاد السائد بأن الانسان عادة ما يواجه الرغبة في الانتحار في فترة متقدمة من عمره، أظهرت دراسة حديثة أن التفكير في التخلص من الذات قد يبدأ في مرحلة مبكرة جدا من الحياة. حيث يمكن أن يبدأ المراهقون التفكير في الانتحار في فترة الدراسة الثانوية، وأحيانا قبلها. وأظهرت نتائج الدراسة أن قطاعا كبيرا من المراهقين فكروا في الانتحار، بل وشرعوا فعلا في ذلك. وجد الباحثون أن الانتحار في مرحلة المراهقة والطفولة مرتبط بشكل وثيق بالاكتئاب لدى المراهق وقت تنفيذ محاولة الانتحار. وأوضحت أيضا أن المرضي الذين انتهى بهم المطاف بالمرض النفسي أو العقلي تبدأ الأعراض لديهم مبكرا منذ مرحلة الدراسة الاعدادية. الأمر الذي جعل الدول المتقدمة تبدأ برامج الصحة العقلية والعلاج النفسي مبكرا قبل المرحلة الثانوية. وسأل الباحثون 883 شابا تتراوح أعمارهم بين 18 و 19 عاما عما اذا كانوا قد فكروا في الانتحار في وقت من الأوقات، وكانت اجابة 98 شابا "9%" أنهم فكرو«ا في الانتحار في أوقات مختلفة في حياتهم. ووجدت الدراسة أن التفكير في الانتحار يزيد زيادة كبيرة في عمر 12 عاما. وبالنسبة للأطفال الذين حاولوا الانتحار فكان ذلك في وقت مبكر جدا، حيث كان عمرهم فقط 9 سنوات. وعندما رصدت الدراسة التاريخ المرضي لهؤلاء الأطفال وقت حاولتهم الانتحار، وقارنوه بما يعرف بمؤشر الاكتئاب وجدوا أن التفكير في الانتحار يزيد في الأوقات التي يزيد فيها مؤشر الاكتئاب، أي في الفترات التي يعاني فيها المراهق من الاحباطات النفسية المختلفة. وأوصت الدراسة بأخذ الأمر بمنتهى الجدية وعدم اهماله، حيث أن عواقبه شديدة الخطورة، ويمكن تفاديها في حالة انتباه الآباء للصحة النفسية لأبنائهم. فمن المعروف أن مرحلة المراهقة من أكثر مراحل العمر التي تضع أعباء نفسية على الانسان، حيث أنها الفترة التي يبدأ فيها الطفل في التحول الى شاب بالغ. وبالتالي تصاحبها تغيرات فسيولوجية كثيرة تتزامن معها تغيرات نفسية أكثر، حيث يسيطر القلق والحيرة على حياة المراهق، ويعاني عدم التكيف المجتمعي، ويميل للبعد عن النصائح ،خاصة من الأب والأم، والتصرف كشخص ناضج. يجدر بالذكر أنه بينما تبلغ نسبة محاولة الانتحار للفتيات ضعف محاولات الأولاد، فأن نسبة الوفيات أو المحاولات الناجحة للانتحار لدى الأولاد تبلغ أربعة أضعاف الفتيات. ربما لأن الأولاد يلجأون الى طرق قاتلة أكثر كاستخدام الأسلحة النارية أو القفز من المرتفعات.