أكدت دراسة حديثة أن إصابة السيدة الحامل بالإنفلونزا لا تزيد من مخاطر إصابة الوليد بالتوحّد أو التخلّف العقلي، ولكن ارتفاع درجة حرارتها أثناء الحمل أو إصابتها بداء البول السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة قد يسبب هذه المشاكل للطفل. واستهدفت الدراسة الكشف عن العوامل التي تحدث أثناء فترة الحمل وتتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال. وقام الباحثون بفحص بيانات 1000 طفل منهم 462 طفلا يعانون من اضطرابات التوحد، كما قام الباحثون بفحص تقارير الأمهات عن إصابتهن بالأنفلونزا والحمى أثناء الحمل. ووجد الباحثون عدم وجود علاقة بين إصابة الأطفال بالتوحد أو مشاكل التخلف العقلي الأخرى وإصابة الأمهات بالأنفلونزا أثناء أي مرحلة من فترات الحمل، إلا أنهم وجدوا أن كثيراً من أمهات الأطفال المصابون بالتوحد تعرضوا للإصابة بارتفاع شديد في درجات الحرارة أثناء الحمل، وتزيد المخاطر إذا ما أصيبت الأمهات بالحمى أثناء الثلاثة أشهر الثانية من الحمل، وذلك حسب تصريح كاتبة الدراسة ونائب مدير معهد دافيس بجامعة كاليفورنيا إيرفا هيرتزبيسوتو. إصابة الأم بالالتهابات وأضافت هيرتزبيسوتو: "هذه النتائج تؤكد الاعتقاد بأن إصابة الأم بالالتهابات يمكن أن يشكّل أحد عوامل إصابة الطفل بالتوحد". ووجدت الدراسة أن الأمهات اللاتي يعاني أطفالهن من التوحد تعرضن لزيادة مستويات علامات للالتهابات خاصة تلك التي تعرف ب tnfa cytokine ولأسباب غير مفهومة تماماً كانت هذه العلامات عالية بشكل خاص مع أمهات الأطفال الإناث اللاتي أصبن بالتوحد. ونتائج هذه الدراسة تؤيد فكرة أن الخلل الوظيفي لجهاز المناعة يلعب دورا هاما في مرض التوحد كما تؤكد كذلك أن هذا يحدث في مرحلة ما قبل مولد الطفل، وقد وجدت الدراسة أن أطفال الأمهات اللاتي يعانين تلك المشاكل يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد ومشاكل التخلف العقلي الأخرى، فبالنسبة للأمهات اللاتي يعانين أحد تلك المشاكل علي الأقل تزيد مخاطر إصابة أطفالهن بالتوحد أو مشاكل التخلف العقلي بنسبة 60%، كما وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من مرض السكر يكونون أكثر عرضة لمشاكل ضعف المهارات اللغوية سواء كان هؤلاء الأطفال يعانون التوحد أم لا. وهناك دراسة أخرى قام بها باحثون من الدنمارك تحلل عينات من النخط (السائل الذي يحيط بالجنين في رحم الأم) الذي يتم جمع بياناته من السيدات الحوامل بكوبنهاغن منذ عام 1982، وتبين أن بعض من أطفال هؤلاء السيدات تم تشخيص حالتهم بالتوحد فيما بعد. العدوى الفيروسية للأمهات واقترحت دراسة سابقة وجود علاقة بين العدوى الفيروسية للأمهات أثناء الحمل وبين إصابة الأطفال بالتوحد، إلا أن الباحثين يعتقدون أن الالتهابات الناتجة عن تلك العدوى الفيروسية هي التي تؤثر في تطور مخ الجنين وليس الفيروس نفسه. واكتشف الباحثون زيادة تشخيص حالات التوحد إما لزيادة الوعي بالمرض والخدمات المقدمة للمرضى أو لحقيقة زيادة حالات المرض لأسباب مختلفة، بعض من الدراسات التي قدمت لاجتماع imfar أشارت لأسباب تتعلق بالأم في فترة الحمل. "التوحد يمثل اضطرابا عصبيا معقدا يصيب نسبة كبيرة من الأطفال في العالم وتصل نسبته إلي 1% من الأطفال بالولايات المتحدة," كما صرح رئيس imfar دافيد أمارال. هناك ما يقرب من طفل من بين كل 110 أطفال أمريكيين يعانون مرض التوحد وهو اضطراب عصبي تصاحبه مشاكل في اللغة والتواصل والعلاقات الاجتماعية وكذلك السلوكيات المتكررة أو المقيدة. الكثير من مرضى التوحد من الأطفال يعانون كذلك مشاكل الصرع والعصاب والاضطرابات المعوية.