صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    فلسطين.. طائرات الاحتلال تنفذ غارات على مخيم البريج وسط قطاع غزة    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل مخزن بمنشأة القناطر (صور)    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    مفاجأة.. شركات النقل الذكي «أوبر وكريم وديدي وإن درايفر» تعمل بدون ترخيص    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    الاحتلال يعتقل الأسيرة المحررة "ياسمين تيسير" من قرية الجلمة شمال جنين    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    «حماني من إصابة قوية».. دونجا يوجه رسالة شكر ل لاعب نهضة بركان    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضلالات العلاج بالبرانا و الريكي
نشر في البداية الجديدة يوم 22 - 11 - 2013

يتبين للباحث أنه باستعراض تقنيات العلاج بالطاقة في انحاء العالم أنها مدارس شتي لا يمكن حصرها في مدرسة واحده أم ؛ و لكن رغم تعدد المسميات و التقنيات و إختلاف و تنوع تلك المدارس العلاجية إلا إنه يجمعها جميعاً أصول و قواعد أساسية واحدة بينما تكمن الإختلافات – كما يزعمون – في الفروع و الدقة و الشمول!
و سنعتني في هذا المبحث بأكثر مدرستين – إن صحت تسميتهما بمدارس ! – انتشاراً في أوطاننا العربية و الإسلامية و هي مدرسة البرانا و مدرسة الريكي.[1]
1- اخترت هاتين التقنيتين لأنهم الأكثر انتشاراً في العالم عامة و في أوطاننا الإسلامية و العربية خاصة؛ كما أنه لا يمكن ذكر جميع التقنيات إذ أن هذه الممارسات في تجدد مستمر و تلون دائم.
ممارسات البرانا هي ممارسات روحانية باطنية
إلي سكان العالم علَّ هذا الكتاب يخفف آلامكم، و يشفيكم و يحافظ علي صحتكم ، و يدخلكم إلي التعاليم الروحية الأرقي " [1] بهذا الإهداء بدأ "تشوا كوك سوي" كتابه ليبين لأتباعه أن ممارسات طاقة البرانا – المزعومة – هي مدخل من مداخل الممارسات الروحانية و ليس علم تجريبي كما يُرَوَج له في أوطاننا و يُلَبَس علي الناس، و من تأمل كتبه و قرأها يتبين له ذلك بوضوح، و سنتعرض لهذا التصور لديه عبر تسليط الضوء علي بعض الفقرات من كتبه المعتمده.
يبدأ " تشوا كوك سوي " كتابه - المعالجة بطاقة الحياة الملونة – بمفاهيم و مبادئ أولها قصة شائعة عند بوذية زِن مفادها " أنت ممتلئ بأفكار و آراء مسبقة. لكي تتعلم، عليك أن تفرغ كأسك" و بذلك لابد لك لكي تتعلم و تستفيد أن تفرغ عقلك من آرائك و مسلماتك و قواعدك البدهية العلمية و تصوراتك العقدية كذلك، لأنك ستسمع و تقرأ العجب مما ينكره عقلك العلمي و فطرتك السليمة، فلابد من قتل هذا الرفض فيك أولاً بهذه القاعدة البوذية. و ما يؤكد هذا ما ذكره بعد هذه القصة مباشرة في نفس الصفحة " المعجزات حوادث غريبة تستخدم قوانين طبيعية خفية لا يدركها معظم البشر، المعجزات لا تخرق قوانين الطبيعة، بل تعتمد عليها فعلياً " إن هذه العبارة توضح بجلاء أن فهمه لمعجزات الأنبياء و كرامات الأولياء في إمكان أي أحد و متاح لأي فرد يتقن تقنيات البرانا و تأملاتها المزعومة التي تزيد من القدرات الروحية للممارس، إذ أن المعجزات عند "تشوا كوك سوي " نفسها لا تعد خرقاً لقوانين الطبيعة..! بل هي تستخدمها، و لكن كل ما هنالك – من وجهة نظره – أن هذه القوانين تخفي علي كثير من البشر، و هذه القوانين هي قوانين و علوم البرانا التي كانت حكراً علي أفراد و أسر محدودة تتناقل بالإستسرار، و هذا ما صرحت به أحدي تلميذاته في لقاء فيديو لها
و هو نفس كلام " روندا بايرن " في كتابها السر من أن هذه الممارسات و الأفكار كانت سراً لآلاف السنين. نفس الكلام يوحي به شياطين الإنس بعضهم إلي بعض و صدق ربي إذ يقول " شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا " الأنعام -112 و مع الأسف هذه الترهات تجد أذاناً تُصْغِي لها " وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ " الانعام -113.
لا يُخفي " تشوا كوك سوي" أن تصوراته و أفكاره هي أفكار و تصورات باطنية أيزوتيريكية [3] إذ يقول :" يعتمد هذا الكتاب بصورة أساسية علي تعاليم أعطاها المعلم " مي لينغ – mei ling –[4] " للمؤلف..يعد المعلم مي لينغ أحد ناصحي المؤلف في دراساته الإيزوتيريكية ، و قد أجريت كثير من الأبحاث و التجارب الإستبصارية" [5] و هذه التجارب الإستبصارية يكثر ذكرها في ثنايا كتبه، إذ كثيراً ما يستدل بالمستبصرين أصحاب الجلاء البصري clairvoyant حيث يفترض أنهم أناس لهم قدرات خاصة تمكنهم من رؤية ما لا يراه غيرهم من أجساد أثيرية أو كائنات روحية، يقول :" لذلك فإن أصحاب الجلاء البصري و هم الأشخاص الذين رزقهم الله بكشف البصيرة و برؤية الأشياء غير الظاهرة للعموم ... لقد لاحظ ذوو الجلاء البصري بإستخدام قدراتهم الروحية أن كل شخص يكون محاطاً و مخترقاً بطاقة جسمية منيرة ... إن المعالجين الشامان [6] أو الكاهونا ، يدعون خيوط الطاقة هذه بخيوط "أكا" غير المرئية؛ و في لغة العلوم الباطنية تدعي بالخيوط الأثيرية." [7] .
و يصل الغلو به في أهمية هذه الممارسات الروحية و قدرتها علي الشفاء درجة قصوي تتعدي أهمية البحث العلمي التجريبي فينقل أقوال لباطنيين غيره استشهداً و تمجيداً لها فينقل عن – غوستاف سترومبرج قوله :" سيأتي الزمن الذي ينجز العلم فيه التقدم الهائل، ليس بسبب تحسن الأدوات المساعدة علي الإكتشاف و قياس الأشياء، بل بسبب وجود أشخاص قليلين يملكون تحت سيطرتهم قوي روحية كبيرة،و التي في الوقت الحاضر نادراً ما تكون مستخدمة. و خلال عدة قرون ، فإن فن الشفاء الروحي سيتطور بشكل متزايد و سيصبح استخدامه علي مستوي كوني " [8]
و لا يكتفي مؤسس العلاج بالبرانا أن يذكر هؤلاء المستبصرين و المعالجين الباطنيين كمرجع و حجة علي صحة ما يقدمه، بل يحث تلامذته بطرق مباشرة و غير مباشرة في كثير من الأحيان علي اتباع سبلهم، فتجده يروج للتأملات الروحانية الباطنية و يظهر أهميتها فيقول :" عندما يكون الطامح الروحي بحالة التأمل فإن الطاقة الروحية و طاقة الحياة تنجذب لمنطقة الرأس، و ذلك هو السبب الذي يظهر المتقدمون بعلم اليوغا أو الصالحين و القديسين و علي رأسهم النور المبهر" [9]
إلي مروجي هذه الخزعبلات في أوطاننا الإسلامية أسألهم ما معني هذه الطاقة الروحية التي تنجذب إلي منطقة الرأس؟ ما كنهها ؟ و هل تتحرك من تلقاء نفسها؟ و هل يتساوي فيها المسلم الموحد بالله مع الهندوسي و البوذي و الطاوي الكافر بوجوده ؟
إنها دعوي مستترة لوحدة الأديان و تسريب فكرة تأليه الإنسان و أن الإنسان هو المتحكم في هذا الكون، يقول :" عندما يقوم الشخص بإجراء التأمل علي القلبين التوأمين فإن الطاقة الإلهية تسيل منحدرة نحو المتأمل معطية إياه الشعور بالنور الإلهي و المحبة و القوة، و يصبح المتأمل ممراً لتلك الطاقة الإلهية. في اليوغا الطاوية تدعي هذه الطاقة الإلهية "الكي السماوية " ، و عند القبالة [10] تدعي عمود النور ، مشيرة إلي ما يشاهده ذوو الجلاء البصري حرفيا ً كعمود من نور ، إن اليوغيين الهنود يدعون هذا العمود من النور "الجسر الروحي من النور" ، المسيحيون يدعون ذلك " روح الله النازلة " ... إن الأشخاص الروحيين، الذين مارسوا هذا التأمل لمدة أطول يمكن أن يشعروا بأنهم غمروا بنور يحير أبصارهم من شدة ضيائه.إن هذا الشعور شائع عند معظم ممارسي اليوغا المتطورين و القديسين و الصالحين في جميع الأديان. إذا درست مقاطع من الكتب المقدسة لمختلف الديانات فإنك ستلاحظ تشابهاً بالتجارب الشعورية" [11]
إن خلاصة هذا الكلام مفاده أن الممارسات الدينية علي اختلاف الديانات تهدف لحقيقة واحدة، فلا دين حق و لا أديان باطلة؛ لكنها دعاوي لا تُظهِر هذا المعتقد صراحة بل تروج له عن طريق باطني خفي خبيث و هو الممارسات و التطبيقات و تدعوا كل انسان علي البقاء علي دينه لا يتركه؛ و يكتفي بهذه الممارسات. يقول تبارك و تعالي " إن الدين عند الله الإسلام " فهل تتساوي حقاً الأديان جميعاً؟ نعم هذا ما يروج له " تشوا كوك سوي "بل ما نص عليه صراحة هو و من قبله معتنقي الثيوصوفيا و العلوم الباطنية، ينقل " تشوا كوك سوي " عن أحدهم مستشهداً بقوله:" مثل النحل حينما يجمع العسل من مختلف الأزهار ، فإن الرجل الحكيم يقبل جوهر الكتب المقدسة المختلفة ، و يري الخير فقط في كل الديانات "[12]..!
إن هذه الممارسات في ازدياد و نشاط؛ و إن لم يُنتَبَه إليها و تُحَاَرَبْ فستنتشر و تصبح خطراً داهماً يصعب الخلاص منه بعد ذلك...
" في المستقبل القريب سيكون المعالجون و ملائكة الشفاء أكثر فعالية و تعاونية لإحداث الشفاء الخارق أو المدهش و علي أوسع نطاق "
من التواصل مع الأموات و الارواح إلي التواصل مع الجمادات..!
و لا يتوقف التطور عند هذا الحد، بل يصل إلي التأثير في الجمادات و السيطرة عليها و التحكم فيها و في ذراتها بمجرد التفكير !
فعلى سبيل المثال تزعم الدكتوره مها هاشم أنه عند إجراء تمارين طاقيه مكثفه و تأملات لفترات طويله تزداد طاقة الممارس، الأمر الذي قد ينتج عنه تلفيات للأجهزة الإليكترونية التي يستخدمها الممارس أو القريبة منه !
و هذا عين ما تضمنته الورقه البحثية للمركز الكندي " فهم الإرتقاء والتعامل مع الأعراض والآثار الجانبية" حيث ورد فيها ضمن الأعراض الجانبية : " احتراق المصابيح الكهربية و الأجهزة الالكترونية ؛ اذا حدث معك هذا الأمر فانك تصل الى معدل ترددي عالي جدا و غالبا ما ستكون معالجا متمكنا أو قناة اتصال أحد الأرواح (!). هذا بسبب دخول كميات كبيرة من الطاقة في هيئتك المادية. انها يمكن وصفها كما لو أن 50000 فولت كهربي جاءت مرة واحدة. ليس الجسد فقط هو الذي يمكن ألا يستطيع المواكبة و لكنها تدخل الجسم و تخرج منه و عندما تفعل فانها تؤثر على الأجهزة الالكترونية."[1]
كل هذا من أجل تمرير فكرة الإرتقاء الروحي و التطور الجسدي!
و المتتبع لتصريحات معالجي الطاقة في هذا الباب – التواصل مع الجمادات – يجد العجب العجاب فقد صرح حسين والي[2] أن الإنسان يستطيع التأثير على التليفون المحمول إذا ما كانت إشارته ضعيفة عن طريق الكلام معه و إبداء الشكر و الإمتنان له و ذلك في مقال له على موقع جريده اليوم السابع فيقول :" إن أى كائن حى أو جماد أو نبات على وجه الأرض محاط بطاقة ومجال كهرومغناطيسى حوله يسمى "الهالة"، إذا قمت بتشجيعه وتحفيزه والتحدث بشكل إيجابى عنه تتحسن هالته، مضيفاً أنه يجب عليك أن تشكر هاتفك النقال، لأنه ستزداد طاقته أكثر إذا شعر برضاك عنه وتزداد طاقته الكهرومغناطيسية، وذلك وفق التجارب العلمية التى أثبتت ذلك."[3] و كالعاده لا يتورعون أبداً عن الكذب في زعمهم أن التجارب العلمية أثبتت ذلك؛ و لا مانع أبداً من أسلمة هذا المفهوم بضرب أمثلة من معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم كتسبيح الحصى في يديه الشريفتين.. أو أنين الجذع له صلى الله عليه و سلم ..كأمثله على هذا التطور الروحاني و الذي قد يصل إليه المعالج و المتأمل في مراحل متقدمه.[4]

إن ما سبق ليس سوى بعض الأمثلة الواقعية على تلبس هؤلاء المعالجين بالطاقه بهذه العقائد الباطنية و الفلسفات الضالة بعلم أو بجهل منهم ؛ و ليس الأمر محصوراً في من ذكرت؛ وإنما أحببت أن أتناول بعض من يتصدر منهم للإعلام و يظهرون بكثره على الشاشات و مواقع الإنترنت حتي يتبين لأتباعهم المنخدعين فيهم مدي انحرافهم، و إلا فقائمة من يروج لهذه الضلالات تطول؛ بل إن كتب العلاج بالطاقه في مصادرها الأصلية تعج بذلك[5] ؛ و ما ذلك إلا لتأثرهم بالأصول الوثنية لهذه الممارسات و التي بُنِيَت في أساسها على فلسفة الإتحاد مع الأول الذي بدأ منه الكون بزعمهم ،كما في الطاوية أو الهندوسية و التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر تأملاتهم المزعومه من أجل التطور و الإرتقاء إلي أن يصل الشخص إلي الإستنارة أو النرفانا في البوذية أو ما يسمي بالموكشا الهندوسية ( وهي الإنعتاق من عملية تناسخ روحه - و يحدث له الإندماج و الإتحاد مع الأول فينعتق من تناسخ روحه و يصل للإستنارة الكليه.)
إن المتتبع لهذه الدعوات الهدَّامة و أصولها يتبين له أن هذه الممارسات و التطبيقات المعاصرة المروجة لفكرة التطور الروحي ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، كما لا يُعد التمسح في البحوث العلمية – الزائفة – أو أجهزة القياس المعملية المُستخدمة كدليل لإثبات صحة هذه الممارسات أمر مقصور عليهم في هذه السنوات القليلة الماضية.. فقد صرح الدكتور محمد محمد حسين في كتابه منذ أكثر من خمسين عاماً بهذا الذي نراه الآن شاخصاً أمام أعيننا بل إن هذه الدعوات[6] لها أصول تاريخية قديمة يمكن إيجازها بكل محاولة لتفسير عالم الغيب عامة و عالم الروح خاصة بالإعتماد علي الفكر البشري المحدود، أو وساوس ووحي شياطين الجن و الإنس بعيداً عن هدي الأنبياء و نور الوحي المعصوم معتمدين علي تفسيرات باطنية لنصوص الوحي تارة..أو علي تلبيسات علمية تارة..و مزيج من فلسفات حضارات قديمة..تارة أخري .
يقول د.محمد محمد حسين : "و الواقع إن صانعي الروحية الحديثة و مروجيها لهم منطق خلاب جذاب في تدعيم دعاواهم و لفت الأنظار إليها و جمع الأنصار و الأصدقاء حولها، فهم يدعمون دعاواهم بنصوص مما جاء في الكتب السماوية و المتشابه الذي يحرفونه عن مواضعه بعد أن يبتروه من سياقه و يقطعوه عن مناسبته و يخرجوا ألفاظه عن مدلولها جاهلين أو مدلسين. و هم يدعمون هذه الدعاوى أيضاً بنصوص من المأثور من التاريخ عن السابقين الأولين من المجاهدين و الحواريين و الصالحين بعد أن يخضعوه لمفاهيمهم و يقيسوه علي أشباه له مما ينسبونه لوسطائهم، مما جرت نظائره و لا تزال تجري على أيدي المشتغلين بالشعوذة و الطلاسم. و لهم براعة فائقة في تدعيم ذلك كله بالعلم التجريبي الحديث و ربطه بقواعده و أصوله و الإستعانة على ذلك بأجهزة و آلات تضفي علي أوكارهم ثوب الجدّ و الوقار الذي ينبغي للبحث العلمي المنزّه عن الأغراض و المحاط بالضمانات التي تدفع شبهة الغش و الخداع . لذلك لم يكن عجيباً أن تجتذب دعاواهم كثيراً من الأسماء الضخمة الرنانة في الشرق و في الغرب " [7]
و لقد ساهمت وسائل الإعلام عن طريق العديد من الأفلام السنيمائية والمسلسلات التليفزيونية في نشر هذه الأفكار و ترسيخها في النفوس بل وإمتدت أيضاً لتشمل مسلسلات الكارتون المخصصة للأطفال و التي ينشأ الطفل عليها بكل أسف ثم يتنقل في مراحله العمرية و هي تصاحبه في الألعاب الإليكترونية ؛ ثم في الفضائيات و في دورات التنمية البشرية ثم في العلاج من الأمراض ؛ وأذكر على سبيل المثال ما تشكله وسائل الإعلام من خطر في نشر هذه الأفكار الهدامة و التي تنشر فكرة التطور بوجه عام و فكرة الطاقة بشكل خاص
الأفلام السينمائية
1- x-men ( marvel series )
2- the fountain
3- avatar
4- the last airbender
5- the man who stares at goats
6- peaceful warrior
7- the craft
8- street fighter
الأفلام و المسلسلات الكارتونية
1- مسلسل ناروتو[8] - متوفره كذلك كلعبه إليكترونية
2- مسلسل مقاتلي الشوارع ( street fighter ) - متوفره كذلك كلعبه إليكترونية
3- مسلسل بليتش
و هكذا يجد المرء نفسه محاطاً بهذه الأفكار و الممارسات ليشب عليها الصغير و يشيب و يهرم عليها الكبير فتترسخ هذه الضلالة – التطور – شيئاً فشيئاً في النفوس فيصعب إنتزاعها بعد ذلك. إن الأمر جد خطير؛ و يلزم من تضافر الجهود المبذولة و السعي الجاد في التصدي لهذه اللوثات العقدية و الفكرية التي أصبحت تعصف بعقيدة المسلم و تعمل على هدمها ليل نهار و بكل السبل المتاحة .
[1]- راجع understanding ascension and coping with the symptoms and side effects "فهم الإرتقاء والتعامل مع الأعراض والآثار الجانبية" نقلاً من ورقة بحثية للمركز الكندي" healing the heart of humanity"
[2]- أحد المعالجين بالطاقه في مصر
[3]- مقال على جريدة اليوم السابع بعنوان " متخصص للعلاج بالطاقة: احذروا.. الحرب العالمية القادمة " بتاريخ 31-8-2011
[4]- يلاحظ عند ضرب الأمثلة بمعجزات الأنبياء ما يلازمها من تمرير فكرة أن المعجزات ليست حكراً علي الأنبياء وحدهم! بل هي متاحة لأي إنسان استطاع الإحاطة بسننها !
[5]- راجع إن شئت إصدارات العلاج بالبرانا لتشوا كوك سوي؛ و كتب العلاج بالريكي و التشي كونج؛ و كذلك كتب مريم نور و مها نمور و كتابات بشار عبد الله و كتابات صلاح الراشد و ابراهيم الفقي و القائمة تطول.
[6]- و التي تعرف اليوم بالروحية الحديثة (!)
[7]- "الروحية الحديثة .. حقيقتها و أهدافها " ص 23 -24 لمحمد محمد حسين
[8]- و هي من أخطرهم على الإطلاق و ذلك لأسباب :
. أنها مبنية على فلسفات الطاقة صراحة بما فيها مصطلحاتها من ( الشاكرات و المريديانات و الهالة الأثيرية )
. تضمنها تمارين على السحر صراحة و من عقود بالدم بين الإنس و الجان و الشياطين
. تعج بالشرك و الكفريات الصريحة من الديانات البوذية و الهندوسية صراحة
. طول حلقاتها فقد تجاوزت ال 600 حلقه كانت بدايتها عام 1997 و مستمرة حتي يومنا هذا مما يعني أن من شب معها منذ بدايتها قد تجاوز عمره الآن العشرين عاماً.!
. حبكتها الدرامية الشديدة.
. تتضمن إيحائات جنسية و غير أخلاقية كثيرة
. منتشره جداً في الدول العربية
نفلا عن سبيلى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.