تعد الرغبة بالخضوع لعمليات التجميل، وتحديدا تجميل الأنف، مؤشرا على احتمالية كون الشخص الراغب بها مصابا باضطراب التشوه الجسدي body dysmorphic disorder، وهو مرض نفسي يتسم بانغماس وقلق غير طبيعيين حول وجود عيب بسيط أو متخيل في المظهر ومحاولة إخفائه عن الآخرين، ما يؤثر سلبا على ممارسة المصاب لحياته اليومية. كما وقد يؤدي هذا الاضطراب بالمصاب إلى الخضوع إلى عمليات تجميلية من دون داع. وحتى وإن نجحت هذه العمليات، فهو لا يكون راضيا عن نتائجها، وهذا وفق ما ذكرت مواقع www.mayoclinic.com وwww.drugs.com و www.medicalnewstoday.com. وقد أشار الموقعان الأخيران إلى أن دراسة حديثة قد بينت أن حوالي ثلث من يرغبون بالخضوع لعمليات تجميل الأنف يكونون مصابين بالمرض النفسي المذكور، ما يدعو إلى ضرورة تحري جراحي التجميل احتمالية وجود هذا الاضطراب لدى مرضاهم. وقد ذكر ديفيد بي سارور، وهو أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة بنسيلفانيا، أن النظر في المرآة صباحا وإيجاد ما لا يعجب الشخص في مظهره وتمنيه تغييره هي أمور تتكرر لدى البعض بشكل عام بدون أن تدل على إصابتهم باضطراب التشوه الجسدي. أما غير الطبيعي، فهو استمرارية وقوة التفكير والقلق بشأن المظهر. فمصابو الاضطراب المذكور لا يتوقفون عن التفكير بمظهرهم وتفقد ما لا يعجبهم منه بالمرآة أو بأي سطح عاكس، كما وقد يتنجنبون إظهار صورهم لأي شخص. وكما هو واضح، فإن هذه الأفكار والسلوكات تشتت المصاب عن أداء عمله ودراسته وحتى عن عائلته. وقد قام البحث المذكور بدراسة 266 مريضا قام أطباء التجميل بتقييمهم في بلجيكا خلال مدة 16 شهرا، حيث قام هؤلاء المرضى بتنسيق مواعيد لنقاش الخضوع لعمليات تجميل للأنف، وقد أعطي هؤلاء المرضى استبيانا لتقييم وجود أعراض اضطراب التشوه الجسدي لديهم. وقد ظهرت أعراض اضطراب التشوه الجسدي لدى 2 % فقط ممن طلبوا الخضوع للعمليات المذكورة لسبب طبي بحت. أما من طلبوا الخضوع لهذه العمليات لسبب تجميلي فقط، فقد ظهر لدى 43 % منهم أعراض الاضطراب المذكور، والتي تضمنت الانغماس والقلق غير المبررين حول أجسادهم على الرغم من أن أنوفهم كانت طبيعية نسبيا. وقد ذكر الطبيب فيليب الحايك، وهو رئيس الجمعية الأميركية لجراحي التجميل، أنه قد وجد من خلال خبرته في جراحة التجميل أن مجرد عرض القيام بإجراء جراحة تجميلية لمصابي اضطراب التشوه الجسدي يعد خطأ فادحا، ذلك بأن احتمالية رضاهم عن نتائج الجراحة، مهما كانت ناجحة، تعد قليلة جدا