حوادث بتر الأطراف كثيرة ويتعرض لها كبار وصغار: حوادث مرورية، حوادث مهنية، حوادث إهمال، كلها تؤدي لطريق واحد هو فقدان جزء ثمين منا.كيف نتصرف في وقت الأزمة؟ ما الأمور التي نراعيها عند إسعاف مصاب تعرض لبتر في أحد أطرافه؟ - فلنذكر بداية من هم المعرضون لحوادث بتر الأطراف أكثر من غيرهم؟ الصناعيون بشكل عام هم الأكثر عرضة لحوادث بتر الأطراف أكثر من غيرهم، لذلك لابد لنا من أن نتطرق لمسألة توفير الأمن الصناعي، سواء كان على مستوى القطاع العام أو الخاص، فكلما نقصت شروط الأمان والحماية للعمال ازدادت الحوادث، والعكس بالعكس، مع العلم أن أكثر الإصابات تكون من نصيب النجارين وورش الخراطة والحدادين والمزارعين، ولاننسى أيضا الحوادث الطارئة في المنزل، كإصابات الأطفال الناتجة عن ماكينات فرم اللحوم والخضار أو عن المراوح أو غيرها من الآلات والأدوات الحادة التي تؤدي لبتر الطرف أو جزء منه. وطبعا من مسببات مثل هذه الإصابات الخطرة حوادث السير أيضا. - ماهي شروط إعادة وصل الطرف عند التعرض لحادث ما؟ إن عملية زرع الطرف المبتور (إعادة وصل الطرف) تخضع لعدة شروط أهمها: 1- أن يكون الطرف أوالجزء المبتور من الطرف غير متعرض لعوامل هرس أو تلوث شديدين، وأن تكون الأنسجة بحالة جيدة. 2- أن يكون مستوى البتر بمنطقة تحتوي على شرايين وأوردة قابلة للخياطة المجهرية، فالبتر في نهاية السلاميات البعيدة يكون غير ممكن بسسب عدم توفر هذه الشروط. 3- أن لايمضي على البتر أكثرمن 6— 8 ساعات كحد اقصى، حتى يبقى الطرف قابلا للحياة، وطبعا هذه المدة تنقص أو تزيد حسب حالة الطقس، حيث تقصر المدة الزمنية بارتفاع درجات الحرارة. 4- عامل العمر والسوابق المرضية يلعبان دورا مهما في زرع الطرف المبتور من عدمه، فكلما ازداد الشخص في السن أو عانى من مشاكل صحية، نقص احتمال زرع الطرف له. 5- أن يسعف المريض إلى مركز طبي مؤهل تجرى فيه مثل هذه العمليات الحساسة التي تحتاج إلى أدوات وتجهيزات تسمح بالخياطة المجهرية، وكذلك والأهم توفر الفريق الطبي المؤهل للتعامل مع مثل هذه الحالات، مع العلم أن نسبة نجاح زرع الأعضاء المبتورة عادة لا تكون عالية ففي أحسن المراكز العالمية لاتتجاوز 60%. - ما هي الأساسيات التي يجب أن يفكر بها المتواجدون في مكان حادث أدى لبتر طرف من الأطراف؟ هناك شروط لنقل الطرف أو الجزء المبتور من الطرف، لذلك لابد من توفر ثقافة عامة للمسعفين فعليهم أن يقوموا بعدة أمور، أولها: يغسل الطرف فورا بالماء من الأوساخ، وينقل بكيس نايلون شفاف مغلق بإحكام وضمن كيس يحتوى على ماء مثلج. وثانيا: إجراء الاسعافات الأولية الضرورية من وقف النزيف، وتأمين الاسعاف السريع لنقل الطرف المبتور والشخص إلى المركز الطبي المؤهل كما ذكرنا سابقاً وبمراعاة لعامل الوقت ؟ - ماذا تتضمن عملية زرع الطرف؟ العملية شاقة ومتعبة تحتاج لفريق كامل ومتفاهم ومدرب لديه الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات، وكلما توفرت هذه الشروط كلما كانت نسبة نجاح زراعة الطرف عالية، العملية تبدأ بعدة مراحل هي: 1- تثبيت العظام المبتورة بوسائل تثبيت سريعة تختصر الزمن وتؤمن ثباتاً جيداً للطرف، لمتابعة العمل بخياطة البنى التشريحية الأخرى من أوتار وأعصاب وشرايين. 2- خياطة الشرايين لإعادة التروية الدموية للطرف المصاب، وكذلك خياطة الأوردة لتأمين العود الوريدي للطرف، لذلك يجب أن يكون مقابل كل شريان وريدين على الأقل. 3- خياطة الأعصاب ثم خياطة الأوتار والبنى العضلية (العضلات). وطبعا هذا كله مع تزويد المصاب بالصادات (بالمضادات الحيوية) وإعطائه المميعات أثناء وبعد العمل الجراحي. - ما المشاكل التي يتعرض لها المريض عقب عملية زرع الطرف له؟ يمكن أن يتعرض المريض لمشاكل عديدة منها: فشل محاولة وصل الطرف بسبب تخثر الدم ضمن الأوعية، أو بسبب انسداد الشرايين الموصولة. فشل العود الوريدي بسبب عدم وجود أوردة كافية تسمح بإعادة الدم إلى الجسم من الطرف المصاب. فشل الزرع بسبب الانتان (الالتهابات). يمكن أن ينجح الزرع لكن قد يبقى الطرف غير وظيفي، بسبب توقف عمل الأعصاب، فيصبح غير فعال. - هل يستطيع المريض ممارسة حياته المهنية بعد زرع الطرف؟ طبعا إذا نجح الزرع يستطيع المريض العودة لحياته الطبيعية والمهنية، فهذا الفرع من التخصصات الطبية أو الجراحة المجهرية هو اختصاص يتطور تطورا كبيرا سواء بالخبرات أو التجهيزات التي تسمح بتحسين النتائج، وبالتالي زيادة نسبة نجاح هذه العمليات الجراحية. كما أن التأهيل الجيد للمريض والعلاج الفيزيائي والطبيعي يزيد من نسبة نجاح العمل الجراحي، وعودة المريض لوضعه الطبيعي. - ما المدة التي يحتاجها المريض ليعود لحياته الطبيعية بعد العمل الجراحي؟ تختلف المدة الزمنية للشفاء بحسب المنطقة المصابة، فمثلا: وصل فخذ مبتور على مستوى عنق القدم، أو على مستوى الركبة، أو أعلى من ذلك، يحتاج لفترات مختلفة لكل منها وللتأهيل والعلاج ليعود الطرف لوضعه الطبيعي كذلك الأمر بالنسبة للأصبع أو المعصم. لذلك تختلف المدة الزمنية حسب فيزيولوجية الجسم وطبيعة ترميم الأنسجة، وخاصة والأهم حسب الأعصاب. وكمثال لضمان عودة الطرف لقدرته الحركية: نضطر لتقصير الطرف عدة سنتيمترات أو ميليمترات أحيانا، حسب المنطقة المصابة لنتمكن من إعادة وصل الشرايين والأعصاب لتكون بحالة فنية جيدة، ولتكون قابلة لإعادة الوصل وبالتالي يساهم ذلك بإنجاح العمل الجراحي بفرصة أكبر. لذلك لا يمكن تحديد فترة زمنية محددة لعودة المريض لوضعه الطبيعي بعد زرع الطرف، لكن ذلك يحتاج طبعا لعدة أشهر. - هل يتم زرع أحد الأطراف للعاهات الخلقية أو من لديهم تشوه في أحد الأطراف؟ عادة يكون الزرع ذاتياً (لنفس الطرف المبتور) وقد تجري عمليات من ذلك النوع لكنها تبقى محاولات فردية، ويمكن في بعض حالات التشوهات الولادية أن نضحي مثلا ببعض الأعضاء الأقل أهمية ونقلها لأماكن تكون أكثر أهمية وفائدة وظيفية، مثل نقل إصبع من القدم إلى ابهام اليد، أو نقل سبابة اليد مكان الابهام. - ما هي الحالات التي يتم فيها استبدال الطرف المبتور بطرف صناعي؟ في حال فشل إعادة وصل الطرف، أو عدم إمكانية زرعه بسبب هرس واسع فيتم البتر ويستعاض عنه بالطرف الصناعي.