أن اعتلال الشبكية السكرى هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلي ضعف البصر أو فقدانه و خاصة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 – 74 سنة ، فقد تم حديثا استخدام الأدوية المثبطة لعامل نمو أنسجة الأوعية الدموية بالحقن داخل العين مثل أدوية الأفاستين و الميوكجن و الليوسنتس و التى أثبتت فعاليتها فى إيقاف نمو الأوعية غير الطبيعية في اعتلال الشبكية الوعائى " المتأخر " و كذلك فى علاج و تقليل اعتلال مركز البصر الرشحى و لو بشكل مؤقت . إن مرض اعتلال الشبكية هو احد المضعافات المصاحبة لمرض السكري المعرفة و المزمنة و تزداد شدتها لدي المرضي الذين لا يولون العناية الطبية و الوقاية الازمة من داء السكرى ، و بالتاى فإن الأعراض التى ينتج عنها و الإهمال قد يؤديان إلي فقدان البصر فى المراحل المتقدمة . " إن مرض السكرى مرض شائع الأنتشار و يصيب الجنسين على حد سواء و قد تأتى الإصابة به فى سن مبكرة نتيجة خلل فى إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس أو بشكل أكثر فى سن متقدمة نتيجة ضعف إفرازات الأنسولين بالكميات الازمة للمحافظة على نسبة سكر الدم ضمن المعدل الطبيعى ، و عاليا هناك ما يقارب 149 مليون مصاب بمرض السكرى و من المتوقع أن تزداد أعداد المصابين إلي ما يقارب 344 مليون بحلول عام 2025 " . و عن مضعافات هذا الداء فهى متعددة و تشمل أجهزة و أعضاء الجسم المختلفة فمنها ما يظهر مباشرة عند الإصابة و اكتشاف المرض ، و منها المزمن الذى يظهر بعد عدة سنين من الإصابة بداء السكرى . و يعتبر داء السكرى من أكثر الأمراض الجهازية التى تؤثر على وظائف العين المختلفة مثل : التهاب طرف الأجفان و الرموش المتكرر ، و الشلل المؤقت فى أعصاب عضلات العين ، و ضعف غشاء القرنية الطلائى و تعرضه للخدوش و الإصابات أكثر من المعدل الطبيعي ، و إصابة قزحية العين بأوعية عير طبيعية قد تؤدى إلي ارتفاع ضغط العين " الماء الأزرق " و اعتلال الشبكية و المركز البصرى مع قصور بالدورة الدموية داخل طبقات الشبكية مما يؤدى إلى ظهور أوعية طبيعية قابلة للنزيف كما قد يصاحبه تكوين ألياف غير طبيعية قد تؤدى إلي انفصال السبكية مع حدوث نزيف متكرر بالجسم الزجاجى و اعتلال العصب البصري . أن هذا الاعتلال ينتج عنه عدة مراحل هى : الاعتلال الشبكى البسيط ( مبدئى ) و يتميز بوجود عقد عرقية دموية صغيرة مع ندب نازفة فى طبقات الشبكية و غالبا لا تؤدى هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها اعتلال رشحى بالمركز البصرى و اعتلال المركز البصرى الرشحى و ذلك نتيجة ترسبات دهنية صلبة أو ناعمة تميل إلى اللون الأصفر المبيض بسبب نتح و ترشيحات غير طبيعية فى جدران الأوعية الشبيكية المتعددة و قد يصاحبه قصور فى التروية الدموية للمركز البصرى . و تتركز هذه الترسبات فى طبقات الأنسجة المكونة للشبكية و اعتلال الشبكية الوعائى " المتأخر" و يمثل هذا مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكى السكرى ، و يمثل نشاط العتلال المتزايد و يتميز بظهور أوعية دموية غير طبيعية فى رأس العصب البصرى أو فى أماكن أخرى على سطح الشبكية أو فى القزحية و قد تنمو الأوعية الدموية داخل الجسم الزجاجى الشفاف ، و هى قابلة للنزيف فى أى لحظة مؤدية إلى نزيف داخل الجسم الزجاجى و إعتام فى الرؤية . قد تؤدى هذه الأوعية إلى نمو ألياف غير طبيعية على سطح الشبيكية و الجسم الزجاجى يكون سببا رئيسيا فى شد و نزع و من ثم انفصال الشبكية وخاصة فى المركز البصرى مما يؤدى إلى ضعف شديد بالرؤية . و حول العلاج و الوقاية قال د . الذيبى أن الوقاية و العلاج يكمنان فى معرفة أن داء السكرى من الأمراض المزمنة ذات التشعبات المتعددة فى أجهزة الجسم المختلفة و خاصة الجهاز الدورى ، و علاجه بالدرجة الأولى يعتمد على ضبط نسبة السكر و معدلاته فى الدم . و هناك الكثير من النصائح و الإرشادات الخاصة التى يتم اتباعها لمعالجة اعتلال الشبكية و مضاعفاته المتوقع حدوثها و محاصرتها لتجنب الإصابة بالعمى و فقدان البصر و منها : الفحص الدورى لمرضى السكري و الذى يشمل تحليل نسبة السكر و مدى انضباتها و التحكم و ضبط نسبة سكر الدم بالحمية الغذائية أو الأدوية المنشطة لخلايا البنكرياس أو حقن الأنسولين ، و تخفيف الوزن و الرياضة . أثبتت الأبحاث ان ضبط نسبة السكر فى معدلاتها الطبيعية أو ما يقاربها لاتؤدى إلى تخفيف و تأخير نسبة حدوث الاعتلال الشبكى على المدى البعيد و كذلك علاج الأمراض الأخرى التى قد تصاحب المرض مثل ضغط وفقر الدم و ينصح مرضي السكر بالكشف على العين دوريا و يعتمد فى مدده على نوعية و مراحلة الاعتلال الشبكى فكلما كان الاعتلال متقدما تقصر المدة بين الزيارات حتى يتم متابعة الاعتلال عن كثب و مدى حاجة المريض إلى العلاج بالليزر أو غيره ، " القطرات " و معاينة قاع الشبكية بشكل دقيق ، و يخضع المريض لعدة فحوصات عينية من ضمنها تصوير الشبكية بصبغة الفولراسين لتحديد فاعلية الدورة الدموية فى المركز البصرى و تحديد الأماكن التى تحتاج إلى العلاج بالليزر أو غيره فى بعض الأحيان أو قد ينصح المريض بعملية إزالة الماء الأبيض مع زرع عدسة داخل العين لتسهيل المعالجة بالليزر فى حالة تسارع و تكوين الماء الأبيض الذى يؤثر و يمنع وصول أشعة الليزر إلى الشبكية بالشكل الفعال . و عن العلاج بالليزر أوضح ان ذلك يعتبر من أهم طرق العلاج الأساسية خاصة عند تطور اعتلال الشبكية إلى مراحل متقدمة مثل : اعتلال مركز البصر الرشحى ، أو فى حالة اعتلال الشبكية الوعائي " المتأخر" و علاج الشبكية بالليزر ينقسم إلى قسمين : علاج مركز البصر لتخفيف ترشيحات المركز البصرى لمنع تدهور حدة الرؤية و المحافظة على النظر الموجود ، و تتم تهيئة المويض و الشرح له مسبقا قبل جلسة العلاج ، و الهدف من العلاج الليزر فى هذه المرحلة هو تقليص و تضمير الأوعية غير الطبيعية الناشئة عن اعتلال الشبكية السكرى و زيادة فعالية الاوكسجين داخل طبقات الشبكية المتعددة و تقليل نسبة النزيف داخل الجسم الزجاجى أو تكوينه لألياف غير طبيعية . و فى الغالب يحتاج المريض إلي عدة جلسات للعلاج بالليزرو عند عدم الاستجابة للعلاج بالليزر قد يعمد الطبيب المعالج إلى : استعمال الكى بالتبريد ، أو عمل جراحى لاستئصال الجسم الزجاجى و ما يصاحبه من نزيف و ألياف و إعادة تثبيت الشبكية المنفصلة مع عمل ليزر أثناء العملية و يعمد إلى مثل هذا الاجراء فى الحالات المتقدمة ، مشيرا إلى أنه من الملاحظ أن الكثير من المرضى يخلطون بين العلاج بالليزر الذى يستعمل على سطح القرنية لمعاجة عيوب النظر الانكسارية المختلفة " الاكزيمر الليزر " و الليزر المستخدم فى علاج أمراض الشبكية تختلف اختلافا كليا من تلك المستخدمة فى تصحيح عيوب النظر الانكسارية . و يعتمد الكثيرون أن علاج اعتلال الشبكية بالليزر غير مجد و أنه يسبب ضعف النظر و الحقيقة أن إيجابيات العلاج بالليزر خاصة فى اعتلال الشبكية السكرى أكثر بكثير من السلبيلت التى قد تنجم عن العلاج بالليزر و هى نادرة الحدوث ، فترك الاعتلال دون معالجة سيؤدى إلى تدهور و قصور النظر نظرا للدراسات و الأبحاث التى أجريت . و من المفيد أن يعلم مرضى اعتلال الشبكية السكرى أن العلاج بالليزر يستعملى للحفاظ على ما هو و موجود و ليس غالبا لتحسين النظر و الذى قد يحدث عند السيطرة على الاعتلال بشكل ايجابى و يحتاج المريض إلى التحلى بالصبر و المحافظة على مواعيد كشفه الدورى و مراجعة الطبيب المختص عند حدوث أى أعراض أو نقص فى النظر و ذلك لمعالجة المرض مبكرا قبل استفحاله . يجب أن يعلم المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكري أن الأبحاث السريرية فى هذا المجال أثبتت أن حقن مادة الكورتيزون داخل العين تساعد و بشكل ملحوظ فى علاج و تقليل اعتلال مركز البصر الرشحى و بالذات فى الحالات المزمنة التى لم تستجب مسبقا للعلاج بالليزر