يمكن أن تؤدِّي السكتاتُ الدماغية إلى الموت أو الإعاقة، ولكنَّ إعادة تأهيل المريض، من خلال المعالجة الفيزيائيَّة ومعالجة النطق والمعالجة المهنيَّة، يمكن أن تحسِّن من وظائف الجسم بعد الإصابة بسكتة دماغية. تساعد عمليةُ إعادة التأهيل على تحسين فرص الشفاء الناجح من السكتة الدماغية من خلال إعادة تدريب الدماغ على التفكير والفهم، وتحسين قدرة المريض على النطق والحركة والشعور. وهناك هدفان رئيسيَّان لإعادة التأهيل: تقوية وإعادة تعليم المريض للمساعدة على تحسين حالات العجز الناجمة عن السكتة الدماغية. تعليم المريض كيف يعيش حياةً طبيعية بقدر الإمكان ضمن حدود حالات العجز. يتألَّف برنامجُ إعادة التأهيل من ثلاثة أنواع من المعالجات: المعالجة الفيزيائية لتقوية العضلات وتحسين القدرة على المشي. معالجة النطق لإعادة تعليم المرضى على النطق والفهم والقراءة والكتابة وحلِّ المشاكل، ... إلخ. المعالجة المهنيَّة لتعليم المرضى طرق القيام بالأنشطة اليوميَّة بمساعدة بعض الأدوات، مثل الأواني المعدلَّة. يبدأ برنامجُ إعادة التأهيل حالما يصبح المريضُ في وضع مستقر طبِّياً، بعد بضعة أيَّام من السكتة الدماغية عادة. ويتوقَّف نجاحُ البرنامج على مدى استعداد المريض وأفراد العائلة لممارسة التمارين العلاجية يومياً. ويمكن أن يقدِّم المعالجون المهنيون توصيات لجعل بيئة المنزل أكثر أماناً وأكثر سهولة لتنقُّل المريض. مقدِّمة تُعدُّ السكتات الدماغية خطيرة جداً، ويمكن أن تؤدِّي إلى الموت أو الإعاقة. وتصبح عملية إعادة التأهيل والمعالجة الفيزيائية ومعالجة النطق والمعالجة المهنية ضرورية لتحسين وظائف الجسم بعد التعرُّض لسكتة دماغية. تساعد عمليةُ إعادة التأهيل على إعادة تدريب الدِّماغ على التفكير، والفهم والنطق، والحركة والشعور. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل لخيارات إعادة التأهيل المتاحة للمرضى الذين تعرَّضوا لسكتات دماغية. إعادة التأهيل تساعد عمليةُ إعادة التأهيل على تحسين فرص الشفاء الناجح من السكتة الدماغية. تعدُّ الأيامُ القليلة الأولى بعد السكتة الدماغية حرجةً للغاية؛ حيث يمكن خلال هذه الفترة أن ينتفخ الدماغ، ممَّا يسبِّب المزيد من الضرر فيه. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تؤدِّي هذه الحالة إلى الموت! بعدَ أسبوع من السكتة الدماغية، تتوقَّف حالة المريض عن التغيُّر، وقد تميل حالاتُ العجز التي لوحظت في البداية إلى التحسُّن تلقائياً. أمَّا المشاكلُ المتبقِّية بعد تحسُّن حالات العجز، مثل الضعف ومشاكل النطق، فيمكن أن تعيق المريض كثيراً. ويمكن لعملية إعادة التأهيل أن تساعدَ في استعادة بعض الخسائر التي تسبَّبت بها السكتة الدماغية. هناك هدفان رئيسيَّان لإعادة التأهيل: تقوية وإعادة تعليم المريض لمساعدته على التحسُّن. تعليم المريض كيف يعيش حياةً طبيعية قدر الإمكان، ضمن حدود حالات عجزه. يتألَّف برنامجُ إعادة التأهيل من 3 أنواع من المعالجات. المعالجة الفيزيائية: تقوِّي العضلات وتحسِّن قدرةَ المريض على المشي. معالجة النطق: تهدف إلى إعادة تعليم المريض حول كلِّ ما له علاقة بالنطق. وهذا يشمل كيفيةَ التحدُّث والفهم والقراءة والكتابة وحل المشاكل، وغير ذلك. المعالجة المهنية: تعلِّم المرضى مختلف "الحيل" التي تساعدهم على أن يعيشوا حياةً طبيعيَّة قدر الإمكان. يبدأ برنامجُ إعادة التأهيل عندما تصبح حالةُ المريض مستقرَّة طبِّياً، بعدَ بضعة أيَّام من السكتة الدماغية عادةً. لنجاح إعادة التأهيل، من المهمِّ بالنسبة للمريض وأسرته التعاون وإظهار الحماسة. على الرغم من أنَّ المريضَ يخضع للمعالجات بضع مرَّات في الأسبوع، لكن ينبغي عليه وعلى أسرته ممارسة التمارين العلاجيَّة يومياً. مع أنَّ عمليات إعادة التأهيل قد تحسَّنت كثيراً خلال العشرين إلى الثلاثين سنة الماضية، لا يزال المصابون بالسكتات الدماغية غير قادرين أحياناً على العودة إلى ما كانوا عليه قبل الإصابة. ولذلك، من المهمِّ الاستمرار في العمل على تقوية المهارات وعدم الشعور بالإحباط. المعالجة الفيزيائيَّة يتمثَّل هدفُ المعالجة الفيزيائية في تقوية العضلات وتحسين "مهارات المشي". كما تساعد المعالجةُ الفيزيائية أيضاً على إرخاء العضلات والمفاصل التي يمكن أن تصبح متيبِّسة في الذراع أو في الساق المشمول بالسكتة الدماغية. تُعطى التمارين الرياضية للمريض ولأسرته من أجل تقوية مجموعات العضلات الضعيفة. وينبغي ممارسة هذه التمارين الرياضية عدَّة مرَّات يومياً. يقوم المعالج الفيزيائي بمساعدة المريض على المشي أوَّلاً. ويستعين المريض في بادئ الأمر بأعمدة متوازية لمساعدته. ومع تنامي مهارات المشي، يمكن للمريض أن يستعين بأداة مساعدة على المشي أو بعصا للتنقُّل بكفاءة أكبر. والأمل من ذلك هو أن يتمكَّن مريض السكتة الدماغية مع الوقت من المشي دون مساعدة. ومن المهمِّ أن يقوم المريض بتمارين المشي فقط بوجود المعالج الفيزيائي أو أحد أفراد الأسرة إلى جانبه؛ فمن دون وجود شخص إضافي للمساعدة، قد يقع المريض على الأرض ويكسر وركه أو فقرة من فقرات عموده الفقري. قد يوصي المعالج الفيزيائي باستخدام أطواق للذراعين أو للساقين لتحسين قدرة المريض على التحرُّك والعمل. ويمكن استخدام هذه الأطواق لمنع القدم من التدلِّي أو الركبة من الالتواء. معالجة النُّطق يعمل معالج النطق على تعليم المرضى وإعادة تثقيفهم حول جميع الوظائف المتعلِّقة بالنطق. وتشمل هذه الوظائف على سبيل المثال لا الحصر: التكلُّم. الفهم. القراءة. الكتابة. تحسين الذاكرة. حل المشاكل. التعامل مع الأرقام. تتمُّ عملية معالجة النطق بمساعدة التمارين التي تساعد على تقوية هذه الأنشطة في الدماغ المتعافي. ومثل المعالجة الفيزيائية تماماً، من المهمِّ جداً القيامُ بهذه التمارين مراراً وتكراراً! ينبغي مراقبةُ المرضى عندما يقومون بإصدار شيكات، أو باتِّخاذ قرارات كبرى، إلى أن يتحسَّن وضعهم بشكل كامل. المعالجة المهنيَّة يقوم المعالج المهني بمساعدة المرضى على أداء الأنشطة اليوميَّة من خلال استخدام "الحيل" وأدوات وأجهزة مصمَّمة لهذه الغاية. يقوم المعالج المهني بتعليم المرضى كيف يرتدون ثيابهم بأنفسهم، ويستحمُّون، ويتناولون الطعام، ويحلقون، ويطبخون، ... إلخ. فعلى سبيل المثال، يستطيع المعالج المهني تعليم المرضى كيفية استخدام "المناول". يعمل "المناوِل" كامتداد لذراع المريض، وهو مفيد جداً لالتقاط الأشياء من دون الانحناء. كما يساعد "المناول" أيضاً المرضى على ارتداء السراويل. يمكن للمعالج المهني أن يوصي باستخدام ملاعق وشوكات ذات مقابض كبيرة لمساعدة المرضى على تناول الطعام، إذا كانت أيديهم ضعيفة. يمكن للمعالج المهني اقتراح طرق لتغيير ترتيب منزل المريض المُصاب بالسكتَّة الدماغية، لجعل الحركة فيه أسهل وأكثر أماناً. يساعد المعالجُ المهني في إعداد مرضى السكتة الدماغية لتركيب الأطواق التي تحسِّن قدرتَهم على القيام بوظائفهم. كما تخفِّف الأطواق أيضاً من احتمال التيبُّس الشَّديد في المفاصل. ويمكن استخدام الأطواق في منطقة المرفقين والرسغين والركبتين والكاحلين. الخلاصَة على الرغم من أنَّ السكتات الدماغية يمكن أن تؤدِّي إلى إعاقة شديدة، فإن طَق إعادة التأهيل الجديدة تمنح الناجين من السكتات الدماغية فرصةً أكبر للمحافظة على استقلاليَّتهم. يعتمد نجاحُ إعادة تأهيل المصابين بالسكتة الدماغية بشكل كبير على المريض نفسه، وعلى أسرته القريبة منه. ينبغي أن تستمرَّ التمارين حتَّى بعد تحسُّن حالات العجز الأوَّلية؛ فهذه التمارين تمنح المرضى أفضل فرصة للعودة إلى الحياة الطبيعية.
