العمر والخصوبة يثور التساؤل دائماً عن العلاقة بين تقدم عمر المرأة وبين خصوبتها وفرص الإنجاب عندها سواء بطريقة طبيعية أو بطرق الإخصاب المساعد. لقد ثبت علمياً ومن خلال الدراسات الطبية أن السيدة تولد ولديها رصيد ثابت لا يتجدد من البويضات يصل إلى ربع مليون بويضة، وبعد البلوغ وتحت تأثير الهرمونات المختلفة يبدأ نمو العديد من البويضات فى بداية كل دورة شهرية ولكن فى المعتاد تصل بويضة واحدة إلى مرحلة النضج فى منتصف الدورة الشهرية تقريباً فى حين تتوقف بقية البويضات عن النمو. وبتكرار الأمر كل شهر يبدأ المخزون من البويضات يتناقص تدريجياً حتى ينتهى مع بلوغ سن النضج. ولقد لوحظ أنه كلما تقدم العمر بالسيدة فأن كفاءة البويضات وقدرتها على الإخصاب وحدوث الحمل تقل، وقد يكون ذلك نتيجة نقص فى استجابة المبايض لهرمونات الغدة النخامية. كذلك فمع تقدم عمر المرأة تزداد فرصة حدوث بعض الأمراض مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم المهاجرة التى تؤدى أيضاً إلى صعوبة حدوث الحمل وقلة خصوبة المرأة. وتبدأ خصوبة المرأة فى الانخفاض الواضح بعد سن 35 عاماً وتزداد انخفاضاً بشدة بعد سن 40 عاماً حيث تقل فرصة حدوث الحمل فى كل دورة شهرية إلى أقل من 5% مقارنة ب 20% فى السيدات تحت سن الثلاثين عاماً. ومن الجدير بالذكر أنه عند حدوث الحمل فى سن متأخر نجد أن معدلات الإجهاض والولادة المبكرة تزيد بمعدل كبير وكذلك أيضاً تزداد معدلات حدوث العيوب الخلقية عند الأجنة مثل الطفل المنغولى. ولهذه الأسباب ينصح الأطباء السيدات بعدم تأجيل حدوث الحمل لسن متأخر. التدخين والإنجاب أصبح التدخين يمثل مشكلة عالمية مع الأضرار والأمراض العديدة التى ثبتت العلاقة بينها وبين التدخين. وفى مجال الخصوبة والإنجاب فمازال التدخين يمثل عاملاً سلبياً، فهو يشكل ضرراً كبيراً على البويضات حيث يؤدى إلى ضمور عدد كبير من البويضات المختزنة فى المبيض (الرصيد الثابت لدى كل سيدة فى مرحلة خصوبتها)، وبالتالى يؤدى إلى سن النضج ( اليأس ) المبكر، كما يؤدى أيضاً إلى عدم توافق نمو البويضات حيث تنمو بعضها بشكل أسرع وبالتالى تقل كفاءتها وفرصة تخصيبها وتضطرب الدورة الشهرية، ومن تأثيرات التدخين الأخرى توقف نمو البويضات بعد بداية الدورة الشهرية وذلك كله بالتأكيد يقلل من فرص الحمل أو نسب حدوث الحمل فى كل دورة شهرية وأيضاً فأن للتدخين آثاراً سلبية على الرجل حيث أنه يزيد من نسبة التشوهات فى الحيوانات المنوية مع ضعف الحركة وقلة الحيوية. أما بالنسبة للحمل فلقد ثبت أن التدخين يؤدى عامة إلى انقباض الأوعية الدموية الصغيرة فى المشيمة مما قد يؤدى إلى تأخر نمو الجنين والإجهاض المبكر أو إلى الولادة المبكرة. واللافت للنظر أن تلك التأثيرات ليست قاصرة فقط على المدخنات ولكن أيضاً على اللاتى يتعرضن للتدخين السلبى (السيدات المتزوجات من مدخنين أو بتواجدهن فى أوساط التدخين) ففى دراسة حديثة أجريت على نسبة كبيرة من السيدات اللاتى يجرين عمليات الإخصاب المساعد وجد العلماء أن السيدات المتزوجات من أزواج مدخنين والسيدات المدخنات تقل فرصة نجاح الإخصاب المساعد وبالتالى فرص الحمل عن السيدات غير المدخنات علاقة الغدة الدرقية وتأخر الإنجاب تمثل الغدة الدرقية إحدى الغدد المهمة فى الجسم والتى تقوم بإفراز هرمون الثيروكسين بوظائفه المختلفة فى تنظيم بعض الوظائف الحيوية فى الجسم. ويعتبر انتظام انتاج الهرمون إحدى العوامل المهمة التى تساعد على إنتظام التبويض وعمل المبايض بكفاءة وكذلك انتاج بويضات جيدة قابلة للإخصاب وحدوث الحمل. وقد أجريت فى المركز دراسة كبيرة بمعرفة د/ أمل شهيب استشارية أمراض النساء والتوليد للمقارنة بين السيدات المصابات باضطراب فى وظائف الغدة الدرقية والمصحوبة بارتفاع مستوى الأجسام المضادة مقارنة بغير المصابات وتأثير العلاج باستخدام جرعات بسيطة من الكورتيزون وهرمون الثيروكسين على نتائج الإخصاب المساعد وأطفال الأنابيب. وأثبتت الدراسة تحسناً فى فرص الحمل ونسب نجاح عمليات أطفال الأنابيب للسيدات المصابات عندما يتم تشخيصهم وعلاجهم باستخدام الثيروكسين زلا تزداد نسبة التحسن عند استخدام عقار الكورتيزون. وقد قدمت هذه الدراسة ونوقشت بنجاح فى مؤتمر الجمعية الأوروبية للخصوبة والعقم فى كوبنهاجن فى يونيو 2005. ولذلك فأن فحص هذه الهرمونات وكذلك فحص الأجسام المضادة التى قد تسبب اضطرابا فى وظيفة الغدة الدرقية وتؤثر على إنتاجها يعتبر أحدى الخطوات الرئيسية المطلوبة فى علاج إضطرابات الدورة الشهرية والعقم وتأخر الإنجاب