وضاعت فى مفترق طريق!!! مابين أدم وحواء مقال بقلم د هناء على حسن استاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة قال الله تعالى فى كتابه الكريم ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)) }العنكبوت20{ . قصة بدأت فى السماء..ومرت بالارض ..وستنتهى بالسماء.. فمنذ بداية الخلق ونشأت البشرية بين ادم وحواء .. ليكون نداءا للبشرية جمعاء بأن الحياة لا تكتمل بالفرد وانما المجتمع يبنى باسر تسعى الى حياة هادئة مطمئنة يسودها ود وحب وتراحم.. وتبدأ الرحلة بالبحث والتنقيب من كلا الطرفين .. كلاهما يرسمان فى خيالهما صورة اشبه بالمثالية...صور تكاد تكتمل بصفات لا بمضمون احيانا .. وحينما يلتقى هو بهى تبدأ الرحلة التى من المفترض ان تصل الى المحطة الاخيرة لها المتمثلة فى احياء الاسرة والحياة الزوجية الهادئة التى نأملها جميعا .. حياة من المفترض ان تبنى على قول الله تعالى: (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم.فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة . واذا كان الواقع الذى نعيشه لايتحقق فيه ماجاء فى كتاب الله الكريم, فالسؤال الان اذا كان الهدف من الرحلة هو الحصول على الراحة والسعادة مابين الطرفين!!! فهل حققنا هذا الهدف؟؟؟ هل امتلأت الاسر بالسعادة والراحة والهدوء؟؟؟ فإذا تحققت هذه السعادة بين الطرفين فهنيئا لكلاهما وبوركت هذه الاسر التى تنعم بالهدوء والحياة الزوجية السعيدة سائلين المولى ان يحفظهم ويبارك لهم فى حياتهم الهادئة التى هى غاية المنال للجميع واذا كان لا فلنسأل انفسنا لماذا لم نحقق الهدف الذى سعينا من اجله فى بداية الطريق ؟؟ واين هى السعادة بين ادم وحواء؟؟ اين الود والرحمة التى قال الله تعالى عنهما فى اياته الكريمة؟؟ لماذا اصبحت معظم الحياة الاسرية شقاق وحيرة ونزاع مستمر وكأنها مباراة بين الطرفين؟؟ اين المشاعر التى كانت جمعتهما فى البداية؟؟ لماذا لم تستمر؟؟ اضاعت فى مفترق طريق مابين كبرياء ادم وغرور حواء حواء!! واذا كان نعم فمن المسئول عن ضياعها ؟؟ اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات اختلف عليها ادم وحواء, فكلاهما يتهم الأخر !! والحقيقة ان وجود الانا عند كلاهما سبب ضياع الهدف الذى سعوا من اجله واذا ارادوا الحياة المطمئنة فبأيديهم لا بأيد احد غيرهم..ولذا نناشدهم سويا ان يتذكروا الهدف الذى بدأوا فيه رحلتهما وسعوا من اجله سويا وان يكون التنافس على من سيحقق السعادة للطرف الاخر. هذه هى الندية والمنافسة الشريفة لاصراع على اشياء قد تفسد الحياة وتهوى باسر الى الضياع. إن معظم المشاكل الزوجية تكون ذات أسباب تافهة لاتستحق الوقوف عندها، ويقول الباحثون إن الحياة الزوجية تكون سعيدة وهانئة بمجرد الترفع عن الاشياء التافهة وان يستميت كل طرف فى الحفاظ على هذه الرابطة واهم الاشياء التى تعين على ذلك هو دفء المشاعر ورقة الكلمة وهذا ماافتقدناه فجفت القلوب وسكنت الألسنه وضاعت المشاعر من بين عناد ادم وحياء حواء..فهل لنا الان ان نتذكر ان مفتاح السعادة بين الزوجين كلمة رقيقة ومشاعر حنونة ولسان يطيب بجمال الكلمات ولو بكلمة شكر من الطرفين تحى القلوب وتدمى الالام وتذيب المشاحنات فتنعم الاسر بحياة الهدوء والطمأنينة.. ولقد اكد الباحثون أن كلمات بسيطة دافئة قد تكون سبباً في درء الكثير من المشاكل وجلب الكثير من السعادة...! فماعلينا الا ان نعيد التفكير ونتذكر انها ليست مباراة نبحث فيها عن الفائز والخاسر فهذه المبارة الوحيدة التى تكون نتيجتها إما المكسب للجميع او الخسارة للجميع ...واختم رسالتى الى ادم وحواء بمناشدة حواء اولا لان الدراسات تؤكد أن النساء أكثر قدرة على التعبير ومنح مشاعر الامتنان والحب والرومانسية من الرجال، فلتبدأى انتى , ولتجعلى زمام الامور بيدك انت من خلال قلب ينبض بعطف وحب ومشاعر رقيقة تمتلكيها بفضل من الله عليك -أما انت ياادم فماذا عليك إذا تكلمت كلمة طيبة؟ ولو تكلفت فيها وإن كان فيها شيء من الكذب المباح؟ (فقد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث: في الحرب, وفي الإصلاح بين الناس, وقول الرجل لامرأته) واين طلاقة الوجه واليد الحنونة التى قد ترضي بها زوجتك؟؟!! فلماتحرما انفسكما من حياة هادئة مطمئنة بمجرد عودة الدف العاطفى والمشاعر الرقيقة من كلا الطرفين..وحتى يرزقنا الله نعمة ماوعدنا به فى اياته الكريمة (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة) فعلينا ان نكثر من الاستغفار وندعو الله بان يصلح لنا ازواجنا ويبارك لنا فى حياة يحفها رحمة من الله ولنعلم أن الله سميع الدعاء يحب الملحِّين فاللهم يا مؤلف القلوب الف بين قلوب ازواجنا وارزقهم المودة والرحمة برحمتك يا ارحم الراحمين. تقبلوا تحياتى*** د هناء على حسن علوم المنصورة 12-1-2012