لوحظ في الفترة الأخيرة ازدياد نسبة ذلك المرض الخطير نتيجة تغيير طبيعة الحياة وطبيعة الغذاء وبخاصة ازدياد نسبة الدهون في وجبات الطعام والنقص في تناول الطعام الغني بالألياف. وسرطان القولون عند الرجال هو أكثر انتشاراً من النساء، ورغم تسجيل عدة حالات في سن الأربعين وحالات أخرى في الثلاثينيات أو أقل عمراً إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في عمر ما بين (70 -50 عاما). وهنالك عوامل مختلفة تساهم في حدوث المرض مثل عوامل مؤهبة أي استعداد ذاتي لسرطان القولون كالتهاب القولون القرحي وداء كرون في القولون والداء البوليبي ( المرجلات ) العائلي، إلى جانب المرجلات ( البوليب ) الغُدّية الوحيدة أو المتعددة. وتعتبر وجبة الطعام من أهم العوامل البيئية التي لها علاقة بسرطان القولون، حيث لوحظ زيادة في نسبة حدوث السرطان عند الأشخاص الذين يتناولون كمية كبيرة من الدهون بخاصة الحيوانية منها، وانخفاض في حالات سرطان القولون عند الأشخاص الذين يتناولون يومياً كميات من الأطعمة الغنية بالألياف. ويحدث الطعام الغني بالألياف ازدياداً في حجم البراز وينقص من وقت مرور الفضلات في القولون، ولهذا تنخفض كمية امتصاص المواد التي قد تساعد على حدوث السرطان. ويعتقد بعض الباحثين أن لبعض الفيتامينات مثل فيتامين a, c, d, e قدرة على الحماية من السرطان، والبعض الآخر يعتقد أن تناول المليّنات بشكل متكرر ولمدة طويلة قد يساعد على حدوث سرطان القولون. والعوامل البيئية والعوامل المؤهبة الأخرى تكون بحاجة دائماً إلى قابلية خاصة أي استعداد مسبق في خلايا القولون لحدوث السرطان، وهذه القابلية هي وراثية، حيث لوحظ أن حوالي 15% من المرضى الذين يعانون من السرطان في القولون هم أقرباء لأشخاص آخرون عانوا من سرطان القولون. أعراض سرطان القولون وتنقسم إلى قسمين أولهما أعراض سرطان الجانب الأيمن من القولون، ويتضح أن أغلبية حالات سرطان القولون الأيمن تكون الأعراض فيها متأخرة وعادة ما يكون السرطان قد انتشر بشكل واسع عند تشخيص الحالة. وعندما تبدأ هذه الأعراض بالظهور يكون قد مضى وقت طويل على المرض، لأن علامات الإنسداد لا تظهر إلا في وقت متأخر والسبب أن سعة القولون هي أكثر في الجهة اليمنى والبراز (الغائط ) يكون على شكل سائل ولكن بشكل عام يمكن توضيح النقاط التالية في حالة الإصابة بسرطان في الجهة اليمنى من القولون: - قد تكون الشكوى الأولية الوحيدة هي شعور بانزعاج مبهم في البطن أو بوجود غازات أو انتفاخات في البطن. - في حالات أخرى قد يحضر المريض للعيادة لأنه يشتكي من فقر دم مزمن أو نقص في الوزن أو شعور بتعب عام وإرهاق وقد يعاني المريض من الإسهال. - أحيانا تكون العلامة الأولى للسرطان هي جس كتلة في الربع السفلي الأيمن للبطن. أما أعراض سرطان الجانب الأيسر من القولون تكون في معظمها ناتجة عن صعوبة مرور الغائط داخل القولون بسبب الانسداد الجزئي الذي ينتج من زيادة حجم الورم، وفي هذه الحالة قد يشتكي المريض من ألم ومغص في البطن، الإمساك المتزايد الذي قد يتناوب مع الإسهال، وخروج دم و مخاط مع البراز، ومن الأعراض المتأخرة فقر الدم ونقص في الوزن. تشخيص سرطان القولون رغم أن الأشعة الملونة بالباريوم تظهر السرطان في أغلب الحالات إلا أن تنظير القولون هو أفضل بكثير وأدق من أجل التشخيص حيث يمكن مشاهدة الورم بشكل أوضح، بالإضافة إلى أخذ عينات من الورم لمعرفة نوع السرطان وهذا هو الأساس في التشخيص. وهناك بعض العوامل التي تدعونا إلى إجراء كافة الفحوصات اللازمة لاستثناء سرطان القولون كسبب للإمساك ومن بين هذه العوامل: تقدم عمر المريض الذي يعاني من الإمساك، المعاناة من الإمساك الشديد دفعة واحدة ومن دون سابق إنذار، وازدياد مفاجئ أو شديد لإمساك مزمن موجود سابقاً، وجود فقر دم غير معروف السبب أو وجود دم مع البراز، تناوب الإمساك مع الإسهال، ووجود أقارب من الدرجة الأولى أصيبوا بسرطان القولون.