لا ندري هل الختان الشرعي – بضوابطه التي سنشير إليها بإذن الله – يعتبر من الممارسات التمييزية ضد المرأة ؟. أم أن سَوْقَ الفتيات والمراهقات، ودفعهن دفعاً إلى أسواق الرذيلة والجنس – والتشبه بالعاهرات الغربيات عبر ما يسمونه (الحرية الجنسية، الحريات الشخصية – حقوق المرأة – الحقوق التناسلية، وغير ذلك من المسميات) –؛ حتى تقع أسيرة للأمراض الجنسية الفتاكة، كالإيدز والشذوذ وغيره من الأمراض الجنسية – بالإضافة إلى الأمراض الاجتماعية الخطرة والفتاكة فهل يقبل رب أسرة أن تكون أهم أولويات بناته ممارسة الجنس كل يوم والممارسة الحرة في الهواء الطلق والممارسات البهيمية -، فكل هذا هو ما يعتبر حقيقة من الممارسات التمييزية ضد المرأة، وانتهاكاً لحقوقها الآدمية و الصحية والفطرية ؟!. ثم من أشد استحقاقاً لسن القوانين من أجل محاسبته ومجازاته؟ أهو من يمارس ختان الأنثى الشرعي – اختياراً لا إجباراً –؟؟ أم الذي يتسبب في انتشار الأمراض الجنسية القاتلة بين النساء – بأشكال مختلفة -؟؟!!. إذا كانت هذه المؤتمرات التي تدعو إلى التعليم المختلط، والتثقيف والتربية الجنسية، وغيرها من الأمور، وتعتبر هذه الإجراءات مما يخفف من شدة الهياج والجوع الجنسي لدى المراهقين والمراهقات. فإن الختان الشرعي للمرأة يهدف إلى تخفيف حدة الشهوة الجنسية لدى المرأة – كما سنعرف ذلك بعد قليل -، وهو نفس ما تدّعي هذه المؤتمرات - من خلال إجراءاتها المختلفة - أنها تسعى إليه. فلماذا هذا الهجوم على الختان، واعتباره جريمة، وعنفاً، وممارسة ضارة، وتمييزاً ضد المرأة؟؟. فماذا فعلت الثقافة الجنسية في أوربا الصليبية ؟ وماذا فعلت الإباحية في الإمبراطوريات البائدة في روما وأثينا وبومباي وإنطاكية ؟ هل تريدونا عبيد شهوات وملذات مثلهم ؟ أم أن الغرب غاظه طهر الإسلام وبني الإسلام فأراد العبث للفتك به وبأهله ؟ !!!! إن هذا الأمر يؤكد حقيقة واضحة، وهي أن هذه المؤتمرات تسعى إلى نشر الإباحية الجنسية، وتوفير السبل المؤدية إلى ذلك، وتحارب ما يتنافى مع هذا الأمر، كالختان الشرعي، وتحريم الإجهاض، والزواج المبكر، وتدعو بناتنا وشبابنا للفجور والمجون وغير ذلك من الأمور المهلكة والمدمرة. إذا كان ختان الأنثى يعتبر من أسباب التمييز ضد الطفلة – كما تدعي هذه المؤتمرات -. فلماذا لم تعتبر تقارير هذه المؤتمرات أن الإجهاض من أسباب التمييز ضد الطفلة، بل ضد الإنسانية جمعاء؛ وذلك بإسقاط حق الجنين في الحياة؟؟ ([1]). ولماذا لما تعتبر بالنخاسة الجنسية الدنية هل تريدوا لبنت الصيانة والطهر والعفاف أن تكون مشابهة لبنات الفرنجة الدنسات القذرات هل تريدون لنسائنا أن يتحولن لمومسات همهن إشباع غريزتهن الجنسية والتمتع بكل أشكاله دون مراعاة لحلاله وحرامه وسلوكه وآدابه ؟ هل تريدون أن تكون في مجتمعاتنا بويات وسحاقيات وشاذات هل تعرفون أن المرأة الغربية الآن لم يستطع الرجل مجاراة شهواتها فأصبحت تستعيض عنه بالهرة والكلب والحمار والحصان هل تريدون لنسائنا هذه الحريات ؟!!! أعوذ بالله من كل غويّ ومن شياطين الإنس والجان. – إن هذه الإجراءات لم تفرق بين الختان الشرعي، والخفاض الفرعوني، فكان من العدل والأمانة ألا يعمم الحديث عن الختان بدون تفريق بين النوعين من الختان؛ حيث إن الخفاض الفرعوني لا يمت للإسلام بصلة – كما سنبين ذلك إن شاء الله تعالى -. و – يلاحظ أن الحملة الإعلامية التي مورست ضد الختان – أثناء وبعد انعقاد مؤتمر الزور والبهتان المسمى بمؤتمر السكان للتنمية الذي عقد بالقاهرة (1415ه -1994م)، ودون تفريق بين الختان الشرعي والخفاض الفرعوني – لا يقصد بها الختان ذاته، وإنما يراد بها التهجم على الإسلام، ومحاولة التشويش عليه والانتقاص منه، باعتباره يذل المرأة ويقمعها، ويقضي على آدميتها وأنوثتها ومستقبلها الزوجي؛ بسبب هذا الختان، زعموا. ومما يدل على ذلك: - قيام محطة ( c.n.n ) الإخبارية الأمريكية ببث مسرحية ختان الطفلة المصرية على الهواء، وتكرر عرضها بعد أن تهيئ أذهان الناس إلى أنهم سيرون شيئاً مفجعاً!! ([2]). هل الأمريكان الآن تركوا عداوتنا وأصبحوا همهم وشغلهم الشاغل مصلحتنا ؟ - التشويه المتعمد في كبريات المجلات العالمية لعملية ختان المرأة. - محاولة تقديم شيخ الأزهر السابق فضيلة الإمام جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله([3]) للقضاء بسبب فتواه في ختان الأنثى - الصادرة بتاريخ (24/3/1401ه - 29/1/1981م) – والتي جاء فيها – بعد ذكره أدلة وأقوال الفقهاء في حكم الختان – قوله: (( ومن هنا اتفقت كلمة فقهاء المذاهب على أن الختان للرجال والنساء من فطرة الإسلام وشعائره، وأنه أمر محمود، ولم ينقل عن أحد من فقهاء المسلمين – فيما طالعنا من كتبهم التي بين أيدينا – القول بمنع الختان للرجال أو النساء، أو عدم جوازه أو إضراره بالأنثى، إذا تم على الوجه الذي علمه الرسول r لأم عطية – وسيأتي ذكر هذا الحديث بعد قليل -. أما الاختلاف في وصف حكمه بين واجب وسنة ومكرمة، فيكاد يكون اختلافاً في الاصطلاح الذي يندرج تحته الحكم )). وقوله: (( وإذا استبان – مما تقدم – أن ختان البنات – المفترى عليه – من فطرة الإسلام، وطريقته على الوجه الذي بينه رسول الله r، فإنه لا يصح أن يترك توجيهه وتعليمه إلى قول غيره - ولو كان طبيباً –؛ لأن الطب علم، والعلم متطور، تتحرك نظرته، ونظرياته دائماً؛ ولذلك نجد أن قول الأطباء في هذا الأمر مختلف، فمنهم من يرى ترك ختان النساء، وآخرون يرون ختانهن؛ لأن هذا يهذب كثيراً من إثارة الجنس – لا سيما في سن المراهقة التي هي أخطر مراحل الحياة بالنسبة للفتاة-، ولعل تعبير بعض روايات الحديث الشريف بأنه مكرمة، يهدينا إلى أن فيه الصون، وأنه طريق للعفة، فوق أنه يقطع تلك الإفرازات الدهنية التي تؤدي إلى التهاب مجرى البول وموضع التناسل، والتعرض بذلك للأمراض الخبيثة. هذا ما قاله الأطباء المؤيدون لختان النساء، وأضافوا أن الفتاة التي تعرض عن الختان تنشأ - من صغرها وفي مراهقتها – حادة المزاج سيئة الطباع، وهذا أمر قد يصوره لنا ما صرنا إليه في عصرنا من تداخل وتزاحم، بل وتلاحم بين الرجال والنساء في مجالات الحياة من الملاصقة والزحام، فلو لم تقم الفتاة بالاختتان لتعرضت لمثيرات عديدة تؤدي بها – مع موجبات أخرى تزخر بها حياة العصر، وانكماش الضوابط فيه – إلى الانحراف والفساد )) ([4]). - الكتابات الكثيرة التي تكتب حول قضية الختان، كالتقارير والكتابات التي أصدرتها لجنة حقوق الأقليات في الأممالمتحدة ([5]). - التدخل السافر من قبل إحدى الدول الغربية - وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية- فيما يتعلق بقضية الختان في إحدى الدول العربية – وهي مصر -، فبعد أن ألغت محكمة القضاء الإداري قرار وزير الصحة المصري بمنع إجراء ختان الإناث – الشرعي والفرعوني -، بالمستشفيات أو العيادات العامة والخاصة، وقصر إجرائها على الحالات المرضية ([6])- مبررة ذلك الإلغاء بمبررات شرعية ودستورية-، أعلم المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ([7])، أنه طلب من الحكومة المصرية التصدي لقرار المحكمة الدستورية الذي حظر منع عملية الختان. وفي نفس ذلك اليوم أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية ([8])– في مؤتمر صحفي- أنه يجب ([9]) على الحكومة المصرية أن تبذل قصارى جهدها؛ لعدم تنفيذ القرار!!. - أصبحت الآن المعونات والمنح الغربية مرتبطة بشكل كبير بقضايا المرأة وتحويل المسلمة العفيفة للدعر والسقوط والمجون فتحدث عن الختان وهاجمه تأخذ أعظم الأوسمة والمنح تحدث عن أن الإسلام سلب حرية المرأة تأخذ الحظ الوافر من الدعاية والإعلان والظهور عبر جميع القنوات وطبعاً لا تنسى المكافأة بالدولار.
والله المستعان ------------------------------------------------------------------------ 1) كما سبق بيان ذلك أثناء الحديث عن الإجهاض، انظر: ص642. 1) انظر: ماذا يريدون من المرأة/ عبدالسلام بسيوني ص62. 2) وهو فضيلة الشيخ/جاد الحق علي جاد الحق – رحمه الله تعالى -. انظر: كتاب الختان وأحكامه/كمال الجمل ص112،113. 1) انظر: كتاب الختان وأحكامه/كمال الجمل ص112،113. 2) ماذا يريدون من المرأة/عبدالسلام بسيوني ص62. 3) جريدة الأخبار المصرية - العدد (( 14086 )) - بتاريخ 25/7/1997 -، نقلاً عن كتاب: الختان وأحكامه/كمال الجمل ص115،116. 4) واسمه ((نيكولاس بيرنز )). 5) واسمها ((مادلين أولبرايت )). 6) هكذا تتدخل هذه الوزيرة في أدق خصوصيات الأسرة المسلمة، وبصيغة الأمر ( يجب ).