ارتفاع مخزونات النفط الخام والوقود بأمريكا الأسبوع الماضي    وزير الخارجية القطري: نطالب إسرائيل بإنهاء الحرب في غزة    جوميز يجتمع بالفريق ويحذر من قوة سيراميكا    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    درجة النجاح في امتحان الاقتصاد والإحصاء للثانوية العامة.. «التعليم» توضح    إجمالي إيرادات فيلم السرب قبل ساعات من انطلاق موسم عيد الأضحى.. يغرد في الصدارة    توتر مستمر وتهديدات متبادلة.. الاحتلال الإسرائيلي يوسع المواجهة مع حزب الله    سبورتنج يهزم الترسانة ويزاحم حرس الحدود في صدارة مجموعة الترقي    وصول مبابي ألمانيا رفقة المنتخب الفرنسي استعدادًا لليورو    أوكرانيا تصد هجمات جوية روسية شديدة على كييف    كشف غموض مقتل سيدة مسنة داخل شقتها بشبرا الخيمة    الكويت.. ارتفاع عدد ضحايا حريق الأحمدي إلى 49    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    أحمد حلمي ينعي وفاة المنتج فاروق صبري    أفضل الأدعية وتكبيرات العيد مكتوبة.. أدعية يوم عرفة 2024    خالد الجندي للمصريين: اغتنموا فضل ثواب يوم عرفة بهذه الأمور (فيديو)    أبو الغيط يدعو إلى هدنة فورية في السودان خلال عيد الأضحى المبارك    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    دخول جامعة العريش لأول مرة تصنيف THE العالمي لمؤسسات التعليم العالي    لطلاب الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بالكلية العسكرية التكنولوجية ونظام الدراسة    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    ضبط تشكيل عصابي انتحل صفة ضباط شرطة بأكتوبر    اتحاد الكرة يرد على تصريحات رئيس إنبي    وزارة الصحة تتابع مشروع تطوير مستشفى معهد ناصر وتوجه بتسريع وتيرة العمل    يورو 2024| ألمانيا يبدأ المغامرة وصراع ثلاثي لخطف وصافة المجموعة الأولى.. فيديوجراف    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    صحة غزة: ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 37 ألفًا و202 أشخاص    حملات مكثفة بالإسكندرية لمنع إقامة شوادر لذبح الأضاحي في الشوارع    مجدي البدوي: «التنسيقية» نجحت في وضع قواعد جديدة للعمل السياسي    المدارس المصرية اليابانية: تحديد موعد المقابلات الشخصية خلال أيام    بلينكن: نعمل مع شركائنا فى مصر وقطر للتوصل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة    7 نصائح للوقاية من مشاكل الهضم في الطقس الحار    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    بالأسعار.. طرح سيارات XPENG الكهربائية لأول مرة رسميًا في مصر    "سيبوني أشوف حالي".. شوبير يكشف قرارا صادما ضد محترف الأهلي    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    جامعة سوهاج: مكافأة 1000 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لجميع العاملين بالجامعة    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    إصابة 3 طلاب في الثانوية العامة بكفرالشيخ بارتفاع في درجة الحرارة والإغماء    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    وفاة الطفل يحي: قصة ونصائح للوقاية    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    الأرصاد تكشف عن طقس أول أيام عيد الأضحي المبارك    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    رئيس الحكومة يدعو كاتبات «صباح الخير» لزيارته الحلقة السابعة    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    نصائح لمرضى الكوليسترول المرتفع عند تناول اللحوم خلال عيد الأضحى    النمسا تجري الانتخابات البرلمانية في 29 سبتمبر المقبل    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    «اتحاد الكرة»: «محدش باع» حازم إمام وهو حزين لهذا السبب    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 12-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمر سليمان: لن اترشح في الأنتخابات الرئاسية
نشر في البداية الجديدة يوم 09 - 07 - 2011


كتبت: رانيا حفني
في الوقت الذي أطلق فية عدد كبير من أنصاره حملة على موقع الفيس بوك لدعوته لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة املا في ضبط الأوضاع وإعادة الحياة السياسية المصرية والدولة بأكملها إلى وضعها الطبيعي في المنطقة . اكد اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق من خلال تصريحة لجريدة الأهرام انة لن يترشح في انتخابات الرئاسة التي ستجري في وقت لاحق هذا العام. . واضاف أنه لا يفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية" وانه قد ان الاوان كي يستريح وأن يتفرغ لرعاية أسرته وأحفاده.
من هو عمر سليمان؟
ولد عمر محمود سليمان، في 2 يوليو 1936، بمحافظة قنا في صعيد مصر، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة. وفي عام 1954 انضم للقوات المسلحة المصرية، ومن بعد ذلك تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في أكاديمية «فرونزي» بالاتحاد السوفيتي السابق. وسمحت دراسة سليمان للفنون العسكرية والسياسية معا له بتولي مناصب قيادية عديدة على مدار حياته، حيث درس العلوم السياسية في مصر في جامعتي القاهرة وعين شمس، وحصل على شهادتي ماجستير بالعلوم السياسية والعلوم العسكرية.. وإبان عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1992. من موْهلاتة العلمية والعسكرية : بكالوريوس في العلوم العسكرية, .ماجستير في العلوم العسكرية ,ماجستير في العلوم السياسية، من جامعة القاهرة, زمالة كلية الحرب العليا و دورة متقدمة، من الاتحاد السوفيتي. ولعل من اهم المناصب التي تولاها: قائد لواء, قائد فِرقة, رئيس فرع التخطيط العام، في هيئة عمليات القوات المسلحة, رئيس أركان منطقة, نائب مدير المخابرات و رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، بدءاً من 1991 حتي يناير 2011. كما ان من اهم اعمالة البارزة المشاركة في حرب اليمن, المشاركة في حرب 1967, و المشاركة في حرب أكتوبر 1973.
وبدأ صعود نجمه عام 1986 عندما تولى منصب نائب المخابرات العسكرية، وهى المهمة التي جعلته على اتصال مباشر مع الرئيس مبارك، ثم تولى بعدها منصب مدير المخابرات العسكرية. وفي 22 يناير 1993، كانت النقلة الكبرى، حين عين رئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية.. ليصبح واحدا من مجموعة نادرة من المسؤولين المصريين الذين يحملون رتبة عسكرية لواء (جنرال) ومنصب مدني بدرجة وزير.
وفي ملف خاص عنه وصفته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بأنه يبدو للوهلة الأولى "ضابط مخابرات تقليدياً" لا يثير الانتباه بصورة خاصة ، لكن الذين التقوه يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة، وأنه لا يميل إلى الكلام كثيراً، و عندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، وتنسب الصحيفة الإسرائيلية إلى من تصفه بشخص تعرّف عليه، قوله إنه"شخص يترك إنطباعاً قوياً يملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي ومصداقية واضحة" .
وكما قالت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الاميركية، فان عمر سليمان يمسك اهم ملفات الامن السياسي في مصر، فقد كان هو العقل المدبر الذي يقف وراء تفتيت الجماعات الارهابية التي اجتاحت مصر في التسعينيات. وصار هو من يتولّى ملف القضية الفلسطينية، إحدى اهم القضايا الاستراتيجية فى السياسة المصرية و يمد خيوطاً مع اطراف متعدّدة في المنطقة والعالم وهو الرجل قليل الكلام، الذى لا يتحدث ولا يراه احد خارج مكتبه
.
ويقول عنه جورج تينيت مدير "السي آي ايه" السابق فى مذكراته «في قلب العاصفة» ترأس عمر سليمان جهاز الاستخبارات المصرية منذ سنوات وهو كلواء ورئيس للاستخبارات، طويل القامة ذو مظهر ملكي، يتمتع بالوقار والهيبة قوي جداً، ويتحدّث بتمهّل شديد كما أنّه وجذّاب و صريح تماماً في عالم مملوء بالظلال مباشر في كلامه شديد البأس ودؤوب وطالما عمل بعيداً عن الأضواء في محاولة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين و لطالما كان سليمان دائماً في المكان والزمان يقتحم الأزمات بجرأة وصلابة لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عندما كان الجميع يفشل !! و لا يقتصر عمل سليمان على الشرق الأوسط وحده. فهو يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية أخرى، مثل "السي أى ايه" التي وجّه لها تحذيراً (شريط فيديو ) بأن بن لادن ينوي توجيه ضربة لم يسبق لها مثيل داخل الأراضي الأميركية قبل 8 أيام من احداث سبتمبر وهذا ما اكده الرئيس مبارك فى زيارة له للولايات المتحدة بعد الاحداث .
ملفات شائكة
وواجه سليمان في منصبه العديد من التحديات وحمل ملفات شائكة، في ذلك التوقيت كانت الجماعات الدينية المتشددة، وخاصة «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد»، تنفذ حملة من التفجيرات والاغتيالات في مصر.. وظل سليمان في موقعه هذا إلى أن تم تعيينه نائبا للرئيس. خبرته العسكرية لا تقتصر على خبرات أكاديمية أو إدارية بحتة، ولكن خبراته العملية على أرض الواقع تتخطى ذلك، إذ شارك في أكبر ثلاث حروب خاضتها مصر، بدءا من حرب اليمن عام 1962، وحرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973. يتميز سليمان بالهدوء والصرامة في آن واحد، ولديه قدرة كبيرة على كسب ثقة كل من حوله وجمع الأطراف المتناقضة والتحاور معها، فهو يتمتع بكاريزما ساحرة، مشبعة بالاحترام. ولذلك فإن له إسهامات كبيرة في موقعه السابق، ووفقا لشهادات مسؤولين كبار فإن عمله بإخلاص وجدية في مجال الأمن القومي المصري كانت واضحة. ويعد إخلاصه لمبارك بلا حدود، مما جعله أحد الرموز التي يستطيع مبارك أن يعتمد عليها إلى حد كبير. وفي ذات الوقت يتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكذلك له علاقات قوية مع الدول العربية، ويحظى بقبول عند رموز الحكم في هذه الدول.
ثقة المعارضين
وبالفعل استطاع عمر سليمان أن يحقق نتائج متميزة على جميع المستويات، وأصبح الرجل الذي تلجأ اليه كل أطراف الصراع في الأزمات والمواقف الصعبة،
بل انه كسب ثقة المعارضين قبل المؤيدين، و علاقته بحماس ورجالها خير دليل على ذلك.وقبل هذا وذاك رضا الولايات المتحدة التي رأت أن التعامل معه أفضل كثيرا من التعامل مع وزير الخارجية الاسبق عمرو موسى، بل أن سليمان أصبح أكثر المسئولين المصريين زيارة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
ولتعدد مهماته، وصفاته وأهميته داخل رئاسة الجمهورية فقد أطلقت عليه وسائل الإعلام الاسرائيلية والغربية أكثر من لقب وظيفي يحمل أكثر من معنى فهو: رئيس مجلس الامن القومي، ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية المصرية...
وكتبت النيويورك تايمز ووصفته بأنه رئيس المخابرات القوي لمدة 19 عاما، ويتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس، لم يصل إليها قبله أحد، ومجهول نسبيا مقارنة بالاخرين، ورغم ظهوره في وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة، إلا أنه يظل غامضا في المجال السياسي. ووصفته الصحافة بالذكاء والدراية التامة بالشئون الدولية، وأنه يمسك بالخيوط الرئيسية المحركة للسياسة الخارجية لقربه من الرئيس وإطلاعه على المعلومات الحساسة والهامة.
أما الصحف والكتاب الاسرائيليون فكانوا أكثر من اهتم به، خاصة خلال الفترة التي سحبت فيها مصر سفيرها من تل أبيب، وإعتمدت على تحركات سليمان المكوكية وبصفة خاصة أثناء الحوادث والازمات. وقد هاجمته الصحافة الاسرائيلية كثيرا، لدرجة التصريح بأن وزير الاستخبارات المصري لم يعد مقبولا في القدس، ولكنهم كانوا متأكدين من أهمية دوره عموما، للدرجة التي دفعت صحيفة هاآرتس للقول بأن الاسرائيليين يتعاملون معه كنائب لرئيس مصر، وإن لم يعين في المنصب رسميا.
ماري ويفر صحفية امريكية شهيرة كتبت عنه تقول: إن أحد المسئولين الامريكيين عمل معه لسنوات قال عنه: إنه معتدل ومهذب وله خبرة طويلة، ومقبول من رجال الأعمال، لكن عددا قليلا للغاية يعرف اراءه السياسية، سنشعربالراحة في التعامل معه". صحفي أمريكي أخر يدعى جوردن توماس يؤكد إنه قبل 8 أيام من هجمات 11 سبتمبر، قام عمر سليمان بإخبار رئيس محطة السي أي إيه في القاهرة، أن مصدرا موثوقا أخبره بأن شبكة أسامة بن لادن في مراحل متقدمة من تنفيذ عملية مهمة ضد أهداف امريكية.وفي تقرير" للأسوشيتد برس" أكدت أن سليمان يتعامل مع أكثر من ملف حساس وأنه حلال المشاكل، ولم يقتصر دوره على الملف الفلسطيني فقط، فهو يتولى ملف النزاع العربي الاسرائيلية العلاقات مع الولايات المتحدة والعراق، ويعالج المشاكل في اليمن وليبيا والسودان التي تؤثر على مصالح القاهرة، واستطاع تمهيد الطريق لزيارة الرئيس مبارك الاولى الى الخرطوم بعد 14 سنة.
ماري ويفر الصحفية الامريكية التي اهتمت بعمر سليمان وسعت لجمع المعلومات الخاصة عنه من أكثرمن مصدر وتقول ماري إن عمر سليمان كان وراء نجاح النظام في تجاوز عملية سقوط بغداد دون مشاكل، وأهم ما يميزه لدى الرئيس مبارك إنه يقول الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع بخلاف من حول الرئيس الذين يقولون ما يريد أن يسمعه فقط. وكانت آخر ملاحظات الصحفية الامريكية ماري حول شخصية عمر سليمان إنه رغم أن اللعبة السياسية لا تجري في دمائه، إلا أنه يذكرها بالسادات، فهو طويل ونحيف، له ملامح أهل الصعيد .
وعموما فقد أكدت معظم التقارير الدولية أن عمر سليمان أبرز الشخصيات المؤثرة في النظام السياسي المصري وإنه يتمتع بثقة عالية من الرئيس مبارك وأنه شخصية كتومة ولديه قدرة فائقة على التخطيط الاستراتيجي. كما ذهبت بعض التقارير الامريكية الى أنه ينحاز الى مفاهيم الاستقرار والأمن في الشرق الاوسط وإنه يؤيد العمل الوطني المصري في الإطار الاقليمي والدولي الذي يعظم من الدور المصري مستندا إلى الفلسفة العالمية وأن قدرته على التفاوض السياسي وتحقيق نتائج مؤثرة ومهمة دفعت الرئيس مبارك الى أن يحيل إليه أعقد الملفات.
اول ظهور
ولقد بزغ نجمه بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فأصبح إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في ملفات الشرق الأوسط نظرا لعلاقات الشراكة القوية التي كونها مع الأجهزة الاستخباراتية في العالم، بالإضافة إلى نجاحه في تطوير المخابرات المصرية صاحبة الحضور الواضح والقوي في معظم دول العالم من خلال السفارات المصرية.
أما الشعب المصري فظل يجهل كل شيء عن الرجل اللهم إلا اسمه، حتى القى في أول ظهور تليفزيوني. رسمي كلمة أمام إجتماع حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، في أول مناسبة يسمع فيها كثير من المصريين صوت الرجل الذي تردد اسمه كثيرا خلال الاعوام الماضية بصفته وسيطا بين الفلسطينيين واسرائيل او بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض.وقد عبر عدد من المراقبين عن ظهوره العلني بأنه أمر مقصود لتقديمه بصورة رجل دولة، وأن ظهوره بهذا الشكل أمر ملفت وانه ربما يكون إشارة إلى دور جديد وأعداده ليكون نائبا لرئيس الجمهورية وقتئذ وقيل أيضا إنه ظهر بشكل إيجابي كرجل يؤدي عمله ويساعد في الحفاظ على الأمن القومي.
وصفت صحيفة “الديلى تليجراف” البريطانية الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بأنه أحد أقوى رؤساء المخابرات فى العالم.وجاء في مقال للكاتب بالصحيفة ديفيد بلير أن سليمان يحظى بثقة مبارك الذى من الصعب أن يثق فى أى شخص ويعتمد على دائرة صغيرة من الأشخاص فى مساعدته على إدارة شئون مصر.وأضاف بلير أن اقتراح سليمان بإرسال سيارة مصفحة إلى أديس أبابا لنقل الرئيس عام 1995 كان سببا فى إنقاذ حياته، كما أن إصراره على الركوب مع مبارك فى نفس السيارة خلق بينهما قدرا كبيرا من الثقة بعدما عاشا معا هذه اللحظات العصيبة.واستطرد ” لدى سليمان قدرات استثنائية فى التعامل مع الأزمات السياسية والدبلوماسية ، فهو قاد عملية الوساطة المعقدة بين إسرائيل وحركة حماس وفى الوقت نفسه قام بمهمات دبلوماسية فى السودان وليبيا والسعودية”.ونقل بلير عن دبلوماسيين غربيين قولهم:”إن نجم الوزير سليمان بزغ بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث أصبح إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا فى ملفات الشرق الأوسط لعلاقات الشراكة القوية التى كونها مع الأجهزة الاستخباراتية فى العالم، بالإضافة إلى نجاحه فى تطوير المخابرات المصرية صاحبة الحضور الواضح والقوى فى معظم دول العالم من خلال السفارات المصرية”.واختتم مقاله قائلا إن العديد من المسئولين البريطانيين أكدوا له أن الوزير سليمان شخصية محورية فيما يطلق عليها “الحرب على الإرهاب”، وإن مصر من الدول القليلة التى قضت بشكل شبه كامل على الجماعات الإرهابية، والفضل يعود بشكل كبير إلى الوزير سليمان فى ذلك.
ويعتبر سليمان المحاور الرئيسي للأميركيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وفقا لشبكة cnn الإخبارية. ويعكس أول رد فعل أميركي على تعيين سليمان نائبا للرئيس ذلك، حين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي «إنه شخص نعرفه جيدا وعملنا معه عن كثب، نحن نعتقد أن مصر تحتاج إلى عملية ذات مغزى تقود إلى إصلاح حقيقي».
أصبح سليمان في السنوات القليلة الماضية شريكا أساسيا ولاعبا محوريا في ملفات السياسة الخارجية المصرية، بتكليف من الرئيس مبارك.. فقد ارتبط اسمه باللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، ولم يترك زعيما إسرائيليا من اليسار أو اليمين إلا وتحاور معه.
وتولى ملف المحادثات الفلسطينية - الفلسطينية، والمصالحة بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وقام بعدة مهام مكوكية للتوسط بين هذه الحركات. كما تولى مسؤولية الوساطة في صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس «جلعاد شاليط» والهدنة السارية الآن بين حركة حماس وإسرائيل منذ عدوان 2008 الإسرائيلي على غزة.
دور سليمان في هذه القضية عرضه لانتقادات في الصحافة الإسرائيلية، التي دعت لرفض استقباله بعد سحب القاهرة سفيرها من تل أبيب بعد الاعتداء على غزة، كما ألغى سليمان قبل ذلك زيارة لإسرائيل احتجاجا على التصعيد العسكري ضد المدنيين بغزة.
ملفات ساخنة
قدرات سليمان الاستثنائية في التعامل مع الأزمات السياسية والدبلوماسية، جعلت الرئيس مبارك يوليه مهام أخرى، في عدد من الدول منها السودان، والذي قام مؤخرا بزيارة شقيه الشمالي والجنوبي أكثر من مرة برفقة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. كما تولى مسؤولية التفاوض مع دول حوض النيل وزار عددا من دوله، بعد الأزمة التي نشبت بين مصر ودول الحوض، التي قررت إعادة صياغة اتفاقية تقاسم مياه النيل. لذا يعتبره المسؤولون في الغرب شخصية محورية فيما يطلق عليه «الحرب على الإرهاب»، ذلك أن له الفضل بشكل كبير - بمعاونة جهات أمنية أخرى في الدولة بالطبع - في نجاح مصر في القضاء بشكل شبه كامل على الجماعات الإرهابية خلال التسعينات، واعتبروه خبيرا في هزيمة التطرف الإسلامي.
أسرار شخصية

لا تتوافر معلومات عن حياته الشخصية إلا انه متزوج ولديه 3 بنات ليس لهم أي دور في الحياة العامة ويصعب توفر صورة لسليمان وهو يبتسم حيث أنه حافظ على طابع الجدية الذي عُرف عن رجال المخابرات العامة المصرية رغم الأدوار السياسية التي يلعبها.
وفي تحقيق يعد الأول من نوعه اجرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية من خلال الحوار حول شخصية "الرجل الحديدي" أو "الرجل الغامض" مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين والغربيين الذي التقوا به، اكدت الصحيفة ان سليمان داخل الغرف المغلقة يختلف عن الصور التي يراها المشاهد العادي على شاشات التلفاز او الصحف المقروءة. وقالت الصحيفة العبرية : "إن سليمان داخل الغرف يلتزم بالصمت كثيرا إلا انه عندما يتحدث يجبر الجميع على الإنصات وعدم مقاطعته"، مشيرة الى ان هذا الرجل يعرف دائما الهدف الذي يسعى إليه ويذهب إليه من أقصر الطرق. وأوضحت "هاآرتس" أن سليمان لا يقدم أي تنازلات وهو ما يجعل من التفاوض معه أمرا صعبا كما أنه يتسم بطابع غير ثوري وغير عنيف إلا انه يفرض رأيه دائما على الجميع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين أجروا زيارات الى سليمان بمكتبه قولهم : "ان مكتب سليمان يشبه كثيرا طابعه العسكري كما يظهر عليه مظاهر الفخامة التي تنعكس أيضا على شخصيته.
حصل اللواء عمر سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، نوط الواجب من الطبقة الثانية، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، نوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.