إننا لانحصل علي السلامة الفكرية بالحرب الخلافية في الاراء وإنما بالتفاهم والالتقاء في نقطة حوار تجمعنا عليها ,أصبحنا الآن من يخالفنا الراي عدوآ لنا ..وبتنا نحمل البغضاء والشحناء لمن وجهة نظره ورأيه تتعارض مع أرائنا ,لما لانتعلم ثقافة الاختلاف في الرأي ونتقارب ونلتقي ونرجح وجهة النظرالتي تقارب الصواب بعد المناقشة البناءه ونستخلص منها نتائج تقرب جميع وجهات النظرمن بعضها البعض .. يجب أن نطرح جميع الاراء في منبر حر للحوار والنقاش دون حجرآ علي أي رأي مخالف وعدم مجافاته والتعامل مع هذا الرأي بدون إجحاف وعدم التعصب الذي يفقد الحوار والنقاش ماهيته ... ويكسر قيمة التوحد والتوافق .. وإن لم نستطع إبراز الأراء وإلاتفاق علي أحداها يجب علينا حينها أن يحترم كل منا الرأي الاخر والاتجاه المعاكس والعمل بالقول القائل بأن وجهة نظرك صواب وتحتمل الخطأ ووجهة نظري خطأ تحتمل الصواب فليس هناك رأي له الكما ل أو الصمة المطلقة ، والعمل بمبدأ أنا لاأتفق معك ولكني أحترمك ... وإن من يقع في خطأ فهو إنسان ..لكن من يصر علي هذا الخطأ والاقتتال من أجل الحجر علي الاراء الاخري فهو شيطان ويجب أن نستمع لبعضنا البعض .. حتي أنه إذا أراد أن يستمع لرأيك عدوك فقدم له رأيك وماتراه وجهة نظرك وأسباب إقتناعك بهذا الرأي لأنه حينها قد يخرج من معاداتك إلي موالاتك وأستمع له إيضا ..ربما تأتيك نصيحة من عدو ... حيث أنه يسعي لاثبات رأيه بالحجه والبرهان وهوبذلك لم يكن يريد أن يقنعك بل يثبت لك أنه أقدر منك في إستيعاب موضوعآ ما ..فاذا كان رأيه حقا صحيحا أستفدت أنت منه وهو مالم يكن في نيتيه هو و ما كان يسعي هو إلي ذلك وكل هذا فقط بإستماعك ولو من عدوك .. ويجب إخضاع الأراء للتجارب الفكرية والممارسات العقلية وهذا يجعل الاقتناع بالرأي الاصوب سهلا ميسورآ دون الانغلاق علي أرائنا وعدم الاستبصار لرؤية الاخرين.. ويجب ألا يكون الشخص نظرته للأمور وفكره لرؤية الاحداث أحادية الجانب حيث أنه علي إعتقاد تام فيما يري دون سماع أي رأي آخر حتي الاستعداد لسماع الاراء الأخري عنده أصبح منعدم .. وتصل الامور إلي التكفير والزندقه لمن خالفه الرأي .. وكأننا نسير في زمان الصم لأحد يريد سماع الاخر ولانريد النظر الي الاتجاه المعاكس لأرائنا ووجهة النظر الاخري ولما كل ذلك، إن يكن علي أقل تقدير إنها تثبت صحة رأيي بعد السماع لمخالفينا وعدم وجود قوة إقناعية في أرائهم باتت عندئذ وجهة نظري هي الصحيحه .. هكذا ينبغي أن نتعامل مع أصحاب الرأي المخالف والفكر المعارض دون معارك فكرية وصراعات كلامية وجحود علي مخالفينا الرأي والرؤيه ...