مصر وأذربيجان توقعان بروتوكول تعاون بين وزارتي البترول والاقتصاد في البلدين    بالصور- ننشر أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بجنوب سيناء    وزير الصحة يحيل المتغيبين عن العمل للتحقيق بمستشفى مارينا    ارتفاع عدد ضحايا مجزرة النصيرات إلى 150 شهيدًا    مصر تواصل جهودها فى تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة (فيديو)    منتخب مصر يطير إلى غينيا بيساو عصر اليوم    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    «سيتفوق على الجميع».. رسالة خاصة من زيدان إلى مبابي    54 ألف طالبًا ب 140 لجنة.. الإسكندرية تنهي استعداداتها لماراثون الثانوية العامة    استمرار حبس المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر    السجن المشدد 5 سنوات لمتهم في إعادة محاكمته بقضية "أحداث كفر حكيم"    "أكليني وهاتي لي هدوم".. آخر ما قالته "آية" ضحية سفاح التجمع    شيرين رضا تعلن بشكل مفاجئ: "قررت الاعتزال"    شاهد فيديو جديد لصفع عمرو دياب أحد المعجبين.. ماذا فعل الشاب؟    ثقافة اسوان يناقش تأثير السيوشال ميديا "فى عرض مسرحى للطفل    الليلة.. صالون "نفرتيتي" يسير على خطى العائلة المقدسة بالأمير طاز    إجراء عاجل من وزير الصحة تجاه المتغيبين عن العمل بمستشفى مارينا المركزي    سما الأولى على الشهادة الإعدادية بالجيزة: نفسى أكون دكتورة مخ وأعصاب    السكة الحديد تعلن جداول قطارات خط «القاهرة - طنطا - المنصورة – دمياط»    عاجل| 6 طلبات فورية من صندوق النقد للحكومة... لا يمكن الخروج عنهم    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    أبرز 7 غيابات عن منتخب إنجلترا فى يورو 2024    رجال الأعمال تناقش تعزيز مساهمة القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات القطاع الزراعي    ناقد فني: نجيب الريحاني كان باكيًا في الحياة ومر بأزمات عصيبة    لماذا الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم؟.. مركز الأزهر العالمي يُجيب    تنظيم 6 ورش عمل على هامش مؤتمر الأوقاف الأول عن السنة النبوية (صور)    الكشف على 1237 مريضا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بالمنيا    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    80 شهيدا وعشرات الجرحى فى غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ومناطق بغزة    الأهلي يحسم صفقتين ويستقر على رحيل موديست    خبير: برنامج تنمية الصعيد في مصر سيكون مثالا يحتذى به في كل دول القارة الإفريقية    الدفاع الروسية: قوات كييف تتكبد خسائر بأكثر من 1600 عسكري وعشرات الطائرات المسيرة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142 مخالفة عدم الالتزام بقرار غلق المحال    تضم هذه التخصصات.. موعد مسابقة المعلمين الجديدة 2024    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    الإفتاء توضح حكم تجميع جلود الأضاحي ثم بيعها في مزاد علني بمعرفة جمعية خيرية    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    الفوج الثاني من حجاج «المهندسين» يغادر إلى الأراضي المقدسة    توجيهات من الصحة بشأن المدن الساحلية تزامنًا مع عيد الأضحى والعطلات الصيفية    العمل: تشريع لحماية العمالة المنزلية.. ودورات تدريبية للتعريف بمبادئ «الحريات النقابية»    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    معسكرات داخلية وخارجية.. اللجنة الأولمبية تتابع خطط الاتحادات استعدادا ل باريس    خبيرة فلك تبشر برج السرطان بانفراجه كبيرة    أستاذ علوم سياسية: مصر بذلت جهودًا كبيرة في الملف الفلسطيني    «الدواء»: المرور على 9 آلاف صيدلية وضبط 21 مؤسسة غير مرخصة ب 7 محافظات    كريم محمود عبد العزيز يشارك الجمهور فرحته باطلاق اسم والده علي أحد محاور الساحل الشمالي    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    ب300 مجزر.. «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى استعدادًا لعيد الأضحى    أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا ويستحب صيامها    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسئلة واجابات حول ادوية الامراض النفسية فى رمضان


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم بقرب قدوم شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير.
كيف يتعامل مريض الصرع مع أدويته؟ فانا أتناول علاجين على فترتين صباحا ومساء, فحدوث تغير مفاجئ في أوقاتها هل هذا يؤثر على ديناميكية العلاج من قبل, فالتغير من الساعة العاشرة صباحا، والعاشرة ليلا إلى الرابعة فجرا والسابعة مساء، هل يؤثر في مسار الدواء وفاعليته؟ أم أبدأ من الآن في تقديم ساعة كل يوم, فبدلا من أن تكون الساعة العاشرة صباحا أجعلها الحادية عشرة صباحا، وهكذا, وبدلا من أن تكون الساعة السابعة ليلا أجعلها الثامنة ليلا، وهكذا, حتى أصل لوقت مناسب، أو ماذا ترى يا دكتور؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلم تذكر أسم الأدوية التي تتناولها، لكن أقول لك أن معظم الأدوية المضادة للصرع عمرها النصفي أكثر من 12 ساعة، وهذا يجعل تناول الدواء على فترتين في اليوم ممكن ومعقول جداً، والفوارق البسيطة ساعتين أو ثلاثا لن تؤثر أبداً -إن شاء الله تعالى-، فلا تنزعج أبداً -أخي الكريم-.
التغير المفاجئ إذا كان كبيراً بالطبع لا يفضل حقيقة، ونحن في شهر رمضان الكريم أقول لك تناول الدواء على الفترتين ساعة الرابعة فجراً، والسابعة مساءً، وإن شاء الله تعالى لن تصاب بأي مكروه وسوف تستمر الأمور بصورة جيدة جداً، وإذا كان أحد الأدوية التي تتناولها هنا التقراتول العادي يفضل أن تنتقل إلى التقراتول (CR) لأن عمره النصفي في الدم طويل نسبياً، وهذا يضمن لنا التغطية الكاملة، فأرجو أخي الكريم أن لا تنزعج، وإن شاء الله تعالى أمورك تسير على خير.
نصيحة بسيطة وهي بعد الإفطار لا تتناول كميات كبيرة من السوائل دفعة واحدة، حاول أن تتناول كميات بسيطة بعد الإفطار، وبعد ذلك يمكن أن تتناول منها ما تشاء، لكن لا تكثر من تناول السوائل دفعة واحدة؛ لأن هذا قد يكون من المثيرات التي ربما تحرك النشاطات الصرعية.

السؤال
أتناول (فينلا فاكسين) منذ ثلاث سنوات بجرعة 150 ملغ يومياً؛ بسبب الاكتئاب المزمن والخوف الاجتماعي، والذي سببه حساسيتي من العاهة التي أصابتني في سن الشباب، وقد تحسنت بشكل ملحوظ على مستوى المهنة والاكتئاب، وبقي قليل من الخوف الاجتماعي يستلزم أحياناً أخذ حبة البرازولام ربع ملغ.
وقد قمت منذ أسبوعين برفع الجرعة إلى 300 ملغ، على أمل أن يتحسن وضعي أكثر، بعد أن تحسبت للضغظ بأخذ خمسة مليجرام من ال(Bisoprolol)، فهل يمكنني الاستمرار على الفينلا فيكس 75 ملغ؟!
علماً أنه يصنع محلياً، وهو ليس مديد، ودائماً أستفيد منه مع مراقبة وظائف الدم والكبد والكلية، وقد جربت تركه، ولكن الوضع مع الفينلافكس أفضل، فهل يمكنني أخذ 150 ملغ مع الإفطار، و150 ملغ مع السحور؟!

الإجابة

إن الجرعة القصوى للإيفكسر (فينلا فاكسين) هي 225 إلى 300 مليجرام في اليوم، وهذا بالنسبة للشخص الذي لا يقل وزنه عن 70 كيلو جرام، وما دمت قد تحسنت على 75 مليجرام في اليوم، فهذا أمر جيد ومشجع جداً، ولذلك فإني لا أرى أن هناك داعي لاستعمال جرعة كبيرة مثل 150 مليجرام مع الإفطار و150 مليجرام مع السحور، وما دمت قد تحسنت على 75 مليجرام في اليوم، فيمكن الاستمرار عليها، وإذا تطلب الأمر يمكن أن ترفع الجرعة إلى 150 مليجرام في اليوم تتناولها بعد صلاة التراويح.
وأما مراقبة وظائف الأعضاء عن طريق فحص الدم فهو أمر جيد، ولكن لا تحتاج للقيام بذلك في أوقات متقاربة، فيكفي إجراء هذا الفحص مرة في كل ستة أشهر

السؤال
تزداد علي الوساوس القهرية وكثرة التفكير في رمضان! فما السبب؟ مع العلم أنها وساوس شاذة مقززة، فما هو الدواء المناسب والذي لا يؤثر على الجنس؟
الإجابة
يعرف عن الوساوس القهرية أنها قد تزيد وتنقص ويكون هذا كثيراً مرتبطاً بحالة الإنسان النفسية، فإذا ازداد القلق أو المشاكل أو الهموم ربما تزداد الوساوس.
وعسر المزاج أيضاً ربما يؤدي إلى زيادة في الوساوس، لكن في بعض الأحيان لا نرى أي روابط حقيقة تؤدي إلى زيادة أو نقصان الوساوس، بمعنى أن هذه التغيرات في شدة أو قلة الحالة قد لا تكون مرتبطة بأي سبب معين.
بالنسبة لزيادة الوساوس خاصة المقززة منها في شهر رمضان المبارك، فالذي أقوله لك: إن الشيطان دائماً يطارد الإنسان، وهذا هو موسم الخيرات وموسم الأعمال الصالحة، وربما يكون هذا هو السبب، ولكن بفضل الله تعالى نعرف أن مردة الشياطين تلجم وتسجن وتسلسل في هذا الشهر المبارك كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت –وفي رواية وصفدت- الشياطين)، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شر صغار الشياطين أيضاً وشر شياطين الإنس؛ لأنه وإن كانت شياطين الجن قد سلسلت وصفدت إلا أن هناك شياطين من الإنس لا يكلّون ولا يتعبون ولا ينامون في إفساد بني الإنسان.
ويعرف أن كثيراً من الوساوس يكون منشؤها أصلاً مرتبطاً ببيئة الإنسان وتفكيره ومعتقده، ومن هذا السياق ربما تكون زادت لديك حدة الوساوس وليس أكثر من ذلك، وأنا أريدك أن تعتبر هذا الأمر كنوع من الابتلاء وليس أكثر من ذلك، وعليك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وعليك أن تحقر هذه الوساوس، ولا تعريها اهتماماً أبداً، عليك أيضاً أن تقوم بالحيل والتمارين السلوكية التي ننصح بها دائماً وهي: أن تربط بين هذه الوساوس وبين استشعار منفر مثل أن تفكر في أي من مكونات هذه الوساوس، وتقوم في نفس الوقت بالضرب فجأة على يدك بشدة حتى تحس بألم شديد.
كرر هذا التمرين عشر مرات، والهدف منه أن التزاوج ما بين الوسواس وما بين الاستشعار أو الإحساس المخالف المقزز – وفي هذه الحالة هو الألم – وُجد أنه يُضعف هذه الأفكار. وأنصحك أيضاً أن تستبدل الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها، أنصحك أيضاً أن تتخيل أنك قد وضعت هذه الوساوس في إناء زجاجي، وقمتَ بإسقاطه بعنف وشدة على الأرض بهدف أن تكسره وتفتته تفتيتاً.
عش هذه الخيالات العلمية، وهو نوع من التعريض للوساوس بصورة معرفية دون استجابات سلبية، فعليك بهذه التمارين السلوكية.
أما بالنسبة للأدوية فأقول لك: أبشر الحمد لله توجد أدوية ممتازة جدّاً وفعالة، وعقار (فافرين Faverin) والذي يسمى علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) يعرف بتميزه، يعرف بفعاليته وفي نفس الوقت ليس له أي آثار سلبية فيما يخص المعاشرة الزوجية. ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً يومياً، تناولها بعد الإفطار أو بعد طعام العشاء إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء. استمر على هذه الجرعة لمدة خمسة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وفي رأيي هذه سوف تكون جرعة كافية جدّاً، يجب أن تستمر عليها على الأقل لمدة ستة أشهر، ثم خفضها بعد ذلك إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الفافرين ربما يسبب لك الشعور بالاسترخاء في الأيام الأولى، أو ربما يزيد من النوم لديك قليلاً، هذا ربما يحدث أو ربما لا يحدث، وإذا حدث لا تنزعج لأن هذا العرض الجانبي يختفي بالتدريج. يجب أن تتناول الفافرين بعد تناول الأكل لأنه أيضاً في الأيام الأولى ربما يسبب عسراً بسيطاً في الهضم أو شعوراً بتكون الحوامض، وهذا لا يحدث إذا تم تناول الدواء بعد الأكل.

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاماً، أعاني منذ خمسة أشهر من وسواس قهرية، وعندما أصبت بالحالة أصابني أيضاً اكتئاب شديد، وانعزلت عن الحياة، وكنت أعاني أنا وأسرتي كثيراً، مع العلم أني أعيش مع أمي وأبي، ولدي وقت فراغ كبير، وعندما أصبت بالوسواس كنا في رمضان، ولك أن تتخيل؛ فقد كنت كل ما أستطيع فعله هو أن أصلي وأبكي بين يدي ربي، وأدعو أن يصفح عني، ويرفع مقته وغضبه عني، وعندما أدعو وأقول: يا رب! يزداد وسواسي أكثر، فأنا أخشى أن أذكر الوسواس الذي أصابني أن أتجرّأ على ربي، وأسمع صوت سباب وشتائم في أذنيّ، ولكل الناس، وكنت أضرب رأسي في الحائط، ولكن - بفضل الله - قررت ألا أترك نفسي تستسلم لهذه الوساوس، وبفضل الله علي حاولت جاهدا.
والحمد لله حالتي تحسنت كثيراً، ولكن أسرتي لا تعرف نوع الوسواس الذي أصابني، ولكنها تعلم أني مصابة بوساوس فقط، فأنا أخشى أن أبوح ما في داخلي، ولا أحد يعلم غيري أنا وربي وأنتم، فماذا أفعل وأنا حالياً مخطوبة، وبقي لي أشهر على إتمام الزواج، وأخشى أن أبدأ حياتي مع هذا الوسواس، وأخشى أن يرزقني ربي الذرية، وتكون مصابة بهذا المرض اللعين، ولكني الحمد لله بدأت أتخلص منه، ولكن في بعض الأحيان أضعف، وأحياناً أخرى أنجح وأتجاهل هذا الوسواس.
أحياناً أقول في خاطري: إنه فراغ، وعندما أجد ما يُشغلني فسوف أتخلص من كل الوسواس، مع العلم أني لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب، وهل لو أخذت الدواء ممكن أن أتخلص من هذا الوسواس نهائيا؟ وهل له أعراض تؤثر على زواجي؟ وما اسم هذا الدواء؟ وما جرعته؟
أرجو الرد بالله عليكم في أسرع وقت.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابة
أنت تعاني من وسواس يتعلق أصالة بأمور العقيدة، فهنالك وساوس تأتيك وتشعرين كأنها تتردد في نفسك حتى إنك تخشين أن تكون هذه الوساوس صادرة منك أنت، وتخشين أن ترضي بها، وهذه الوساوس تتعلق مثلاً في كلام قبيح يتعلق بالله عز وجل تعالى وتقدس، بسباب رديء أو بكلام قبيح، وسباب في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أو في حق القرآن، أو ترد عليك الشكوك في الجنة والنار، وفي الميزان والصراط وعذاب القبر، وفي الله، وغير ذلك من أمور العقيدة التي لا يمكن أن ترضيها لنفسك، فهذا سبب لك تعباً شديداً وسبب لك حزناً بالغاً، حتى إنك كنت تضربين رأسك بالحائط كأنك تعاقبين نفسك على هذه الوساوس التي تجدينها في نفسك، وكأنك تريدين أن تصرخي بأعلى صوتك، إنني لا أرضى أن يجول في خاطري مثل هذه الوساوس في حق ربي العظيم الذي لا أرضى أن أتفوه بهذه الكلمات حتى لأبيِّن كيفيتها، ولا حتى أرضى بكتابتها تعظيماً لله عز وجل، فهذا أساس الوسوسة التي لديك.
وأنت -بحمدِ الله- لا تعانين من أي مرض في عقلك، وهي نوع من الوساوس التي تسلطت عليك؛ ولذلك فإننا نود أن نقف معك وقفات فتأمليها بقلبك قبل أن تتأمليها بعينك، وتمعني فيها، فإنك - بإذنِ الله - ستنالين بسببها الشفاء الكامل والخروج من هذه الحالة، فشمّري عن ساعديك، وتأملي في هذه الوقفات، فالوقفة الأولى:
1- ما هو مصدر الوساوس؟ والجواب: أن مصدره أمران اثنان: الشيطان الذي قال الله تعالى فيه: (( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ ))[طه:120] وقال تعالى آمراً عباده أن يستعيذوا من وسوسته فقال: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ))[الناس:1-6].
والسبب الثاني في الوسوسة هو النفس الأمّارة بالسوء، قال تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ))[ق:16]. فهذا هو مصدره، فمصدره إذن عدو الإنسان، فإن النفس تأمر بالسوء إلا ما رحم ربي، كما قال تعالى حاكياً عن امرأة العزيز: (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[يوسف:53]. وقال تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ))[ق:16].
وكذلك الشيطان الذي هو عدو للإنسان، قال تعالى: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))[فاطر:6]. فهما يوسوسان بضر الإنسان؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من وسوسة الشيطان ويستعيذ من وسوسة النفس الأمارة بالسوء، بل ويجمع بينهما كما قال في دعائه الكريم: (اللهم فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكَه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم). وكان من دعائه أيضاً: (ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا)، وكذلك كان من الدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته: (اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا) والحديث قد خرجه الترمذي في سننه.
وفائدة هذه الوقفة أن تعرفي المصادر الذي تأتي بهذه الوساوس، وأن تعرفي أنها من عدوك الذي يسعى في ضرك فتكونين أشد حذراً، وأيضاً تعرفين كيف تواجهينه.
والوقفة الثانية هي:
2- في حكم هذه الوساوس التي ترد عليك، وهذه آكد وقفة على الإطلاق، فما حكم هذه الخواطر، وهذه الوساوس، وهذه الألفاظ القبيحة التي ترد كسباب أو شتائم أو أمور لا يصح أن يتلفظ بها المؤمن في حق الله عز وجل؟ والجواب: إنه لا مؤاخذة عليك فيها أبداً.. إنك فتاة مؤمنة، بل إنك صاحبة إيمان صريح وقوي بإذنِ الله، فلا تعجبي من ذلك!
فإن قلت: وكيف لك بهذا؟ كيف لك أن تحكم بأنني صاحبة إيمان صريح وقوي وأنا يقع في نفسي هذا الشر من الوساوس؟ فالجواب: إن هذا هو الذي نطق به نبيك الأمين صلوات الله وسلامه عليه عندما جاءه طائفة من أصحابه فذكروا له هذه الوساوس التي تقع في أنفسهم في أمر الله، وفي أمر العقيدة، وفي أمر القرآن ونحوها، فقال صلى الله عليه وسلم: (أوجدتموه؟ -أي هل وجدتم ذلك؟ هل وجدتم تلك الوسوسة؟- قالوا: نعم -وهم يتألمون لذلك- فقال -صلوات الله وسلامه عليه: ذاك صريح الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه.. فشهد لهم صلوات الله وسلامه عليه بأنهم أصحاب إيمان صريح.
فإن قلت: وكيف ذلك؟ والجواب: لأنهم دفعوه؛ ولأنهم كرهوه وقاوموه، بل إنك فعلت أشد ما يدل على الكراهية، إنك ضربت نفسك بالحائط والجدار تعبيراً عن رفضك لهذه الوساوس وكراهيةً لها، فأنت بحمدِ الله في أشد أنواع الكراهية لها وهذا هو صريح الإيمان، فاحمدي الله وخري ساجدة له شاكرة على ما آتاك من فضله.
وبشرى عظيمة أخرى لك، وهي قوله: صلى الله عليه وسلم عندما جاءه طائفة من أصحابه – رضي الله عنهم – فشكوا له هذه الوساوس وبينوا له لئن يكون أحدهم حمَمَة – أي شيئاً محروقاً تالفاً – خير له من أن يتلفظ بها لقباحتها، فقال صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد له الذي رد كيده إلى الوسوسة). فكبر النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً واستبشاراً، وحمد الله أن كيد الشيطان قد رُدَّ إلى الوسوسة فقط؛ لأنه لا يستطيع أن يُخرج هؤلاء النفر من المؤمنين إلى غير عبادة الله، فبيَّن صلوات الله وسلامه عليه أن هذا من ضعف كيد الشيطان عندما عجز عن إغوائك، وعجز أن يوقعك في مهاوي الرذيلة، ومهاوي الفساد، لم يجد سبيلاً إلا بهذه الوساوس؛ ولذلك قال تعالى: (( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ))[النساء:76].
فالحمد لله الذي قد أبان لك أن هذه الأمور كلها لا تضرك وأنك على نقيض ما تظنينه بنفسك، فأنت بحمدِ الله صاحبة إيمان صريح في هذا الأمر، فاحمدي ربك على ذلك. والوقفة الثالثة:
3- في كيفية الخروج من هذه الوساوس: فأول ذلك أن تنتهي عنها وأن تبذلي الجهد في عدم التفكير فيها، فبمجرد أن تعرض لك فانتقلي إلى الاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال تعالى: (( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[فصلت:36]. وأن تنفثي عن يسارك ثلاثاً، واقرئي قول الله جل وعلا: (( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))[الحديد:3]. وكل ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبتت قراءة الآية (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ..) عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وابذلي جهدك في ذلك، ولا تلتفتي إلى هذه الوساوس، واخرجي إلى التعامل الاجتماعي مع أخواتك الصالحات، واذهبي إلى حلقات تجويد كتاب الله، وإلى دروس العلم، وإلى مساعدة والدتك، وإلى القيام معهم بالعلاقات الاجتماعية، بالمساعدة في شئون البيت، وتوكلي على الله فإنك - بحمد الله - في خير وفضل، فاعرفي ذلك واحرصي عليه.
وأما عن إشارتك عن الذرية التي قد يرزقك الله جل وعلا بها أنها قد تكون مصابة بهذا الوسواس، فهذا أمر لا يثبت بحمدِ الله، فلا علاقة بهذا من الناحية الوراثية، وإن كانت بعض البحوث الاختصاصية النفسية تشير إلى أن هنالك احتمال بوجود تأثر وراثي في مثل هذا الأمر من ناحية الاستعداد القابل الذي يجعل النفس قابلة لهذا الأمر، وهذا أمر لم يثبت من الناحية العملية وبالأدلة والبراهين وهو مجرد احتمالات، فلا وجود لهذا فإن هذا الأمر الذي يعرض لك - بحمدِ الله - هو أمر قد يعرض لأي إنسان، وحسبك أنه قد عرض لطائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خيار الناس بعد الأنبياء – عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه عليهم – وهو أيضاً لم يؤثر على زواجك طالما أنك قاومته ولم تلتفتي إليه وأنك بحمد الله قد نجحت شيئاً ما في التخلص منه، وبعد هذه الخطوات ستجدين أنك - بإذن الله - قد تخلصت منه تماماً، ولكن الأمر يحتاج منك إلى شيء من الوقت اليسير، والذي نظنُّ أنه لن يطول بك بإذن الله.
ونود أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية بعد أسبوعين أو ثلاثة لذكر عامة النتائج والثمرات التي توصلت إليها، مع التكرم بالإشارة لرقم هذه الاستشارة، ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يحفظك من كل سوء، وأن يبارك لك في زواجك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وبانتظار رسائلك الكريمة، وأهلاً وسهلاً بك ومرحباً.
وبالله التوفيق.
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي ويليها إجابة المستشار النفسي الدكتور / محمد عبد العليم.
أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأرجو أن تأخذي بكل ما أورده الشيخ الهنداوي جزاه الله خيراً، علماً بأن الوساوس القهرية يمكن علاجها بصورة تامة إذا التزم الإنسان بالتطبيقات السلوكية وتناول الدواء بالصورة المطلوبة.
والذي أود أن أؤكد عليه أن ما انتابك من نوبة اكتئابية هي مجرد ردة فعل مصاحبة للوساوس، ولا يعتبر عسر المزاج الذي أصابك حالة نفسية أساسية.
لابد أن تجري حوارا مع نفسك يصل بك إلى تحقير هذه الوساوس واستبدالها بأفكار مخالفة ومضادة لها.
أما بالنسبة للدواء؛ فتوجد بفضل الله تعالى عدة أدوية ذات تأثير فعال جداً في علاج الوساوس وإن ظل العلاج السلوكي هو الأساس ولكن الأدوية تتميز أيضاً بأنها تدخل الإنسان في مزاج إيجابي يجعله يتجاوب مع العلاج السلوكي بصورة أفضل.
أرجو البدء في تناول العقار الذي يعرف باسم بروزاك، وجرعة البداية هي 20 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى 40 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة 6 أشهر أخرى، وهذه هي المرحلة الوقائية وهي تعتبر ضرورية جداً حتى لا تعاود الوساوس مرة أخرى.
البروزاك يعتبر من الأدوية السليمة حتى في أثناء الحمل.
أرجو الالتزام القاطع بتناول الجرعة في وقتها وبالصورة الموصوفة؛ لأن ذلك يساعد كثيراً في أن يكون البناء الكيمائي للدواء فاعلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.