اخواني واخواتي اطرح عليكم موضوعا غاية في الاهمية حيث ان التعارف بين الجنسين عن طريق الانترنت اصبح ظاهرة متفشية في كل العالم الان واصبحنا نلمسه بقوة في عالمنا العربي . بعد ان اصبح العالم مفتوحا على مصرعيه ومع التقدم التكنولوجي السريع في مجال الانترنت اصبح التعارف بين الجنسين امر من اسهل مايكون فهل هذه المعرفة كافية لاتمام زواج بين طرفين تعارفا عن طريق الانترنت؟وماذا سيكون نظرة الاهل والمجتمع بالنسبة لهم؟وماهو الحل اذا كان الطرفين من بلدين مختلفين؟وهل تختلف الظروف اذا كانوا من نفس البلد؟اسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة في هذا الموضوع وتعالوا نتناقش. انا ارى انه موضوع شائك وصعب ولكن ليس مستحيلا . نبدأ بكيفية التعارف بين الطرفين. من الطبيعي انهم تعارفوا عن طريق احد مواقع الشات وبفرض انهما كانا صادقين منذ البداية فأيضا من الممكن ان يشك طرف في سلوك الاخر ويقول انه مثلما تعرف علي فمن الممكن ان يتعرف على غيري وبنفس الطريقة وهذا امر وارد. اذن سيكون بينهم بعض الشك تجاه بعضهم وبفرض انهم تغلبوا على شكهم واستطاعوا ان يصلوا الى مرحلة الحب بامان فهل هذا الحب حقيقي ام حب مزيف وانا اعتقد انه حب مزيف لانه حب عن طريق الكتابة فقط ولكي يكون حقيقيا لابد من ان يتقابلوا وجها لوجه لكي يرى كل طرف الطرف الاخر وينظر اليه نظرة جادة ويستطيع فهمه جيدا وفهم تعبيرات وجهه وتاكيد احساسه تجاه الاخر (هذا مجرد راي وليس دعوى للزواج عن طريق الانترنت او التسيب او الخروج عن نطاق الدين) . اما اذا كان الطرفين من بلدين مختلفين فلا اعتقد انه سيكون زواجا ناجحا او حتى وجود امكانية التفاهم بين الطرفين ولكن هناك شواذ لكل قاعدة اي انه ليس مستحيلا اما اذا كانوا من نفس البلد فيعتبر امكانية تحقيق الزواج اسهل من اختلاف البلد . وبفرض انه تم التاكد من صدق وتفاهم الطرفين وامكانية الزواج بينهما فهل سيكون الاهل راضين عن ذلك؟وهل سيتقبل المجتمع ذلك؟انا اعتقد ان تقبل هذا الزواج يعتمد على الظروف المحيطة بالطرفين وبيئتهم وطريقة تفكيرهم ونظرة الاهل لصدق الطرفين حيث ان نسبة كبيرة من المجتمع العربي يعتقدون ان كل من قرر الزواج عن طريق الانترنت هو انسان غير محترم وغير سوي ويرفضون مجرد الحديث او المناقشة في الموضوع. وانا اعتقد انه تفكير خاطئ في بعض الاحيان ونقول بالمصري صوابعك مش زي بعضها لانك لاتستطيع ان تجزم بذلك فمن الممكن ان يكون الطرفين من بيئة محترمة وعلى قدر من الدين والخلق ولذلك من المفروض ترك فرصة للطرفين لشرح وجهة نظرهم وهذه تعتبر عملية تقديرية لكل شخص. وخلاصة هذا الموضوع ان الزواج عن طريق الانترنت موجود ومن الممكن تحقيقه ولكن بنسبة ضئيلة جدا وبتوافر الظروف الملائمة مثل صدق وتفاهم وحب الطرفين وان يكونوا من نفس البلد ومن نفس الدين والتقارب في التفكير والمستوى الاجتماعي والثقافي وايضا التراضي والثقة بين الطرفين وبين اهل الطرفين مع العلم ان الزواج عن طريق الانترنت به ميزة مهمة في رايي ان الطرفين يتعارفوا على بعضهم من الداخل قبل الخارج وكلنا نعلم ان الزواج في مجتمعنا العربي يعتمد على الشكل اولا وفي النهاية كل شيء بأمر الله سبحانه وتعالى . واليكم بعض الفتاوى .... : 1-من المقرر شرعاً أنه لا يجوز أن تكون ثمة علاقة بين رجل وامرأة ليس محرماً لها إلا في ظل زواج شرعي ، وأن لا يخاطب رجل امرأة ، أو امرأة رجلاً إلا لحاجة. وإن كانت ثم حاجة داعية إلى ذلك فلتكن في حدود الأدب والأخلاق ، قال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)[الأحزاب:53] وقال تعالى: (إن تقيتن فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً)[الأحزاب:32]. ويدخل في هذا أيضاً: المحادثة والمكاتبة عبر الإنترنت والمشاركة في مواقع الحوار ، حيث لا يجوز إقامة علاقات الصداقة والتعارف بين الجنسين ، ومثل هذه العلاقات قد تجر إلى مفاسد كثيرة على الفتى والفتاة ، والآثار المدمرة المترتبة على ذلك معلومة مشهورة. وأما قول الشاب للفتاة (يا الغالية ، أو يا الحبيبة ، أو يا العزيزة...) أو العكس فهو من الأمور المنكرة ، التي ينبغي الكف عنها وإنكارها، وليس هذا من القول المعروف الذي أباحه الله في شيء ، بل هو نوع من الغزل ، وربما جرَّ إلى أكثر من ذلك. ومن تأمل هذه المحادثات أيقن أنها لا توجد حاجة شرعية لها؛ ولو خلت من هذه الكلمات ومثيلاتها ، ولماذا لا يقتصر الشباب الذكور على محادثة الشباب الذكور ، والفتيات على محادثة الفتيات؟! ولو تعلل متعلل بأنه يريد الدعوة إلى الله ، فنقول له: يجوز لك ذلك؛ ولكن وفق الضوابط الشرعية ، ولو اقتصرت على الرجال فهو المطلوب درءاً للفتنة ، وطلباً للسلامة ، والنساء تقوم بدعوتهن نساء مثلهن وفق الضوابط أيضاً. 2-لا تجوز المراسلة بينك وبين شاب غير محرم لك ، لأن ذلك مما يثير الفتنة ويفضي إلى الشر والفساد . وبالله التوفيق وأما الزواج عن طريق الإنترنت فمفاسده كثيرة : فمنها مثلا أنه قد يحصل فيه غش كبير إذ تكون المعلومات غير صحيحة . كما أن هذا باب للإحتيال . فقد يكون الرجل صادقا لكن المرأة تكذب أو بالعكس وأيضا من الذي يزكي الرجل والمرأة ، والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتزوج من صاحب الدين . فمن يزكي لنا الرجل أو المرأة ويترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا ، ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه . وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين . وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرمت الخضوع بالقول ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية ، وهذه المحادثات من أعظم أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم