* وحمة: الوحمة (الشامة) المصطلح الطبي لها (Nevi) أما الاسم الدارج (Mole) هى مجموعة من الخلايا المصبوغة التي غالباً ما تظهر فى صورة مساحة فى الجلد صغيرة ذات لون بنى داكن. وإذا كان اللون السائد لها هو البني الداكن إلا أنها من الممكن أن تظهر بألوان متعددة وفى أى مكان بالجسم. غالبية الوحمات لا تشكل ضرراً على صحة الإنسان، لكنها من الممكن أن تتحول إلى النوع السرطاني. المتابعة الدقيقة لحالة الوحمة وظهورها فى أى مكان بالجسم خطوة هامة فى اكتشاف مرض السرطان وخاصة الميلانوما الخبيثة (Malignant melanoma). ليست كل أنواع الميلانوما تنشأ من الوحمة لكن العديد منها يبدأ من مكان الوحمة أو بالقرب منها والأماكن الأخرى الداكنة فى الجلد. * أعراض الوحمة: على الرغم من أن اللون النمطي للوحمة هو البني إلا أنها تختلف على نطاق واسع فى اللون والشكل والحجم: - اللون:عادة ما يكون لونها بلون الجلد أو بنى مائل إلى الأحمر أو بنى متوسط إلى داكن. - الشكل: تتباين الوحمة فى الشكل من البيضاوي إلى المستدير. - الحجم: من الممكن أن تكون صغيرة جداً فى الحجم فى حجم رأس الدبوس إلى كبيرة بالقدر الذي يجعلها تغطى العضو بأكمله. وبوجه عام فإن الوحمات طولها ما يقرب من 6 مم أو أصغر من قطر ممحاة القلم الرصاص. والوحمة من الممكن أن تظهر فى أى مكان بالجسم، بما فيها فروة الرأس أو تحت الإبط أو تحت الأظافر أو بين أصابع اليد أو القدم. معظم الأشخاص يكون لديها ما بين 10 – 40 وحمة وهذا العدد قد يتغير على مدار حياة الشخص. من الممكن أن تظهر وحمات جديدة فى منتصف عمر الإنسان، وهناك البعض الآخر الذي يختفي بتقدم الإنسان فى العمر.
- المظهر المختلف للوحمة: قد يكون السطح العلوي للوحمة ناعم أو مجعد غير أملس، وقد تكون مستوية على الجلد أو مرتفعة. فى بعض الأحيان قد تبدأ الوحمة مستوية ولها لون بنى ثم تتحول إلى بنى فاتح ومرتفعة قليلاً فوق سطح الجلد. وهناك صورة أخرى لها حيث ترتفع إلى درجة كبيرة وقد تتلاشى بعد ذلك. وعلى الرغم من أن معظم الوحمات تظهر على الشخص عندما يبلغ من العمر 20 عاماً، إلا أنها من الممكن أن تستمر فى الظهور حتى منتصف العمر. هناك فترات من العمر تتغير فيها الوحمات مثل التغير الذي يحدث فى اللون فى أن تصبح أكثر دكانة وأكبر فى الحجم، كما تكون أكثر انتشاراً بسبب التغيرات الهرمونية أو أثناء فترة البلوغ والمراهقة أو أثناء حمل المرأة. * أسباب تكون الوحمة (الشامة): الميلانين هى الصبغة الطبيعية التي تعطى الجلد لونه. وتفرز مادة الميلانين فى خلايا تسمى ب (Melanocytes) سواء فى الطبقة العلوية للجلد (Epidermis) أو فى الطبقة الثانية للجلد (Dermis). تنتقل مادة الميلانين إلى سطح الخلايا بالجلد، وتتوزع هذه الصبغة بشكل طبيعي .. إلا أنه فى بعض الحالات تنمو الخلايا التي تنتج مادة الميلانين فى مجموعات مما ينجم عنها تكون الوحمات. ولم يتوصل الباحثون حتى الآن عن سبب تكون الوحمات وما الفائدة منها. وغالبية أنواع الوحمة غير ضارة كما أنها لا تحتاج إلى أية عناية خاصة، هناك البعض من الأشخاص التي يظهر لديها وحمات غير مألوفة حيث يُطلق عليها وحمة ذات نمو غير طبيعى (Dysplastic nevi) والتي قد تتحول إلى أنواع سرطانية، وهى بخلاف الوحمة الطبيعية. * المضاعفات: هناك العديد من أنواع الوحمات تزداد معها مخاطر التحول إلى الشكل السرطاني، ومنها: - الوحمة الكبيرة التي يُولد بها الطفل والتي تسمى بالوحمة الخلقية وتتزايد مع هذه الوحمات مخاطر التعرض للميلانوما الخبيثة وهو النوع المميت من سرطان الجلد. - الوحمة المتوارثة بين الأجيال فى العائلة الواحدة والتي يكون حجمها 6 مم تقريباً أو أكبر من قطر ممحاة القلم الرصاص، وغير منتظمة فى الشكل تُعرف باسم الوحمة ذات النمو غير الطبيعى (Dysplastis nevi) . عادة ما يتم توارث هذه الوحمة وتُوصف على أنها أشبه ما تكون "بالبيض المقلي" لأن مركزها له لون بني داكن وحدود أفتح فى اللون وغير منتظمة. وإذا توافرت هذه الوحمة بهذه المواصفات فسوف يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالميلانوما الخبيثة. - الوحمات المتعددة، إذا كان الشخص بجسده العديد من الوحمات – وهو فى سن العشرين أو أكبر من هذه السن – فهناك احتمالية أكبر للإصابة بالميلانوما. * الذهاب إلى الطبيب: إذا كان الشخص تعدى ال(20) عاماً وظهرت على جلده وحمة جديدة، فعليه باللجوء إلى الطبيب. والعلامات والأعراض التالية تشير إلى حالة طبية تستدعى تقديم العناية الطبية الفورية لها: - الوحمة مؤلمة. - الوحمة بها هرش أو حرقان. - الوحمة تنزف أو تنز (ترشح) سوائل. - الوحمة بها قشور. - حدث تغير مفاجىء فى الحجم أو الشكل أو اللون أو حدث بها ارتفاع عن سطح الجلد. ويكون اللجوء إلى أخصائي أمراض جدلية من أجل التشخيص السليم. وبما أن وقت الزيارة محدود، فيمكن إعداد النفس قبل الذهاب إلى الطبيب من خلال التالى: أ- إعداد النفس لزيارة الطبيب: - تدوين كافة الأعراض التي ظهرت على الشخص. - تدوين المعلومات الأساسية الخاصة بالشخص. - تدوين قائمة الأدوية والفيتامينات والمكملات اتي يأخذها الشخص. - تدوين المعلومات الخاصة بالتاريخ المسبق لاستئصال وحمة، بكتابة المكان الذي كانت به وتارخ الاستئصال، مع حمل تقرير العينة إلى الطبيب. - عدم وضع مكياج أو أى من مستحضرات التجميل بحيث يخفى الوحمة وبالتالى لن يتمكن الطبيب من الفحص الجيد وتقدم التشخيص الصحيح. - كتابة الأسئلة التي يود المريض سؤال الطبيب عنها: 1- هل من الممكن أن تتحول الوحمة إلى النوع السرطاني؟ 2- هل من الممكن تجنب ظهور أية وحمات جديدة؟ 3- هل يوجد علاج للوحمة؟ وغيرها من الأسئلة التي يرغب الشخص فى سؤال الطبيب عنها. ب- ما الذي يتوقعه الشخص من الطبيب؟ سوف يقوم الطبيب بدوره بتوجيه الأسئلة التالية: 1- متى بدأ ملاحظة ظهور الوحمة؟ 2- هل تمت ملاحظة أية تغيرات طرأت عليها: من التغير فى اللون أو الحجم أو الشكل؟ 3- هل تم استئصال وحمات فى الماضي؟ وهل كانت حميدة أم خبيثة؟ 4- التاريخ العائلي بوجود وحمات بين أفراد الأسرة الواحدة سواء الحميد أو الخبيث منها.
* الاختبارات والتشخيص: إذا كانت الوحمة مثاراً للقلق، يتم اللجوء إلى طبيب الأمراض الجلدية الذي يقوم بفحص جلد الجسد بأكمله من فروة الرأس حتى أصابع القدم، وأماكن الفحص تكون كالتالي: - فروة الرأس. - راحتي اليدين. - كعب القدمين. - الجلد الذي يوجد ما بين الردفين. وإذا شك الطبيب فى أن الوحمة من المحتمل أن تكون سرطانية فسوف يطلب إجراء فحص لعينة من نسيج الجلد وإرساله للمعمل من أجل التحليل. * العلاج والعقاقير: إذا ثبت من خلال الفحص المعملي لعينة الجلد إصابة الشخص بالسرطان، فإن الوحمة بأكملها وحدود الأنسجة الطبيعية التي تحيط بها تكون بحاجة إلى الاستئصال. وعادة الوحمة التي يتم استئصالها لا تظهر مرة أخرى، وإذا ظهرت لابد من اللجوء الفوري إلى الطبيب. العلاج لغالبية أنواع الوحمات عادة ما يكون غير ضرورياً. من أجل أغراض التجميل فإن الوحمة يمكن استئصالها بعدة طرق، منها: - استئصال بالكشط: حيث يقوم الطبيب بتخدير مكان الوحمة وحولها ثم يستخدم أداة حادة صغيرة لقطع الوحمة وما تحتها. وغالباً ما يتم استخدام هذه الوسيلة للوحمات الصغيرة التي لا تتطلب خياطة. - الاستئصال عن طريق الجراحة: حيث يقوم الطبيب بقطع الوحمة وحدود الجلد الصحي حولها بالمشرط ويتم استخدام الخياطة هنا. هذه الإجراءات يتم عملها فى عيادة الطبيب ولا تستغرق سوى وقت قصير. - إذا كانت الوحمة فى مكان ظاهر بالجسم وتسبب الضيق للشخص يمكن إخفائها بالمكياج المخصص للنمش والوحمات. - أما إذا كان هناك شعر بها فيمكن تقصيره بقصه بالقرب من سطح الجلد، أو اللجوء إلى الطبيب لإزالة الشعر بشكل دائم. - وإذا كنت الوحمة فى الذقن عند الرجل وتتعرض للاستثارة نتيجة للحلاقة المستمرة فى هذه المنطقة، يتم اللجوء إلى الطبيب لاستئصالها. - يتم إزالة الوحمة من أى مكان بالجسم يكون الأكثر عرضة للاحتكاك أو الإصابة. - إذا تعرض مكان الوحمة للقطع أو الإصابة لابد من تنظيفها جيداً. - إذا لم تلتئم الوحمة عند حدوث جرح بها، لابد من اللجوء إلى الطبيب.
* الوقاية: أ- ملاحظة التغيرات التي تطرأ على الوحمة: من أفضل الطرق البسيطة للسيطرة على أية مشكلة طبية فى مراحلها المبكرة هو اكتشاف الوحمة وذلك من خلال الفحص المنتظم للجلد مرة فى الشهر - وخاصة إذا كان لدى الشخص تاريخ وراثي فى العائلة للإصابة بالميلانوما .. فالتعرف على التغيرات التي تحدث بالجلد فى المراحل المبكرة يكون إشارة للإصابة بالميلانوما الخبيثة. عدم نسيان فحص الأجزاء التي لا تتعرض لأشعة الشمس بما فيها فروة الرأس أو تحت الإبط، كعب القدمين أظافر القدم وما بين الأصابع، كفى اليدين وأظافر الأصابع وما بينها ومنطقة الأعضاء التناسلية والجلد الذي يوجد تحت الثدي عند المرآة. ويتم الفحص بالمرآة للأجزاء التي لا يتمكن الشخص من رؤيتها، من خلال الإمساك بمرآة فى مقابل مرآة كبيرة لفحص الظهر على سبيل المثال. والأشخاص التى يظهر على جلدها الوحمة غير الطبيعية (Dysplastic nevi) تزداد لديها مخاطر الميلانوما الخبيثة ولابد من اللجوء إلى أخصائي الجلد من أجل الفحص المنتظم للوحمة. من أجل اكتشاف الميلانوما أو سرطان الجلد، يتم إجراء الفحص الذاتي التالى: - لابد من النظر إلى الوحمة وإلى شكلها هل هو غير منتظم. - اختبار حدود الوحمة، هل هى غير منتظمة وهى من أعراض الميلانوما. - النظر إلى الوحمة التي يكون حجمها أكبر من 6 مم.. - النظر إلى الوحمة التي بها العديد من الألوان أو بها توزيع غير منتظم من اللون. - تطور الوحمة، ملاحظة التغير الذي يطرأ على الوحمة بمرور الوقت مثل الكبر فى الحجم أو التغير فى اللون أو الشكل. وقد تتطور لتظهر علامات جديدة عليها مثل الهرش أو النزيف. ب- الوقاية من الإصابة بسرطان الجلد: بالإضافة إلى الملاحظة والفحص الدوري، هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تجنب الشخص الإصابة بالتغيرات السرطانية: 1- تجنب أشعة الشمس فى وقت الذروة من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساءً وهذا وقت حدة الأشعة فوق البنفسجية، مع عدم التعرض المفرط لها. 2- استخدام كريمات الشمس، يتم دهان كريمات الشمس قبل التعرض لها من 20 – 30 دقيقة وأن يكون معامل الحماية بها (15) على الأقل. مع إعادة الدهان مرة كل ساعتين وخاصة إذا كان الشخص يقوم بممارسة السباحة أو عند ممارسة نشاط بدني. هناك بعض أنواع الكريمات التي تقدم الحماية من كلا النوعين من الأشعة فوق البنفسجية (أ) و(ب) .. مع التذكر دائماُ بأن كريمات الشمس ما هى إلا جزء من برنامج الحماية من أشعة الشمس الضارة. - استخدام القبعات التي بها حواف لوقاية الرأس من أشعة الشمس، ارتداء قمصان أو ملابس ذات أكمام طويلة بحيث تغطى الجلد. وهناك بعض منسوجات الملابس المعالجة خصيصاً للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.