" شوارعنا المصرية، بعضها يحمل أسماء شخصيات رياضية، هنا نعرض لمحة عن مسيرة وعطاء الرياضي صاحب الاسم، ولماذا استحق أن يطلق اسمه على الشارع، ويخلد على خريطة الشوارع الرياضية " شارع: صالح سليم يقع شارع (صالح سليم) بحي الدقي محافظة الجيزة، ويمتد من شارع هارون إلى شارع الدقي، ويقطعه شارع المساحة المؤدي إلى ميدان الدقي. فمن هو صالح سليم؟ يعتبر الكابتن صالح سليم هو أحد العلامات المضيئة والبارزة في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية بصفة عامة على مدار أكثر من نصف قرن قضاها بين جدران القلعة الحمراء ما بين لاعبا وإداريا ورئيسا للنادي منذ انضمامه إلى أشبال النادي عام 1944 وحتى وفاته في مايو 2002. ولد الكابتن (صالح سليم) في 11 سبتمبر عام 1930 في شارع عكاشة بحي الدقي .. والده هو الدكتور وأخصائي التخدير (توفيق سليم)، ووالدته هي الشريفة (زينب) التي تنتمي إلى الأسرة الهاشمية. موهبة صالح سليم مع الكرة ظهرت معه منذ نعومة أظافره ، حيث انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية ثم اختير عضوا في منتخب المدارس الثانوية عندما كان طالبا في مدرسة (السعيدية) قبل أن ينضم لأشبال النادي الأهلي عام 1944 ونجح سريعا في إثبات وجوده وموهبته حتى تمكن من فرض نفسه لينضم إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره وخاض أول مباراة له مع الأهلي وديا أمام المصري عام 1948 وفاز الأهلي وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز أما المباراة الرسمية الأولى فقد كانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري العام موسم 1948 وفاز الأهلي 2/صفر.
منذ المشاركة الأولى في أول بطولة دوري عام في مصر بدأ الراحل صالح سليم في رحلته مع النجومية حيث استمر مع الأهلي طوال 19 عاما في الملاعب حتى اعتزل اللعبة في نهاية عام 1966 وكانت آخر مباراة رسمية يشارك فيها مع الأهلي أمام الطيران يوم 11 نوفمبر عام 1966. خلال مشواره مع الأهلي ساهم صالح سليم في إحراز 19 بطولة للأهلي منها 11 دوري عام و8 كأس مصر ونجح نجم الأهلي في تسجيل 78 هدفا في مباريات الدوري و14 هدفا في الكأس.
بدأ صالح سليم مشواره مع منتخب مصر عام 1950 وكان كابتن الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة ، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام 1960. يحتفظ صالح سليم بالرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها لاعب في مباراة واحدة حين أحرز سبعة أهداف في مرمى النادي الإسماعيلي في الدور الأول لموسم 1958 وانتهت المباراة وقتها بفوز الأهلي بثمانية أهداف نظيفة. يبقى صالح سليم من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج رغم أن حسين حجازي و ومحمد لطيف خاضا التجربة قبله إلا أنها كانت لظروف الدراسة بالخارج، ولكن نجم الأهلي القديم تلقى عرضا للاحتراف في صفوف نادى (جراتس) النمساوي بعد أن ذاع صيته وبالفعل قرر صالح سليم خوض تجربة الاحتراف في أوروبا عام 1963 ولكنه لم يستمر أكثر من أربعة شهور بعد أن وجد صعوبة في التأقلم مع الحياة في أوروبا في ذلك الوقت رغم أنه قدم مباريات قوية مع ناديه وأحرز ستة أهداف في مباراة واحدة بالدوري حتى أطلقت عليه الجماهير النمساوية لقب الفرعون المصري. اجتذبت شهرة صالح وشعبيته المنتجين السينمائيين إليه.. وكان أولهم صديقه المخرج (عز الدين ذو الفقار) بعد أن مثل فيلم (السبع بنات)، اختاره لبطولة فيلم (الشموع السوداء) أمام نجاة الصغيرة .. بدلاً من صديقه عمر الشريف النجم العالمي الذي اعتذر لارتباطه بعدة أفلام مع شركة كولومبيا. وقد تولى عز الدين تدريب صالح ثلاثة شهور على التمثيل والإلقاء، ومع هذا وبرغم وسامته فانه لم ينجح لا في الشموع السوداء ولا في السبع بنات،أو الباب المفتوح.. والسبب الأول هو أنه في حياته العادية لا يعرف كيف يمثل.. ما في قلبه على وجهه، وعلى لسانه. وبرغم إصرار أصدقائه السينمائيين: عز الدين وصلاح ذو الفقار وفاتن حمامة واحمد رمزي وفريد شوقي وجمال الليثي على أن يعطي نفسه فرصة رابعة إلا أنه رفض.. خاصة بعد أن تجمعت لفيلم )الباب المفتوح) كل أسباب النجاح: القصة للأديبة لطيفة الزيات، والإخراج لبركات،والتصوير لوحيد فريد.. والبطلة سيدة الشاشة فاتن حمامه.. ومع هذا لم ينجح هو.
بعد اعتزاله اللعبة لم يبتعد صالح سليم عن كرة القدم معشوقته الأولى وبعد اعتزاله اللعبة بأربعة سنوات تولى منصب مدير الكرة في عام 1971 ونجح في استقدام المدير الفني المجرى (هيديكوتى) صاحب الإنجازات الرائعة لفريق الأهلي في السبعينات ولم يستمر كثيرا في منصبه بعد أن رفض تدخلات البعض في مهام منصبه وتحول بعد ذلك للعمل التطوعي في مجلس الإدارة حيث تم انتخابه عضوا في المجلس عام 1972. بعد مرور أربع سنوات قرر صالح سليم خوض انتخابات النادي على مقعد مجلس الإدارة أمام الفريق عبد المحسن مرتجى ولكنه حصل على 45% من الأصوات وجاءت انتخابات عام 1980 ليعاود نجم الأهلي المحاولة ولكنه نجح بتفوق كبير في هذه المرة ليصبح أول لاعب كرة يتولى هذا المنصب طوال تاريخ الرياضة المصرية ونجح الكابتن صالح في الفوز برئاسة النادي لمدة خمس دورات أي ظل في موقع القيادة لأكبر وأعرق أندية القارة الأفريقية والوطن العربي طوال 20 عاما أحرز الأهلي خلالها مئات وآلاف البطولات في مختلف الألعاب الرياضية .. وتكريماً له ولعطائه أطلق اسمه على الشارع الذي نشأ فيه وشهد انطلاق موهبته الكروية الفذة .. شارع (عكاشة) بالدقي الآن هو شارع .. صالح سليم.