يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الغدة الدرقية حول العالم بأكثر من 700 مليون تقريبا, ولكن الغالبية العظمى منهم لا يعرفون بمشاكلهم حتى الآن . و الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة توجد فى الجزء الأمامى السفلى من الرقبة ( عند موقع تفاحة أدم), وهى الغدة الرئيسية التى تتحكم فى عملية الأيض ( التمثيل الغذائي ). عندما يحدث خلل فى عمل الغدة الدرقية, سواء بزيادة أو بنقصان إفراز الهرمونات, فإن ذلك يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان, و على وجه الخصوص, الوزن العام الجسم, ومستويات الطاقة, والمزاج. إذا تركت مشاكل الغدة الدرقية غير مشخصة و بدون علاج لفترات طويلة, يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل, مثل, السمنة, و أمراض القلب, و الاكتئاب, و القلق, و فقدان الشعر, و العجز الجنسي, و العقم, ومجموعة من الأعراض والمشاكل الصحية الأخرى, لذلك يجب متابعة و معالجة مشاكل الغدة الدرقية بمجرد إكتشافها . ليس بالضرورة حدوث كل الأعراض عند حدوث خلل فى عمل الغدة الدرقية, و ليس بالضرورة أيضا أن تكون هذة الأعراض نتيجة لمشاكل الغدة فقط, فمعظم هذة الأعراض تكون مصاحبة للعديد من المشاكل الصحيى الآخرى, ولكن فيما يلى نذكر بعضا من العلامات الأكثر شيوعا التي قد تكون غالبا نتيجة لحدوث مشاكل فى الغدة الدرقية : 1- مشاكل الأوتار و العضلات و آلام المفاصل . الأوجاع والآلام في العضلات و المفاصل, وضعف الذراعين بصورة عامة, و تغيرات عظام الرسخ بصورة خاصة, و نفق عظم الكعب في الساقين, و مشاكل عضلات القدمين, جميعها مشاكل و أعراض تصاحب أمراض الغدة الدرقية . 2- تورم الرقبة . الشعور بتورم في الرقبة, و الانزعاج أو عدم الراحة عند إستخدام ربطات العنق, وكذلك وجود صوت أجش أو تضخم واضح فى موقع الغدة الدرقية, يمكن أن تكون كلها دلائل على وجود التهابات أو تورم فى الغدة, وهي من أهم أسباب خلل عمل الغدة الدرقية . و يمكن التعرف على تورم الغدة الدرقية من خلال التحقق من حجم الغدة باستخدام أصابع اليدين فى المنزل, و عند ملاحظة تغير فى الحجم أو وجود مشكلة فذلك يستدعى حتما زيادرة الطبيب فى أقرب وقت . 3- تغييرات فى الشعر و البشرة . الشعر و البشرة معرضة بشكل خاص للتغير الناتج عن إعتلال وظائف الغدة الدرقية, و على وجه الخصوص, مشكلة فقدان الشعر, لأنه كثيرا ما يرتبط فقدان الشعر بالعديد من مشاكل الغدة الدرقية. فمع قصور الغدة الدرقية ( قلة هرمون الغدة) يصبح الشعر في كثير من الأحيان هشا, و جافا, و أكثر خشونة, و بالتالى أكثر قابيلة للتقصف و التساقط بسهولة, و غالبا ما يكون هناك تساقط غير عادي للشعر في الحافة الخارجية من الحاجبين . و كذلك بالنسبة للجلد, حيث أنه عادة ما يصبح أكثر خشونة و سماكة, و يصاب بالجفف, مما يؤدى إلى موت و تقشر بعض أجزاء الجلد فى مناطق متفرقة من الجسم . 4- مشاكل الأمعاء . كثيرا ما يرتبط الإمساك الشديد أو طويل الأجل إرتباطا وثيقا بحدوث قصور فى الغدة الدرقية, و على الجهة المقابلة يرتبط الإسهال و كذلك متلازمة القولون العصبي ( IBS) إرتباطا وثيقا بحدوث فرط نشاط الغدة الدرقية ( زيادة إفرازات هرمون الغدة ). 5- إضطربات الطمث و مشاكل الخصوبة . كثيرا ما ترتبط إضطربات الطمث بأمراض الغدة الدرقية, ففى حين نلاحظ حدوث الطمث بصورة أكبر و أكثر تواترا و أكثر إيلاما بسبب قصور الغدة الدرقية, نلاحظ على الجهة الآخرى حدوث الطمث لمدد أقصر و بصورة أخف أو حتى نادرة الحدوث تزامنا من وجود فرط نشاط الغدة الدرقية. وكذلك يمكن أن تترافق مشاكل الخصوبة, مثل العقم, مع إختلال وظائف الغدة الدرقية لمدة طويلة ا . 6- التاريخ العائلي . الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع مشاكل الغدة الدرقية, بمعنى وجود قريب أو فرد من العائلة, عانى أو يعانى من مشاكل الغدة الدرقية, يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة هم أنفسهم بمشاكل فى الغدة, و عادة ما تشمل هذة المشاكل التهابات الغدة الدرقية بصفة خاصة " تضخم الغدة الدرقية ", لذلك إن كان أحد أفراد عائلتك أو أحد أقربائك يعانى من تضخم الغدة الدرقية, فيجدر بك أن تولي اهتماما أكبر حول صحة غدتك الدراقية, وملاحظة آى أعراض قد تكون دليلا على مشاكل الغدة, وخاصة زيادة الوزن . 7- مشاكل الكوليستيرول . إرتفاع مستويات الكوليستيرول في الدم, وخصوصا تلك الحالات التى لا تستجيب لإنظمة الحمية الغذائية السليمة و لا لممارسة الرياضة أو الأدوية المخفضة للكوليستيرول, يمكن أن تكون علامة مباشرة على قصور الغدة الدرقية الغير مشخص لفترة طويلة . و على النقيض, قد تكون مستويات الكوليستيرول المنخفضة بشكل غير عادي دلالة على وجود فرط فى نشاط الغدة الدرقية . 8- الاكتئاب والقلق . الاكتئاب أو القلق - بما في ذلك ظهور مفاجئ لاضطراب الهلع - يمكن أن تكون أعراض لوجود مرض فى الغدة الدرقية. و يعتبر الاكتئاب, عادة, من الأعراض الأكثر إرتباطا بقصور الغدة الدرقية, خاصة الاكتئاب الذى لا يستجيب لمضادات الاكتئاب, في حين يرتبط فرط نشاط الغدة بأعراض آخرى أكثرها شيوعا, القلق و نوبات الهلع المفاجئة . 9- تغييرات الوزن . تغييرات الوزن من العلامات الهامة التى ترتبط بأمراض الغدة الدرقية, فقد تكون تتبع نظام غذائي صحى و منخفض السعرات الحرارية و الدهون, وتمارس الرياضة بانتظام, ولكن تفشل فى إنقاص وزنك الزائد أو حتى تكتسب وزن أكثر مع مرور الوقت, تلك من أهم علامات قصور الغدة الدرقية, لان نقص الهرمون يؤدى إلى بطء و ضعف عملية الأيض المسؤولة عن هضم الطعام, لذلك تعد صعوبة فقدان الوزن من علامات قصور الغدة الدرقية. و على الجهة المقابل فإن فقدان الوزن مع تناول نفس كمية الطعام المعتادة - أو حتى مع تناول الطعام بكميات أكثر من المعتاد - تعتبر من علامات فرط نشاط الغدة الدرقية . 10- التعب العام . الشعور بالارهاق عند الاستيقاظ, و الشعور كما لو أن 8 أو 10 ساعات من النوم فى الليلة الواحدة غير كافية, أو الشعور بعدم القدرة على العمل طوال اليوم دون قيلولة منتصف اليوم, كلها تعد علامات على مشاكل الغدة الدرقية, خاصة قصور الغدة, أما مع فرط نشاط الغدة فأنك قد تعانى من الأرق و عدم القدرة على النوم ليلا . 11- العصبية و الرعاش . يعتبر هذان العرضان, جنبا إلى جنب مع الإثارة المفرطة, مؤشرات على فرط نشاط الغدة الدرقية ( زيادة مستويات هرمون الغدة) . 12- ضبابية العقل و ضعف التركيز . يمكن أن تتأثر الوظائف العقلية بأمراض الغدة الدرقية, حيث أن ضعف القدرة على التركيز يرتبط عادة بإرتفاع مستويات هرمون الثيروكسين (فرط نشاط الغدة الدرقية), نجد أن بطء و تغير المزاج, علامات ترتبط بإنخفاض مستويات هرمون الثيروكسين( قصور الغدة الدرقية ) . 13- الشعور بالتضخم . و هو شعور عام ناجم عن إحتباس السوائل داخل أنسجة و عضلات الجسم, وغالبا ما يكون علامة على وجود قصور فى وظائف الغدة الدرقية . 14- تسارع ضربات القلب . زيادة معدل ضربات القلب ( عدم إنتظام دقات القلب ) و الخفقان تعتبر من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية. 15- التعصب نتيجة الحرارة . الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية غالبا ما يشكون من التعصب المزعج عند التعرض لإرتفاع - ولو طفيف - فى درجات الحرارة المحيطة . 16- الشعور بالبرد . الأشخاص الذين يعانون من قصور نشاط الغدة الدرقية غالبا ما يشكون من الشعور بالبرد باستمرار, وذلك لعدم إنتاج أجسادهم لما يكفى من الطاقة و الحرارة نتيجة لإنخفاض معدلات عملية الأيض . فى نهاية الآمر يجب التذكير مرة آخرى, أن أيا من هذه الأعراض ليست خاصة للغاية بأمراض الغدة الدرقية, كل منها قد يحدث نتيجة لعدد من الحالات المرضية المختلفة, و لكن ملاحظة مثل تلك الأعراض يتطلب الإهتمام و مشاورة الطبيب لأكتشاف و التعامل مع آى مشاكل فى الغدة الدرقية قبل تفاقم المرض .