محورات المناعة - دواء الأزاثيوبرين (أو إميوران). إن هدف العلاج الطبي لمرض التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون هو تحقيق سيطرة على أعراض المرض ومنع حدوث انتكاسات مستقبلية عن طريق عدة أدوية ومن أهمها دواء الأزاثيوبرين (ويسمى كذلك بالإميوران). ما هو دواء الأزاثيوبرين ، وكيف يعمل؟ من المعروف بأن مرض التهاب القولون التقرحي أو داء كرون يحصلان نتيجة تغير في جهاز المناعة لدى المريض، هذا التغير يؤدي إلى أن يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجهاز الهضمي لدى المصابين به ، وبالتالي حصول الأعراض (ألم بطن، إسهال، دم مع البراز). وعلى هذا الأساس تم استعمال أدوية محورات المناعة مثل الأزاثيوبرن والأدوية المشابهة له في التركيب والتي تعمل على تحوير أو تعديل جهاز المناعة في الجسم بحيث تقلل من النشاط اللاطبيعي له، وبالتالي تقلل من الالتهاب الحاصل في بطانة الجهاز الهضمي ، مما يساعد بالتالي على السيطرة على الأعراض والتحكم بها على المدى الطويل. واستعمال هذا الدواء قديم منذ الستينات الميلادية لمعالجة مرض التهاب القولون التقرحي وداء كرون، كما أنه يستعمل لعلاج أمراض الروماتيزم وكذلك يستعمل بعد زراعة الأعضاء لمنع رفض الجسم لها. متى يصف الطبيب دواء الأزاثيوبرين لمرضى التهاب القولون التقرحي أو داء كرون؟ هناك عدة حالات يصف فيها الطبيب المعالج هذا الدواء وتشمل التالي: عدم وجود استجابة لمشتقات السالسيلات (انظر المعلومات الخاصة بها)، أوالمضادات الحيوية في حالة المرضى ذويي الأعراض الشديدة والتي من المتوقع عدم السيطرة عليها بدواء واحد على المدى الطويل للتقليل من الحاجة إلى استخدام الكورتيزون، وبالتالي من آثاره الجانبية المزمنة (انظر المعلومات الخاصة بالكورتيزون) للمرضى الذين عانوا من الأثار الجانبية للكورتيزون للمرضى الذين يشتكون من أعراض في منطة العجان (المقعدة) والتي لم تستجب للعلاج بالمضادات الحيوية للمرضى الذين يشتكون من الناسور (اتصال غير طبيعي بين أجزاء الأمعاء أو بين الأمعاء وأجزاء أخرى من الجسم مثل جلد منطقة العجان أو الحالب) للمرضى للذين خضعوا لعملية جراحية في الأمعاء بسبب المرض، وذلك لمنع تكرار التهاب الامعاء في المستقبل كيف يتم استعمال هذا الدواء؟ في العادة يبدأ الطبيب بجرعة صغيرة ثم يزيدها تدريجياً حتى يصل للجرعة المناسبة لوزن الطفل. من المهم جدا أن يعرف المريض أن هذا الدواء لا يعمل بشكل سريع، وقد يحتاج إلى فترة قد تصل إلى 2-6 أشهر قبل أن يصل إلى قمة فعاليته، ولذلك هو يعطى في البداية مع أدوية أخرى مثل مشتقات السالسيلات أو الكورتيزون التي تساعد على التحكم السريع في الأعراض ، مما يُعطى الوقت لدواء الأزاثيوبرن ليبدأ العمل بالتدريج. بالنسة لدواء الأزاثيوبرن فيتم اعطاؤه عن طريق الفم بشكل شراب أو حبوب، وتعطى الجرعة لمدة مرة واحدة في اليوم ، ويُفضل أخذها بعد الأكل حتى تقلل من احتمالية حدوث أي اضطرابات في المعدة كذلك من المهم أن يعرف أهل المريض أن استعمال هذا الدواء وغيره من أدوية محورات المناعة، لابد أن يكون لفترة طويلة، حتى نمنع حدوث انتكاسات للمرض في المستقبل. ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟ يمكن تقسيم الأعراض الجانبية إلى أعراض شائعة ولكنها بسيطة، وأعراض نادرة ولكنها مزعجة: الأعراض الجانبية البسيطة تشمل : الصداع ، اضطراب في المعدة (الغثيان، فقدان الشهية) أو خمول أما بالنسة للأعراض الجانبية النادرة والمزعجة والتي يحتاج أن يعرف بها الطبيب المعالج فور حصولها، حيث ربما يُحتاج أن يُؤخذ الطفل إلى الطوارئ، وهذه الأعراض تشمل : آلام حادة في المعدة / آلام الظهر(التهاب بنكرياس) القيء المستمر الحمى أو القشعريرة التي لا يوجد لها سبب آخر إرهاق وتعب غير معتاد نزيف من أي مكان في الجسم (الجلد، البول، البراز) احمرار أو ظهور بثور على الجلد ملاحظات عامة: نتيجة لأن أدوية محورات المناعة تؤدي إلى تقليل مناعة الطفل، فإن هذا قد يزيد نسبة إصابته بالعدوى من عند الاحتكاك بالمرضى الآخرين، ولعل من الأمراض المهمة والتي يجب أن يتنبه الأهل لها هي حالة الاختلاط بمرضى الجدري المائي (العنقز)، حيث إن اصابة الطفل قليل المناعة به قد تكون شديدة، وبالتالي يجب على الأهل إبلاغ طبيبه على الفور بأن الطفل قد اختلط بمريض لديه العنقزأو أخذه مباشرة لقسم الطوارئ حيث يمكن إعطاء الطفل حقن الغلوبيولين (اذا حصل الاختلاط خلال 72 ساعة) ، هذه الحقن تساعد بإذن الله في منع الإصابة أو تخفيفها بشكل كبير جدا. أما في حالة ظهور أعراض العنقز على الطفل فإنه في هذه الحالة يعطى دواء مضاد للفيروس لتخفيف شدة الأعراض. يمكن لأدوية محورات المناعة أن تؤدي إلى انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية ونسبة الهيموقلوبين في الدم، مما قد يعرض الطفل لسهولة العدوى واحتمالية النزيف. ولأهمية هذه الأعراض فإن الطبيب المعالج يراقب بصورة مستمرة مستويات خلايا الدم، وبالتالي لولُوحظت أي من هذه التغيرات فسيقوم الطبيب المعالج إما بتقليل الجرعة المعطاة أو تغيير الدواء كلياً على حسب شدة التغيرات الحاصلة. يمكن لدواء الأزاثيوبرين أن يتسبب في تهييج الكبد، مما قد يؤدي إلى زيادة انزيماته، ولهذا يراقب الطبيب المعالج وظائف الكبد بشكل مستمر