أكد اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، على أهمية التعداد السكاني كهدف استراتيجي أساسي لكل خطط التنمية المستقبلية في مصر، موضحًا أنه يعد بمثابة أصعب حرب تخوضها مصر الآن . جاء ذلك أثناء المؤتمر الذي عقده الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية، اليوم الأربعاء، بحضور اللواء أبو بكر الجندي، واللواء سامي سيدهم نائب المحافظ، واللواء يعقوب إمام السكرتير العام للمحافظة، ومسئولو مكتب الجهاز بالمحافظة، وعدد كبير من الإعلاميين. وقال الجندي إنه أصبح هناك وعي لأهمية البيانات لدى الجمهور وجميع مؤسسات الدولة، وأن مصر احتفلت بمرور مائة عام على إنشاء أول كيان إحصائي أنشئ سنة 1905. وأضاف رئيس الجهاز المركزي أن مصر سبقت الدول الأوربية في عملية حصر التعداد السكاني، وكان الوالي محمد علي باشا هو من أجرى أول تعداد سكاني، وتم تدوينه في عدد سبعة آلاف سجل موجودة الآن في دار الكتب المصرية، ومكتوبة بخط اليد، ولكن لم تتم الاستفادة منه بسبب وفاة الباشا محمد علي. وذكر الجندي أن أول تعداد يؤرخ به بمفاهيم الدولة العصرية كان عام 1982، لافتًا إلى أن جميع دول العالم لم تقم بعمل تعداد سكاني كل عشر سنوات، مشيرًا إلى أن أهمية التعداد ترجع إلى عمل حصر كامل لجميع المنشآت والمباني على مستوى الجمهورية حتى العشش والمقابر والأسر التي تعيش بداخلها وتم وضع العلامات عليها. وتحدث رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن التعداد القادم الذي يتم عام 2016، مشيرًا إلى أنه يضم تفاصيل كثيرة عن الأسرة والأعمار السنية والنوع والبطالة ونمط الاستهلاك، وأن جهات كثيرة من الدول تستفيد من نتائج هذا التعداد خصوصًا وزارة التربية والتعليم التي تعتمد في بناء المدارس على أعمار 6 سنوات بناء على بيانات التعداد. وأوضح الجندي أنه رصد 140 ألف مشتغل وعداد للعمل في جمع وحصر البيانات وتفريغها على مستوى الجمهورية، وأن محافظة الشرقية تدخل ضمن منطقة الإسماعيلية، حيث تم تقسيم الجمهورية إلى 5 مناطق جغرافية؛ لتفريغ البيانات والاستثمارات، وأنه تم تشكيل لجنة عليا للتعداد برئاسة اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، وهو أنسب من يترأس هذه اللجنة، التي تضم 19 ألف وكيل أول وزارة من جميع الوزارات من أجل تذليل كافة العقبات وتوفير البيانات أمام القائمين على التعداد. وأشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أنه سيستفيد من هذا التعداد الحكومة والوزارات ومنظمات المجتمع المدني، لذلك لا بد من أن يساهم الإعلام مساهمة فعالة بتوعية المواطنين بأهمية التعداد وأهمية الإدلاء بالبيانات الصحيحة وفتح الأبواب أمام موظفي التعداد بعد التأكد من هويتهم. وأعلن الجندي أن تكلفة هذا التعداد السكاني لعام 2016 حوالي 500 مليون جنيه، وأن 80% من التكلفة عبارة عن أجور للعاملين والموظفين المنتدبين من المحافظات والوزارات لعملية الحصر، مشيرًا إلى أن الأجور زادت بنسبة كبيرة عن التعداد الماضي الذي تم إجراؤه عام 2006، عندما كانت تتكلف الأسرة الواحدة 225 قرشًا، برغم أنها أكبر بكثير في جميع دول العالم، حيث وصلت بدولة اليمن ل 7 دولار، وفي بعض دول أوروبا وصلت ل12 و15 دولار. وأضاف رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن وزير التربية والتعليم عقد عدة اجتماعات مع مديري المديريات والوكلاء بجميع المحافظات للتوعية بأهمية التعداد وأهمية توفير المقار وتأمينها، وكذا فعلت وزارة الشباب والرياضة. ووجه اللواء أبو بكر الجندي الشكر إلى محافظ الشرقية لأنه كان سببًا في إصدار القرار رقم 14115 لسنة 2014 بتشكيل لجنة عليا برئاسته وعضوية مدير أمن المحافظة ونائب المحافظ والسكرتير العام ومديري مديريات الخدمات ورؤساء المراكز والمدن والأحياء ومدير الجهاز بالشرقية للتنسيق الإداري والأمني لتعداد 2016، وقام بتوفير العمالة وقاعات التدريب والمقار قبل المحافظات كلها، ما دفع الجهاز إلى عرض كتاب المحافظة وقرارها لنتخذ حذوها لتشكيل لجان عليا. وأوضح الجندي أن معدلات البطالة في مصر انخفضت خلال الربع الثالث من 2014 لتصل إلى 13.01% مقابل 13.04 في السابق، معلنًا أن تراجع معدلات البطالة سببه المشروعات الصناعية والسياحية والاستثمار الخارجي الذي وصل إلى 10 مليار دولار، بعد أن كان 1.1 مليار دولار. وأكد رئيس الجهاز أن الزيادة السكانية هي أسوء مشكلة تعاني منها مصر الآن، لأنها تتزايد ضعف دول العالم النامي، لتصل إلى 205% في نفس الوقت الذي تصل فيه الزيادة السكانية في دول العالم النامي إلى 1.5% مقابل 0.6% في دول أوروبا.