خرج الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من مقر رئاسة الوزراء البريطاني في 10 داونينج ستريت في لندن صباح اليوم الجمعة (5 ديسمبر كانون الأول) بعد محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وتعهدت الولاياتالمتحدة وبريطانيا، أمس الخميس، بدعم حكومة الوحدة الجديدة بقيادة الرئيس أشرف عبد الغني مع انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة من البلاد بعد حرب استمرت 13 عاما أطاحت بحكومة حركة طالبان. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن إدارة الرئيس عبد الغني الجديدة اتخذت بالفعل خطوات لمكافحة غسل الأموال والفساد منذ توليها السلطة في سبتمبر ايلول في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان. وسعى عبد الغني - الذي شكل مع منافسه السابق في انتخابات الرئاسة عبد الله عبد الله إدارة لاقتسام السلطة بعد عدة أشهر من المشاحنات بشأن نتائج الانتخابات - إلى طمأنة الحلفاء إلى أنه سيواجه الفساد المستشري ويمنع سرقة أموال المساعدات. وأطاح غزو قادته الولاياتالمتحدة في عام 2001 لافغانستان بحكومة حركة طالبان الإسلامية التي منحت ملاذا لتنظيم القاعدة. لكن مع استعداد معظم القوات القتالية الاجنبية للرحيل تخوض القوات المحلية معارك مع متمردي طالبان. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على أهمية مواجهة الفساد قائلا أن الشركات ستستثمر فقط إذا أمكن لأفغانستان أن تبني مؤسسات قوية يمكن محاسبتها. وأكد بيان صدر في ختام المؤتمر على التعهدات التي وعد بها المانحون في اجتماع عقد في طوكيو عام 2012 والتي تبلغ 16 مليار دولار على مدى أربع سنوات لكنه أكد أيضا أن أفغانستان لن تتمكن من مواجهة التحديات بالاعتماد على الايرادات المحلية فقط. وقال كيري أن مؤتمر لندن لم يكن الهدف منه أبدا إعلان تعهدات بمساعدات جديدة لافغانستان وانما للاستماع من القادة الافغان عن رؤيتهم للمضي قدما بالبلاد. وأضاف أنه يمكن -من خلال التقدم السياسي والإصلاحات- تشجيع المانحين كي يتعهدوا في وقت لاحق بتقديم مزيد من المساعدات. وقال كيري سيكون هناك بالتأكيد بعض الجهود لزيادة المساهمات بمرور الوقت. لكن الهدف هو أن يكون لأفغانستان اقتصاد يتمتع باكتفاء ذاتي. وبعد أيام من توليه الرئاسة وقع عبد الغني اتفاقية أمنية ثنائية جديدة مع الولاياتالمتحدة وهو إجراء رفض سلفه حامد كرزاي أن يفعله. وتحدد الاتفاقية الشروط التي تبقى بمقتضاها القوات الأمريكية في أفغانستان. وفي ذروة التدخل الأمريكي في عام 2011 كان يوجد نحو 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وبداية من العام القادم يتوقع أن يبقى نحو 8000 جندي أمريكي إلى جانب 4000 جندي أجنبي آخرين في أفغانستان في إطار مهمة تدريب يقودها حلف شمال الاطلسي. وسيتولى نحو 1800 أمريكي مهمة لمكافحة الإرهاب.