- الشيخ محمد نصر: السياسة تحتاج إلى الخدعة والمناورة والإسلام ثابت ومقدس - الداعية أسامة القوصي: إننا نعيد تجربة أوروبا في العصور الوسطى - بسام الزرقا: لا يمكن عزلنا ومصر لن تكون علمانية انقسم شيوخ السلفية إلى فريقين، الأول يرى أنه يجب أن يترك المشايخ العمل السياسي ويتفرغون للعمل الدعوي وبذل الجهد؛ من أجل محاولة جديدة لرأب الصدع والشرخ الذي حدث بينهم وبين المجتمع، وأضر بالدعوة وبالدين نفسه، وبهيبة المشايخ والدعاة، والفريق الثاني يرى أنهم من حقهم العمل في الاثنين الدعوة والسياسة، وأن التجربة لم تفشل لكنها جديدة، وأن الدين لا يمكن فصله عن الدولة، وأن الدين يحمل قيمًا وتوجهات لكل مناحي الحياة. الشيخ محمد عبد الله نصر، خطيب ميدان التحرير، يقول: إن الاسلام ليس له علاقة بالسياسة، فالإسلام دين، والدين مقدس وثابت، والسياسة من وضع البشر ومتحركة، وتحتاج الى الخدعة والمرونة والتنازل أحيانًا، فهل يمكن أن تتنازل عن أحد أركان الاسلام مثلاً، الدين في منطقة مطلقة، ثوابته لا تقبل الصواب والخطأ. ويؤكد الشيخ عبد الله، أن تجربة الإسلام السياسي فشلت بنسبة مائة بالمائة، وتسببت فى حدوث كوارث، وأظهرت أن الدين عاجز عن تقديم حلول، وهذا غير صحيح؛ لأن من قدموا الفكرة لا علاقة لهم بالإسلام. ويطالب الشيخ عبد الله الإخوان والسلفيين وجماعات التيار السياسي بأن يتوقفوا عن الدعوة وعن العمل السياسي، فلا علاقة لهم بالدين ولا بالسياسة. ويوضح الداعية الدكتور أسامة القوصي، أننا نعيش نفس المرحلة التي عاشتها أوروبا في العصور الوسطى، عندما كان يحكم الدين، وكان البابا يتحكم في كل مناحي الحياة، ونحن الآن أمام نفس الحقبة التاريخية التي اختلط فيها الدين بالسياسة، وأنا أرى أن الدين دوره اجتماعي وطني بعيدًا عن العمل السياسي، فالدين يخدم ولا يحكم كما أن الجيش يحمي ولا يحكم، لذا لا بد من فصل الدين عن السياسة حتى يظل رجل الدين له هيبته ووقاره، فدور الأزهر والكنيسة الدعوة فقط، ولا بد أن يتضمن الدستور الجديد نصًّا يمنع إقامة انشاء أحزاب سياسية لها أي مرجعيات دينية، وأطالب بحل حزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب البناء والتنمية وأي حزب له مرجعيات دينية. الشيخ بسام الزرقا، عضو الهيئة العليا لحزب النور، صدمنا في البداية قائلاً: لا يوجد ما يسمى بالإسلام السياسي، لكنه استطرد مرة أخرى بقوله الإسلام هو ما نزل على سيدنا محمد، وقد قال الله تعالى: “,”قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين“,”، وتكلم القرآن عن قوم شعيب الذين رفضوا أحكام الإيمان الاقتصادية، وحدثنا عن قوم لوط الذين رفضوا الأحكام الاجتماعية، فدين الإسلام يشمل الحياة كلها ولا يجب عزله عن حياة الناس، ومن يطالبون بعزل الدين عن السياسة يريدون أن تتحول مصر لدولة علمانية، والعمانية نقيض للإسلام، فرجل الدين عندما يتحدث في السياسة لأنه أحد أبناء هذا الوطن مثله مثل الطبيب والمهندس وغيره، وهذه الدعوات التي تطالب بعزل الدين عن المجتمع هي إقصاء لغالبية الشعب المصري المتدين بطبعه والمحب لإسلامه، وإذا كان الإخوان فشلوا فهذا لا يعني سقوط الجميع بل هم من سقطوا؛ لأنهم ليسوا رجال دين، والإسلام ليس حكرًا على الإخوان.