"ساطور وكاذلاك وأورمة".. لعل هذه الأدوات معروفة جيدًا للمعلمة "هويدا" الجزار، التي يعرفها الناس في حي البساتين، حيث تعدت الحدود التقليدية، وكسرت حواجز كثيرة، حيث اقتحمت مجال الجزارة، وتركت نعومة أظافرها وهي في العاشرة من عمرها. لم تكن مثل نظيراتها من الفتيات تهتم باقتناء الملابس والبحث عن أدوات التجميل، بل قررت ولأكثر من 38 عامًا أن تقف مكان الرجال في مهنة تم التعارف عليها كمهنة "للرجال فقط"، فتعلمت المعلمة هويدا الجزارة وورثتها عن أبيها، حتى عرفت في البساتين بأنها أشهر جزارة في مصر. هكذا بدأت هويدا حديتها مع "البوابة نيوز"، فقالت: "والله كله أكل عيش وأنا لم أختار هذا المهنة بمزاجي لأن والدي كان المعلم حسني الجزار، وزوجي أيضًا جزار فالعيشة وسط اللحمة والعظم ليس بالجديد علينا فنحن عائلة جزارين من ساسنا لرأسنا". وتابعت: "كان والدي يعتمد عليا في كل شيء كنت بروح المذبح أجيب الجمال وأشتري وأبيع، غير ذلك علمت زوجي مهنة الجزارة، بالرغم من أنه كان يعمل "مبلط سراميك"، ولأني أصريت على إننا نفتح محل جزارة". وأضافت هويدا، أن السعي وراء "المعايش" ولقمة العيش، جعل النساء أكثر خشونة من الرجال، فلم تعد الصورة كما كانت من قبل. وأوضحت، أنها تأتي بلحم الجمال من سوق برقاش من منطقة إمبابة، لكنها في الماضي كانت تأتي بها من حلايب وشلاتين، وأنها تبيع الكيلو ب 45 جنيها، وأن لديها 3 محلات. وقالت هويدا: "صحيح معظم زبائني ستات لكن الأمر لا يسلم فأحيانًا يأتي بعض الرجال للشراء مني، ولكن أفضل التعامل معاهم بصراحة البيع للرجالة أسهل، فالستات دائمًا تفاصل معي في السعر وتطلب ماسورة تعمل عليها شوربة أو وصاية دهن أو شغت فوق الميزان، لكن الرجالة غالبًا هات وخد واحد زائد واحد بيساوي اتنين، ولكن يوجد رجال فى تعاملهم مثل السيدات تمامًا ولكني أتعامل معاهم بطريقة كويسة". وعن رفض أسرتها للعمل في هذه المهنة، قالت: "أنا جوزي جزار وعارف التعب اللي بشوفه وأولادي واحد يعمل معايا في المحل والثاني عنده جزارة لوحده". وفي النهاية، تقول هويدا لكل سيدة: "أي مهنة شايفة نفسك هتعرفي تشتغليها، اشتغلي الشغل مش عيب ولا حرام ولا يوجد مهن للرجال فقط ومهن للسيدات فقط".