نشرت صحيفة "التلجراف" البريطاني مقالًا تتساءل فيه عن صحة الشائعات المزعومة حول تحالف تنظيم داعش الإرهابي مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وأنه سوف يؤدي إلى تغيرات واضحة في الحرب الأهلية في سوريا. ووفقا لمصادر لوكالة أسوشيتد برس، التقى ممثلي داعش والقاعدة سرًا في مدينة حلب في اجتماع تم تنظيمه من قبل جماعة ثالثة وهي خراسان وتم الاتفاق على وقف القتال بين جبهة النصرة وداعش إضافة إلى البدء في التعاون ضد المعارضين. وأضاف المقال أن هذا لا يعني بالضرورة أنه من المتوقع أن يحدث قريبا تحالف رسمي بين التنظيمين الإرهابيين وذلك بسبب المعارك الشرسة التي دارت بينهما من قبل، وأدت إلى مقتل مقاتلين لديهم، إضافة إلى فشل محاولات سابقة للدمج والتعاون بينهم في 2013. ومع ذلك، فإن إمكانية التعاون على المستوى التكتيكي ووجود بعض التفاهمات المحلية بين التنظيمين لا يمكن صرف النظر عنها، فهناك دلائل على أن مثل هذا التعاون حدث بالفعل كما أفادت بعض وكالات الأنباء أن قوات النصرة وداعش دعمت بعضها مؤخرا في حملاتهم ضد المعارضين والجماعات المدعومة من الغرب مثل الثوريين السوريين وحركة حزم. وتساءل المقال حول إذا كان هذا التعاون سيؤثر على مستقبل الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، واجابوا بأن تحالف المنظمتين من المرجح أن يقضي على المعارضة السورية الضعيفة وغير المنظمة لا سيما في ضوء حقيقة أن الهدف المعلن من جبهة النصرة وداعش هو القضاء على المعارضة، إضافة إلى أن هذا التعاون سيؤدي إلى زيادة انشقاق المعارضين في الجماعات المعتدلة لكي ينضموا إلى المتطرف منها. وأضاف المقال أن هذا التحالف سوف يؤثر على الإستراتيجية العامة للولايات المتحدة في الصراع السوري، فالسياسة الرسمية للإدارة الأمريكية هي استخدام القوة الجوية لتعطيل النصرة وداعش بينما يتم الاعتماد على المعارضين المعتدلين في المعارك على الأرض، وحينها ستضطر الولاياتالمتحدة على تغيير استراتيجيتها في سوريا. كما أشار المقال إلى أن التحالف بين النصرة وداعش سيشكل خطرًا على بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقوات الحكومة السورية ستواجه خصمًا أقوى ومنظم بشكل أكبر، وهذا سيجعل الأسد أكثر اعتمادًا على المساعدة الحاسمة القادمة من حلفائه مثل إيران وحزب الله.