افتتح" أحمد بن محمد الجروان"، بمقر جامعة الدول العربية ندوة "الأمن القومي العربي"، والتي تتواصل جلساتها خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر لبحث المستجدات الطارئة في العالم العربي والمؤثرة على أمنه القومي وعلى رأسها مواجهة الإرهاب. حضر جلسة الافتتاح كل من "عمرو موسى" الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والوزير المستشار "إبراهيم الهنيدي" وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب ممثلا عن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، السفير "سمير القصير" ممثل الدكتور "نبيل العربي"، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور "هادي بن على اليامي" رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، ولفيف من الخبراء والمثقفين والسياسيين والبرلمانيين العرب المتابعين لقضايا الأمن القومي العربي. أكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته في افتتاح الندوة إن ما يعيشه العالم العربي حاليا من مرحلة صعبة ويواجه تحديات خطيرة سواء من اطماع خارجية للانقضاض على ثرواته ومقدراته أو من صراعات وفتن داخلية ما فتئت تنخر في جسم الأمة العربية وما قد ينتج عنها من نتائج قد يصعب السيطرة عليها، موضحا أن التحديات الخارجية المستمرة على الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة والأطماع الاستعمارية لتفتيت البلدان العربية امتدت لتشمل تفاعلات داخلية في العالم العربي في غالبيتها مدعومة من الخارج موظفة للفكر الديني المتطرف الرامي إلى استهداف أمن واستقرار مجتمعاتنا العربية للنيل من المبادئ السمحة للأديان السماوية. وأضاف "الجروان" أنه في ضوء الجهود التي بذلت سلفا من قبل جامعة الدول العربية والبرلمان العربي في هذا الشأن ولتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما فيها تفعيل دور مجلس السلم والأمن العربي "فإننا نحرص على أن تكون هذه الندوة بمثابة تعزيز لتلك الجهود من أجل الخروج بمفهوم محدث للأمن القومي العربي وتوصيات تتواءم مع تلك المتغيرات والتحديات والمخاطر التي أشرنا إليها سلفا خاصة التي جدت خلال السنوات القليلة الماضية، فها نحن نشاهد بأم أعيننا محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق إلى المغرب العربي، والتي يجب مواجهتها من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التي تتناسب مع مجتمعاتنا والتي تعزز من وضع المواطن العربي وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات. وفي هذا السياق أوضح الجروان أن كلا المحورين التربوي والاجتماعي، والإعلامي والثقافي، هما أهم محاور الأمن القومي العربي التي علينا أن نعمل من أجل تطويرها وترقيتها إيمانا منا بأن التنمية والتطوير يبدأن من الداخل من خلال تطوير مناهج التعليم في الوطن العربي وتشجيع البحث العلمي وتذليل الصعوبات أمام الشباب والاهتمام بمواهبهم ورعاية المرأة والفتيات وأمهات المستقبل. وأكد رئيس البرلمان العربي إن بناء مجتمعات متعلمة وذات وعي وثقافة حقيقية هو الحصن الحصين للأمن القومي العربي. فإن المجتمعات القائمة على أساس تربوي متقدم وتعليم يرفع من الوعي المجتمعي هي مجتمعات حصينة ضد كل ما يعكر صفوها من أفكار سلبية وهدامة. وأوضح أن مكافحة ظاهرة الإرهاب والقتل التي بدأت تدخل في كثير من مجتمعاتنا لا بد من معالجتها عن طريق التربية والتعليم السويين لأبنائنا وبناتنا ونشر الفكر الثقافي الساعي إلى التنمية والاعمار وليس التخريب والهدم. وفي هذا الاتجاه فإن "مسئولية التربية والثقافة المجتمعية، يضيف رئيس البرلمان تقع على عاتق كل فرد منا في بيته وأسرته، كما أن الجزء الأكبر من المسئولية يقع على عاتق المسئولين عن كل من قطاعي التعليم والإعلام". فلقد بات الإعلام هو أحد أهم مصادر التلقي والتثقيف لدى الأطفال والشباب، كما يوضح رئيس البرلمان إنني أطالب أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي بالعمل على رفع مستوى الوعي لدى أبنائنا وبناتنا تجاه ما يحيط بهم من أفكار سلبية وهدامة ورفع مستوى الوعي الرافض لمثل هذه الثقافات الدخيلة والتي وان تمس فإنها تمس أمن اسرهم وبلدانهم وأوطانهم. كما أطالب كل المؤسسات الإعلامية حكومية كانت أو خاصة للعمل على نشر الثقافة البناءة ونبذ العنف والإرهاب بمواد تثقيفية وتنويرية موجهة لشتى الفئات العمرية. ودعا رئيس البرلمان العربي في كلمته أن تطرح التوصيات التي ستنتهي إليها هذه الندوة أمام صانعي القرار العربي في أقرب وقت ممكن في إطار الآلية الخاصة بالجامعة العربية والجهود التي تبذلها مؤسساتها ومنظماتها المختلفة في هذا الشأن. وأعتبر إن هذه الندوة "تتم في إطار من الفكر الحر الغيور على مصلحة ومستقبل أمتنا العربية دون اسفاف أو تجريح وبما يعكس المستوى الفكري المتحضر للسادة المشاركين والاحترام الواجب تجاه من يحملون الأمانة لمقدرات هذا الوطن العربي" معربًا عن شكره وتقديره لمعالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لما يقدمه من دعم لجهود البرلمان العربي ولجنة الشئون الخارجية والسياسية به من أجل وضع تصور حول أفضل السبل الممكنة من خلالها تحقيق الأمن العربي الشامل وتعزيز القدرات العربية في مجال العمل الوقائي بالتنسيق مع المؤسسات العربية وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتحقيق هذا الهدف بما يتناسب مع المتغيرات التي ألمت بواقع العالم العربي خلال الأعوام القليلة الماضية وبما يحقق وحدة الصف العربي في مواجهة الأطماع الغير محدودة التي يتعرض لها. وأشاد "الجروان" في ختام كلمته بجمهورية مصر العربية مؤكدا أنها مصر العروبة، مصر الحب والسلام، مصر الأمن والاستقرار، مصر الاصيلة، التي بسواعد أبنائها وقواتها المسلحة ورئيسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحكومتها الوطنية الشريفة، والتي تحتضن مقر الجامعة العربية ومقر الأمانة العامة للبرلمان العربي حاليا، وتسعى مع الأشقاء العرب لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه مستقبل أمتنا العربية.