فى إطار الاحتفال باليوم العالمى لمرض شلل الأطفال، أمس، أعلنت منظمة الروتارى الدولية عن تقديمها لمنحة بقيمة 8.5 مليون دولار لمكافحة شلل الأطفال فى نيجيريا . وتأتى المنحة المقدمة – التى ستستخدم من قبل منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية (WHO) - لدعم حملات التطعيم ضد شلل الأطفال عالية الجودة فى نيجيريا – كجزء من مساهمة الروتارى الدولى الأوسع لإنهاء مرض شلل الأطفال من جميع أنحاء العالم . وللعام الثانى على التوالى، تشارك منظمة الروتارى الدولية فى الإحتفال باليوم العالمى لشلل الأطفال لتواكب الحدث ببث مباشر، يضم تحديث للوضع العالمى وجهود مكافحة القضاء على فيروس شلل الأطفال اللأعين ، فضلا عن مجموعة من المتحدثين والضيوف لاستعراض هذة الجهود. ويأتى التزام المنظمة الدولية بتمويل جهود مكافحة شلل الأطفال، تزامنًا مع احتفال نيجيريا بالقضاء على 90% من حالات شلل الأطفال مقارنة بالحالات التى تم القضاء عليها فى العام الماضى، ليتبقى نحو ستة حالات مسجلة حتى الآن فى عام 2014 . وفى عام 2012 ، كانت نيجيريا قد سجلت أعلى معدل إصابة بفيروس شلل الأطفال فى العالم، جنبًا إلى جنب باكستان، وأفغانستان، حيث تعد نيجيريا واحد من ثلاث دول فقط لم تتوقف الإصابة بفيروس شلل الأطفال بها. صرح الدكتور "تونجى فونشو" رئيس مكافحة شلل الأطفال الوطنى الروتارى لنيجيريا بأنه يجب علينا الفخر بالتقدم الذى أحرزناه نحو إستئصال فيروس شلل الأطفال على أرضنا، إلا أنه مايزال هناك ست حالات، هو ما اعتبره رقمًا كبيرًا، إلا أننا لن نتوقف عن قتال الفيروس اللاعين لحماية كل طفل فى نيجيريا، بل العالم، ليصبحوا فى مأمن من هذا المرض اللاعين . وعلى جانب آخر ، حذر خبراء من أن التقدم المحقق فى نيجيريا ضد شلل الأطفال ، على الرغم من كونه إنجازا كبيرا إلا أنه هشا ، ويرجع فى جزء كبير منه إلى يقظة القادة على جميع مستويات الحكومة النيجيرية فى إنهاء هذا المرض ، وهو ما يعزو الإنخفاض الأخير فى حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال . وشدد رئيس مكافحة شلل الأطفال الوطنى الروتارى لنيجيريا على ضرورة إستمرار الرقابة رفيعة المستوى من برنامج شلل الأطفال ، حتى خلال الإنتخابات الرئاسية ، وذلك جنبا إلى جنب جهود إبقاء فيروس " الإيبولا " خارج حدود نيجيريا . وتوفر المنحة المقدمة من قبل منظمة الروتارى الدولية لإستئصال شلل الأطفال بالتعاون مع مبادرة منظمتى "اليونيسيف" و"منظمة الصحة العالمية"، اللتين تعملان مع الحكومات وأعضاء نادى الروتارى فى البلدان المتضررة من شلل الأطفال، لتخطيط وتنفيذ أنشطة التحصين، إستمرار لجهود التطعيم الشامل عن طريق اللقاح الفموى لشلل الأطفال حتى يتحقق القضاء على الفيروس حول العالم . وسيتم توجيه نحو 18.5 مليون دولار إلى الدول الثلاث المتبقية التى تعانى من شلل الأطفال: أفغانستان، نيجيريانوباكستان، فضلا عن 9.5 مليون دولار أخرى للبلدان التى أعلن خلوها من شلل الأطفال، فى الوقت الذى عادت فيه عدد من الحالات إلى الظهور مرة أخرى قادمة من الدول الموبؤة بالمرض مثل الكاميرون، إثيوبيا والصومال. كما سيتم منح 10.4 مليون دولار إلى البلدان الخالية من شلل الأطفال التى لا تزال عرضة لخطر الإصابة مرة أخرى مثل : جمهورية الكونغو الديموقراطية ، الهند ، النيجر ، السودان ، وجنوب السودان ، على أن يتم تخصيص ما تبقى من 6.3 مليون دولار للإبحاث إستئصال فيروس شلل الأطفال . تجدر الإشارة إلى أن " منظمة الروتارى الدولية قد ساهمت حتى الآن بنحو 1.3 مليار دولار لمكافحة شلل الأطفال حتى عام 2018 ، فى الوقت الذى ساهمت فيه " مؤسسة بيل وميليندا جيتس " جنبا إلى جنب جهود الروتارى فى إستئصال شلل الأطفال بإجمالى 35 مليون دولار . إعتبارا من عام 2013 ، لم يتم تسجيل سوى 416 حالة شلل أطفال مؤكدة حول العالم ، بإنخفاض من حوالى 350.000 مليون حالة فى العام عند بدء إطلاق حملة مكافحة فيروس شلل الأطفال فى العالم فى عام 1988 .