سلط كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة على عدد من الموضوعات التي تهم الرأي العام. وقال الكاتب فاروق حويدة في مقاله بجريدة الاهرام والذى جاء تحت عنوان "الإرهاب الأسود مسئولية من ؟" أفاق العالم على كارثة الإرهاب تجتاح أوطانا كثيرة رغم أن بوادرها وشواهدها كانت تطل من زمن بعيد وشهدت مناطق كثيرة أحداثا دامية وصلت إلى درجة الحروب الأهلية والتصفيات العرقية وكانت هناك مسلسلات طويلة من الاعتداءات الصارخة على حقوق الأقليات الدينية أمام تصفيات اتسمت بالعنف والقتل والإرهاب" . وتابع "بعد أن ظل العالم العربي يحارب الاستعمار زمنا طويلا ليحصل على استقلاله ويسترد كرامته وقف الآن حائرا وهو يطلب تدخل القوى الأجنبية لإنقاذه من لعنة الإرهاب التى اجتاحت نصف العالم العربي والنصف الثاني مهدد أمام هذه الهجمات الوحشية. وأضاف الكاتب "أنه أمام سيل القنابل التي تتساقط كل دقيقة على الأرض التي كانت يوما عربية وكانت لها جيوش تحميها ومصالح تحافظ عليها وشعوب تحلم بمستقبل أفضل فان هذه الأرض تحولت إلى ساحة واسعة للخرائب ما بين القوى الأجنبية الطامعة في خيرات هذه الدول وجموع الإرهاب الأسود الذي يسعى للعودة بالشعوب إلى عصور الجاهلية الأولى .. خياران كلاهما مر إما السيطرة واستغلال موارد الشعوب أو الدمار وعودة أشباح الماضي وكلاهما اختار الموت والدمار طريقا .. حيث أن الإرهابيين الذين يقتلون الأطفال والأبرياء لا يختلفون عن الطائرات التي تقصف كل شئ ولا تفرق بين إرهابى يمارس القتل وطفل صغير ينام في حضن أمه" . وأوضح أن الغرب يتحدث الآن عن الجوانب الفكرية التي حشدت هذه الأشباح لتقتل الشعوب وتستبيح أمنها وسكينتها .. إن الغرب يعرف الأسباب وكان الشريك الأول في صنعها والتمهيد لها والشواهد كثيرة ، حيث كان الاستعمار الغربي الذي نهب ثروات الشعوب وتركها تعانى الفقر والجوع والاستبداد وراء حشد أشباح الجهل التي مازالت تحاصر الكثير من الشعوب العربية ما بين التخلف والأمية وفساد التعليم وغياب الرعاية الصحية كانت هي التربة المناسبة التى احتضنت حشود الإرهاب . وأشار الكاتب إلى أن الاستعمار قسم الشعوب إلى طوائف ولم يترك بلدا إلا وزرع فيه بذور الفتنة .. ترك في العراق السنة والشيعة والأكراد .. وترك في سوريا السنة والعلويين والسلفيين وترك في مصر المسلمين والأقباط، وترك في السودان العرب والزنوج والشمال والجنوب وترك فى لبنان عشرات الطوائف، وترك في المغرب العربي العرب والبربر ومع هذه التقسيمات التي أصبحت مصدرا للقلق والانقسامات بل والحروب كانت قضايا الفقر والتخلف والأمية". واختتم جويدة قائلا "لن يجد الإرهاب من يدافع عنه إلا عصابة من المجانين الأشرار ولكن إذا جاء وقت الإدانة فسوف نجد طابورا طويلا من المدانين الذين يتحملون المسئولية أمام الله وأمام التاريخ .. إن الأيدي التي حملت السلاح وقتلت أو ذبحت تحتاج إلى دراسات نفسية وسلوكية تكشف الأسباب التي وصلت بالبشر إلى هذه الدرجة من إدمان الدماء وعلى كل طرف أن يسأل نفسه .. على الغرب أن يراجع خطاياه في حق الشعوب احتلالا واستعماراً واغتصابا لحقوق الآخرين وامتهانا لأفكارهم وأديانهم وثقافتهم . وأردف قائلا " إنه على الغرب أن يراجع دفاتر ومخلفات حكام ساندهم وأهدروا حقوق هذه الشعوب واغتصبوا مقدراتها وعلى الجميع أن يقف أمام ضميره ويسأل كيف تحولت هذه الحشود البشرية التي كان ينبغي أن تبنى إلى أشباح تخيف الكون وتكره البشر وتلعن كل شئ في الحياة". وفى صحيفة جريدة (المصري اليوم) قال الكاتب عمارعلى حسن في مقاله تحت عنوان "معنى الإرهاب وجذوره المعاصرة" إن "الإرهاب هو فعل عنيف منظم وسرى ومخطط وذو هدف محدد، ذو طابع سياسى وجنائى معا، ترتكبه مجموعة أو حركة أو تنظيم، ويتم فيه استعمال القوة أو التهديد بها وإثارة الخوف والرهبة، وهو وسيلة للقتال العشوائي لا تحدها قيود إنسانية ولا يمكن التنبؤ بها، قد تكون تكتيكا أو استراتيجية، تتضمن الإكراه والابتزاز والحض على الإذعان، فى ظل دعاية مدبرة ، وضحايا الإرهاب قد يكونون أبرياء من المدنيين غير المقاتلين أو المحايدين غير المنخرطين فى عمليات القتال أو المواجهة المسلحة". وأضاف "عند حدود هذا التعريف العلمي لا نبالغ إذا قلنا إن هناك أمرين يتعانقان .. الأول أن الإرهاب قديم، كفعل وممارسة وطريقة للعنف المنظم المفرط، لكنه كاصطلاح متبلور على النحو المستقر في متون المعاجم والقواميس والموسوعات السياسية الحديثة، هو مسألة جديدة، ذاع صيتها في العقود الأخيرة"، أما الثاني .. ليس الإرهاب فعلا لصيقا بدين أو مذهب أو ثقافة أو طبقة أو فكر معين، فكثير من الأديان والأيديولوجيات على مدار التاريخ قد انتجت إرهابا وإرهابيين، ولغوا في الدم، وأفرطوا في التخريب والتدمير، وعاثوا في الأرض فسادا، متوهمين أنهم مصلحون، أو أبطال يقاومون الظلم والقهر أو ينصرون الدين والفكرة التى يعتقدون فى طهريتها ووجاهتها". وأوضح الكاتب "أن هذه الجماعات والتنظيمات والتجمعات ما كان لها أن تقوم على هذا النحو الماثل أمامنا لولا المسار الذى بدأته جماعة الإخوان المسلمين حين انتقلت من الدعوة إلى السياسة، ثم من ممارسة السياسة علنا وبطريقة سلمية إلى تغليب السرية وانتهاج العنف، ولاسيما مع تصاعد نفوذ التنظيم الخاص داخل الجماعة، والذي هيمن على كل شيء وارتكب من الجرائم والعمليات الإرهابية الكثير، مما حدا بمؤسس الجماعة حسن البنا نفسه إلى أن يقول عن عناصر هذا التنظيم: ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين". بدوره ، قال الكاتب عماد الدين أديب في مقاله بهدوووء بجريدة (الوطن) والذى جاء تحت عنوان (جئت يا عيدُ) "هذا العام يأتى عيد الأضحى فى أسوأ أحوال العرب والمسلمين .... كل عام نقول إنه أسوأ أعوام العرب بامتياز، وكل عام نقول إنه ليس في الإمكان أسوأ مما كان، ثم نفاجأ بأن الآتي أسوأ بكثير مما توقعنا ، وحال التدهور المستمر الذى تعايشه المنطقة العربية يرجع إلى أن العرب قرروا، بما لا يدع مجالاً للشك، أن يتآمروا على أنفسهم، وأن يصبحوا أول أمة في التاريخ يأتي منها القاتل والقتيل والرصاصة في آن واحد. وأضاف يأتى العيد وهناك حكم يكاد يسقط فى اليمن، وحرب أهلية في سوريا، وبلد فاقد الشرعية في ليبيا، ومشروع تقسيم في العراق ، يأتي العيد وهناك بلد بلا رئيس جمهورية منذ 8 أسابيع في لبنان، ودولة لديها برلمانان في آن واحد في ليبيا، ورئيس جمهورية محاصر في اليمن. وأردف قائلا " يأتي العيد والقبيلة أصبحت أهم من الوطن، والولاء للمذهب أصبح أهم من الولاء للدين، والعلاقة بالتمويل الخارجى أقوى من الولاء للوطن ، ويأتى العيد وما زال الصراع منذ 1400 عام هجرى حول آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، محتدماً، وما زال الصراع بين على كرم الله وجهه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه مشتعلاً، وكأن الفتنة الكبرى بين أمة محمد ما زالت قائمة. يأتى هذا العيد وهناك تحالف دولي مدجج بأعلى تكنولوجيا التسليح الجوى وبقرار من المجتمع الدولي كي تقوم قوات 57 دولة بالقضاء على 30 ألف مقاتل من تنظيم داعش ، ويأتى هذا العيد وهناك طيران عسكرى فى سماء مفتوحة فوق العراقوسوريا وليبيا وسيناء، فالعدو ليس خارجياً، ولكن للأسف بداخلنا، ومنّا، وفينا. واختتم مقاله قائلا "اللهم يا ربى، أنقذ أمتنا العربية من نفسها، وأوقف سيل الدماء، واهد كل من يملك القرار إلى حُسن السبيل.إنك قادر على كل شىء.