يولد الإنسان حاملًا لطبيعة تميل للتقارب ممن يحيطون به، إلا أن جلَّ ما يحتاجه هو مجموعة من الأسس والمهارات لكي يبني على أساسها شخصيته الاجتماعية، فيتقن بعدها التعاطي مع الآخرين، ويكتسب كيفية تحمّل المسئولية. السلوك الجيّد لا يأتي مع طبيعة الإنسان إنما يُكتسب من خلال العادات اليومية كشاشات التلفزة، الأفلام والعلاقات مع الآخرين في المجتمع، خصوصًا أن الولد يبني هويّته معتمدًا على ركائز خارجيّة هي الآخرون، بدءًا بعائلته وصولًا إلى زملاء المدرسة والمحيط. من هنا، يبدو من السهل جدًا أن يقع المراهق في فخّ العادات السيئة. عقاب وإرشاد وسنساعدك على إيجاد السبل المثلى لإتمام هذه المهمة بنجاح: تحديد السبب الأساسي وراء افتقار ولدك لعامل التهذيب، إذ قد يكون متأثرًا بأحد أصدقائه أو أنك لم تقومي بتحذيره من التصرفات الخاطئة قبل بلوغ مرحلة المراهقة. لم يفت الأوان بعد، حيث يمكنك من خلال الحوار تعليم ولدك المراهق أسس التهذيب ليصبح رجلًا صالحًا في المستقبل. ضعي معايير واضحة لكيفية استعداد ولدك لأن يكون مسؤولًا من خلال قراءة بعض الكتب المخصصة لذلك. شجعي السلوكيات الأساسية من خلال الحرص على استخدام بعض المفردات مثل: "من فضلك" و"شكرا"، فهذا سيساعدك على تخطي أشواط كبيرة في جعل ولدك يتسم بالتهذيب والاحترام. وبمجرد الانتهاء من تلك الخطوة، يمكنك الانتقال إلى الأساليب الأكثر تعقيدًا والتي تتطلب في بعض الأحيان تدخل خبراء في علم التربية والاجتماع. استخدمي العقاب عند الضرورة، كمنعه من الخروج مع أصدقائه أو عدم شراء كل متطلباته ليكون حذرًا في المرة المقبلة من عدم الوقوع في الخطأ. اشرحي له أهمية السلوك الجيد، من خلال تقديم أمثلة جوهرية عن أسلوب شخص يعتبره مثالًا له، كوالده أم جدّه، خصوصًا أن مرحلة المراهقة تبقى عالقة في الأذهان وتعتبر تلك المرحلة الأكثر حساسية ودقة. توجيه ولدك على مطالعة بعض كتب الآداب الموجهة له، والتي تجاوبه على كل أسئلته من خلال أمثلة واقعية تنمي حسّ السلوك الجيد. كما قد يشكل هذا النوع من الكتب مرجعًا له في المستقبل. تبدو النصائح التي تعطيه إياها في تلك المرحلة صعبة جدًا، لذلك عليك اصطحابه إلى أماكن تكشف له عن نتائج السلوك السيء كاصطحابه إلى أماكن معالجة مدمني المخدرات ليرى كيف يعاني هؤلاء، فذلك سيسهل الطريق أمامك لتزويده بأهمية السلوك الجيد. كوني إلى جانب ابنك المراهق من خلال مراقبة أصدقائه في المدرسة والمحيط وأرشديه نحو الاختيار الصحيح لأن ذلك سينعكس على طبيعته وطريقة حياته. ابتكار الحلول يعترض ولدك في حياته اليوميّة، الكثير من الأحداث مع الأصدقاء وأفراد العائلة. عوديه على استخدام أسلوب لحلّ النزاعات والسيطرة على مشاعره. شجّيعه على الحديث عن شعوره عندما يقوم ولد آخر بتصرّف خاطىء تجاهه. أطلبي منه إيجاد حلّ حين تواجهين موقفًا معينًا برفقته. في المقابل، عندما تقترفين خطأ ما، دعيه يعلم بذلك من خلال اعترافك بالخطأ واعتذارك إذا دعت الحاجة.امنحيه عناقًا وتشجيعًا عندما تلاحظين أنه يحاول جاهدًا إيجاد الحلول وكوني على استعداد دائم للإنصات إليه وتقديم النصح والتخفيف عنه. وتبقى الشخصية الواثقة هي تلك الشخصية المقدامة، الجريئة، القادرة على البروز في المجتمع، لذلك تساعد تنمية الثقة بالنفس مع تطوّر المراحل العمريّة، ولدك لكي يفرض وجوده أينما حلَّ. هي بعض الإرشادات التي يمكنك التسلح بها لتتمكني من تحضير ولدك على مواجهة مصاعب الحياة بحكمة ومسئولية مطلقتين.