منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، تحاول واشنطن حث القيادة العسكرية المصرية على استعادة النظام والديمقراطية بمعايير ترضي الولاياتالمتحدة، لذا قامت صحيفة وول ستريت جورنال بالكشف عن كواليس واتصالات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل بنظيره المصري الفريق عبد الفتاح السيسي. وتقول الصحيفة: إن واشنطن تعتمد في علاقاتها مع الجيش المصري على المساعدات الأمريكية والتدريبات العسكرية السنوية والتبادل بين الضابط العسكريين بين البلدين، باعتباره مرتكزًا لواحدة من أهم علاقاتها في العالم العربي. إن اعتماد الولاياتالمتحدة على العلاقة العسكرية يفسر في جزء كبير منه لماذا لا يستعجل البيت الأبيض قرار ما، إذا كان عزل مرسي “,”انقلاب“,”، وهو قرار يمكن أن يجبر الولاياتالمتحدة على تجميد أكثر من 1.3 مليار دولار في الولاياتالمتحدة سنويًا مساعدات. وتشير الصحيفة، إلى قول وزارة الخارجية الأمريكية “,”التي ترى في الجنرال السيسي نقطة ارتكاز هامة في العلاقة بين البلدين، مما يجعل اتصالات هاجل مع السيسي أكثر أهمية. وأضافت أن “,”هاجل“,” يريد دفع العلاقة بين واشنطن والجيش المصري فقام بإرسال أربع طائرات إف 16 المقاتلة إلى مصر في الأسبوع الماضي. وتقول الصحيفة، إن الأزمة الحالية تكشف حدود العلاقة العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدة في ظل الأحداث الأخيرة ولاسيما بعد اعتراض واشنطن على عزل مرسي التي نقلها سرًا كل من وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة إلى الفريق السيسي. وقال مسئولون أمريكيون إن عزل مرسي ليس أول دلالة على قلة نفوذ الولاياتالمتحدة على مصر، وأن المرة الأولى كانت في فبراير 2011 عندما قام الجيش المصري بخلع مبارك وسط موجة من الاحتجاجات المناهضة، فطلب الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة من الضباط الأمريكيين والخريجين من الأكاديميات العسكرية الأمريكية الوصول إلى الضباط المصريين الذين كان لهم علاقة بهم منذ فترة طويلة، ولكن القليل فقط من الضابط المصريين قد استجابوا لهذه الاتصالات. وقال أحد المسئولين عن الأدميرال مولن: إن أموال المساعدات الأمريكية لم تنجح في إقامة اتصالات جيدة مع ضباط الجيش المصري في مثل هذا الوقت. وتضيف الصحيفة، أن مسئولين يقولون إن اتصالات الجيش الأمريكي مع الجنرال السيسي تعود لأكثر من 30 عامًا بعد دورة تدريبية كانت في جورجيا عام 1981 وأن آخر مقابلة تمت وجهًا لوجه بين وزير الدفاع الأمريكي والفريق السيسي كانت يوم 24 أبريل أثناء وجبة غذاء في زيارة لوزير الدفاع الأمريكي للقاهرة استغرقت ساعتين، وأن السيسي تحدث خلال لقائه مع هاجل في حديث مطول بدون مترجم عن الوضع في سوريا وخطر أن يمتد الصراع إلى حدود الأردن. وأن “,”هاجل“,” بعد تناوله الغذاء مع السيسي طلب أن تقوم واشنطن بتوثيق العلاقة مع السيسي. ولكن في الأيام التي سبقت عزل مرسي تمت مجموعة من المكالمات بين “,”السيسي“,” و“,”هاجل“,” أظهرت حدود نفوذ الولاياتالمتحدة على الجيش المصري وأنه في المكالمة الأولى حذر هاجل “,”السيسي“,” بلطف من الانقلاب. وتقول الصحيفة وفقًا لمسئولين أنه بعد إعطاء السيسي مهلة 48 ساعة لمرسي بأن الجيش سوف يتدخل إذا فشل في الاتفاق مع المعارضة، اتصل هاجل بالسيسي وحذره من الآثار المحتملة للانقلاب على العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر بما في ذلك قدرة واشنطن على الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية. وأضافت الصحيفة، أن ردود السيسي كانت مبهمة وترك لإدارة أوباما التخمين حول ما يمكن للجيش المصري القيام به بعد ذلك. وقال الجنرال السيسي ومسئولون عسكريون آخرون إن نظراءهم الأميركيين لا يريدون التدخل ولكن سوف نفعل ما هو ضروري لاستعادة النظام في الشوارع. وأعرب مسئولون أمريكيون انهم اعترضوا على قيام السيسي بتحديد موعد نهائي لمرسي. وقال مسئول أمريكي كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، عن الفريق السيسي أنه مباشر جدًا وصريح، مما يسهل على الإدارة الأمريكية التعامل معه. وأضافت الصحيفة، أن المكالمات الهاتفية بين هاجل والسيسي كانت طويلة ومفصلة، وكانت تتطرق في قضايا تتجاوز العلاقة العسكرية إلى الجيش، وأن وزير الدفاع الأمريكي كان ينسق بعد المكالمات مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ومساعد وزير الدفاع لشئون الأمن الدولي ومستشارين آخرين لإطلاع إدارة أوباما على ردود أفعال السيسي وكانوا يقومون بالتنسيق مع السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون بعد ذلك. وتابعت أن إحدى المكالمات بين السيسي وهاجل بعد عزل مرسي دامت أكثر من ساعتين، كما حث هاجل على ضرورة الإفراج بعض من قادة الإخوان المسلمين إذا تعرضوا للسجن. وتقول الصحيفة، إن السيسي استغل مكالماته مع هاجل في جس نبض الأميركيين على تحديدات حكومته، وحث هاجل الجنرال السيسي لاختيار المدنيين. وتنقل الصحيفة عن مسئولين أمريكيين أن مكالمة هاتفية يوم الاثنين بين هاجل والسيسي كانت أكثر توترًا وجاءت ذلك عقب الاشتباكات التي قتل فيها 53 شخصًا على الأقل في محيط دار الحرس الجمهوري. وقال مسئولون إن هاجل حث الجنرال السيسي على إظهار ضبط النفس أوضحوا أن المساعدات الأمريكية في المستقبل لن تتوقف على استعادة الديمقراطية بسرعة ولكن على سلوك الجيش أيضًا. وأفاد مسئول آخر بأن أحدث المكالمات بين وزير الدفاع الأمريكي هاجل نقل فيها رسالة الى السيسي ضد محاولة استخدام الاضطرابات الحالية لكسر ظهر جماعة الإخوان المسلمين وأن الاعتقالات التعسفية ضدهم من الممكن أن تدفعهم الى أن يصبحوا جماعة سرية مرة أخرى.