مجرد اسم على لافتة تعلق في مدخل السوق مكتوب عليها " سوق السمك الحضاري بالساقية " ولكن عندما تجولنا بداخله وجدنا أنه غير حضاري بالمرة، حيث تنتشر مياه الصرف الصحي على عتبته، والديدان والحشرات تملأ كل مكان، ولا مانع في وجود القمامة ومخلفات الأسماك ملقاة على الأرض، وسمك طازج يشكو من قلة المياه ولا يجد من يشتريه أو يتطلع اليه سوى الذباب الذى يكاد يخفى معالمه. هذا – بإيجاز- جزء مما شاهدناه بسوق السمك "غير الحضاري " بالمنيب، حيث استمعنا إلى شكاوى البائعين التي تركز أغلبها في انعدام النظافة والخدمات بالسوق وتجاهل الحى لهم بل تهديدهم برفع سعر الإيجار في كل لحظة. حي "المنيب" يتبع إدارياً محافظة الجيزة، وحلقة السمك به تتميز بأنها تضم أنواعًا شتى من السمك النيلي وأسماك البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، التي تنقل إليها ليلاً بانتظام، وهي حصيلة ما قام الصيادون بجمعه من الأنواع المختلفة للأسماك الطازجة، والذي يباع وفقًا لمزاد يجري بين تجار التجزئة، ويسرع من يفوز بالمزاد إلى نقل طاولات السمك إلى المتجر الخاص به، وكذلك لمطاعم الأسماك. وقال ممدوح محمد، بائع أسماك: إن مشاكل سوق السمك بالمنيب كثيرة خاصة سوء الصرف الصحي، وموقعه الذي تم اختياره بالخطأ، حيث إن خلفه المترو وأمامه الطريق السريع والسكة الحديد، وتقع حوادث كثيرة للزبائن بسبب ذلك، مطالبا المحافظ بعمل سوق حضاري كبير في المنطقة الخالية بالقرب من هذا المكان. وقال محمد حسام، بائع سمك: تم نقلنا إلى هنا من سوق الجيزة ليجعلوا "السمك" يباع فقط في المنيب، والآن إذا ذهبت إلى هناك فستجد من أخذوا مكاننا وامتهنوا مهنتنا. وأكدت أم أحمد، بائعة، أن السوق بعيد عن المواطن، متسائلة من سيأتي الي مكان متطرف في آخر الجيزة لشراء أسماك متواجدة في أسواق كثيرة، مؤكدة أن المحل لا يكسب الكثير من أجل أن ندفع 400 و 500 جنيه كل شهر، والمكسب ليس كبيرا كما يظن البعض. وقال الحاج عبدالرحمن الهوارة، كبير السماكين ورئيس السوق: إن كل ما يطلبه من المحافظ أن يعتني بالسوق خاصة أنهم ارتضوا بنقلهم من ميدان الجيزة والاسواق الأخرى للاستقرار في مكان نظيف وصحي، ولكن نظرا لتردي مستوى الخدمات والنظافة فإن الإقبال أصبح ضعيفا، مشيرا إلى أنهم اشتكوا للحي مرارًا ولم يلتفت أحد لهم وأضاف: ليست هذه أول مرة يشكو فيها البائعون ويرفعون مذكرات للمحافظ ورئيس الحي، فجميع المسئولين يعلمون مشاكل سوق السمك بالمنيب ولكنهم لا يحركون ساكنا. وتابع: "منذ أن تم نقلنا إلى هنا والديون تراكمت علينا، بالإضافة للفوائد التي تأخذها الدولة علي إيجارات المحلات وكأنه نظام للربا".