في الوقت الذي عقد فيه أعضاء مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر والهيئة العليا لحزب النور، ذراعها السياسية، اجتماعًا طارئًا مساء اليوم، عقب إعلان الإعلام الرسمي المصري تكليف منسق جبهة الإنقاذ محمد البرادعي لتشكيل الحكومة، فاجأت الرئاسة عبر تصريحات مستشارها الإعلامي أنها لم تكلف الأخير بتشكيل الحكومة وإنما لا تزال في طور المشاورات. وكانت وكالة أنباء “,”الشرق الأوسط“,” الرسمية، والتليفزيون المصري الرسمي قد نقلا في وقت سابق من مساء اليوم، عن رئاسة الجمهورية، قرار الرئيس المؤقت عدلي منصور بتكليف البرادعي بتشكيل الحكومة، فيما بدأت وسائل إعلام مصرية تنشر تقارير عن السيرة الشخصية الذاتية (بروفايل) عن البرادعي. وبعد دقائق من نشر هذا الخبر، أعلن حزب النور السلفي والذي كان مشاركًا في خارطة الطريق التي وضعها الجيش الأربعاء الماضي، رفضه القاطع تكليف البرادعي بتشكيل حكومة جديدة، مهددًا بأن “,”كل الخيارات مفتوحة“,” للرد على تعيينه، معتبرًا أنه لا يمثل التوافق السياسي المطلوب. إلا إنه وبالتزامن مع الاجتماع الطارئ الذي عقده حزب النور مع الدعوة السلفية للاستعداد للرد على هذا القرار، خرج المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت أحمد المسلماني في مؤتمر لينفي تكليف البرادعي برئاسة الحكومة المصرية، وذلك بعد استدعاء الصحفيين لمؤتمر صحفي للبرادعي مع الرئيس المصري المؤقت لكي يعلن الأخير تكليفه، حسبما أبلغ مسئولون بالرئاسة الصحفيين المعتمدين لديها في وقت سابق من مساء اليوم. وكرر المسلماني أمام أسئلة الصحفيين المتلاحقة التي تطلب تفسير “,”التراجع“,” عن تكليف البرادعي بتشكيل الحكومة إجابة واحدة قائلا: إنه “,”لا تراجع ولكن الأمر يتطلب مزيدًا من المشاورات“,”. وهنا، قام مراسل وكالة أنباء “,”الشرق الأوسط“,” الرسمية المصرية، بمداخلة قال فيها إنه تم إبلاغ الصحفيين المعتمدين لدى الرئاسة من مصادر موثوقة في الرئاسة بأنه تم تكليف البرادعي من الرئيس منصور بتشكيل الحكومة وأن الرئيس سيحضر في بداية المؤتمر الصحفي لمدة دقيقة يعلن فيها أنه سيكلف البرادعي رسميًا برئاسة الحكومة على أن يتركنا بعدها لنوجه الأسئلة للبرادعي، فلماذا اللعب بالألفاظ والقول بأنه ليس هناك تراجع، فنرجو توضيح مسألة التراجع عن تكليف البرادعي“,”، على حد قوله. وأصر المسلماني في إجابته على أن “,”المسألة لا تتعدى كونها استمرار مشاورات ونفضل أن يكون هناك بعض التأخير في سبيل الصواب“,”، إلا أن ذلك لم يمنع الصحفيين من إبداء عدم قناعتهم بإجابة المستشار الإعلامي للرئيس طالبين معرفة “,”الحقيقة“,” خصوصًا أنه تم استدعاؤهم لمؤتمر صحفي للإعلان رسميًا عن تكليف البرادعي، على حد قولهم. وفيما يبدو أنها رسالة تهديد قوية من الحزب السلفي لمؤسسة الرئاسة، قال بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور، قبيل دقائق من بدء الاجتماع المشترك بين النور والدعوة السلفية: “,”قراري الشخصي الذي سأصوت به في المجلس الرئاسي للحزب، هو ضرورة الانسحاب من المشهد السياسي بعد تعيين البرادعي رئيسًا للوزراء“,”. وأضاف في تصريحات صحفية، أن “,”تعيين البرادعي يفتح الباب أمام كل الاحتمالات“,”، دون مزيد من التوضيحات حول تلك الاحتمالات والتي قال مراقبون إن من بينها عودة الحزب السلفي إلى صفوف التيارات الإسلامية المؤيدة لمرسي والتي تتظاهر في الميادين مطالبة بعودته، لاسيما أن حزب النور كان قد شارك في بيان خارطة الطريق الذي أصدره الجيش الأربعاء الماضي وتم عزل مرسي بموجبه. وكان المهندس عمرو مكي، مساعد رئيس حزب النور قد صرح ل“,”الأناضول“,” قبيل الإعلان عن عدم تكليف البرادعي بأن الحزب يرفض بشدة تولي الأخير رئاسة الحكومة لأنه أحد أبرز قيادات جبهة الإنقاذ (التي كانت معارضة لمرسي)، منعًا لتفاقم حدة الاستقطاب في البلاد، منوهًا أن كل الاحتمالات واردة إذا استمر الوضع علي ما هو عليه، وبخاصة تزايد سقوط الضحايا وإراقة الدماء. موقف حزب النور الرافض لتكليف البرادعي، قابله رسائل تهنئة انهالت في الساعات القليلة التي سبقت “,”نفي“,” الرئاسة، من قبل قيادات سياسية مصرية أبرزها من عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر، أحد أعضاء جبهة الإنقاذ الذي هنأ البرادعي بمناسبة تكليفه برئاسة الوزراء “,”في هذه المرحلة الحساسة من تطور الأحداث في مصر“,”. وأضاف موسى في بيان صحفي أن “,”حجم المشاكل التي تواجه مصر ضخم، مؤكدًا على ثقته في قدرة البرادعي والفريق الذي سيعمل معه في إدارة الأمور بكفاءة غابت عن الإدارة السابقة“,”.