مرت على أشعب أيام لم يذق فيها طعاما، ولم يجد سبيلا إلى لقمة، وذات يوم بينما هو يمشي على جانب الطريق فإذا بقوم يتغذون، فقال لهم: سلام عليكم يا معشر اللئام فرفعوا ابصارهم اليه وقالوا: لا والله بل كرام فثنى أشعب في الحال، وجلس بينهم، وهو يقول: اللهم اجعلهم من الصادقين، واجعلني من الكاذبين ثم يد يده إلى الطعام وهو يقول: ماذا تأكلون؟ فأرادوا أن يوقفوا تهجمه، فقالوا في فتور: نأكل سما. فحشا فمه، وهو يقول: الحياة بعدكم حرام، واخذ يأكل ويأكل، ولما رأوه على هذه الحال، قالوا له: أيها الرجل هل عرفت احدا منا؟ فأشار أشعب إلى الطعام، وقال: نعم، عرفت هذا.