يعتبر اكتساب الثقة بالنفس الكافية لاستقلال المراهق وظيفته هو بالأساس، لكن في الوقت نفسه من الصعب أن نشاهد أطفالنا يكبرون ويواجهون تحديات جديدة دون أن نمد يد العون لهم بالتوجيه، ومن ناحية أخرى يمكن أن يسبب التوجيه المستمر رد فعل عكسي يؤثر على درجة الترابط المطلوبة بين الطفل وأبويه في عُمر مبكر، حيث تظهر هذه المشاكل عندما يقترب الطفل من عُمر 12 عامًا. يعتبر الاستقلال قضية يومية لدى الطفل المراهق تؤدي أحيانًا إلى صراعات مع والديه، بحسب موقع الأكاديمية الأميركة لطب الأطفال. فالطفل يعتقد أنه يجب السماح له بامتيازات جديدة، والقيام بعمل أشياء لم يقم بها من قبل لمجرد أنه بلغ عُمرًا معينًا، أو لأن أصدقاءه يفعلون ذلك. لكنه قد يفتقر إلى المهارات اللازمة، لذلك على الأبوين التفكير في كيفية إعداد ابنهم المراهق من خلال تعليمه مزيد من المهارات والقدرات الجديدة التي تعزز احساسه بالمسئولية. تحتاج مرحلة المراهقة إلى كثير من التجارب التي تحتمل الصواب والخطأ والنجاح في نهاية المطاف، لذلك يجب توجيه المراهق نحو أنشطة تعزز قدراته، مثل الكشافة، والمعسكرات الصيفية، والرحلات، إلى جانب النشاط الرياضي المنظم. مهمة الوالدين التأكد من أن طفلهم المراهق يتعلم يوميًا الجديد ويكتسب إحساسًا بالمسئولية، بدلًا من دفعه إلى النظر إليهما كعائق يمنعه من اكتشاف الجديد في الحياة، واكتشاف قدراته الجديدة. عندما يطلب ابنك البالغ من العُمر 13 أو 14 عامًا تمضية وقت مع أصدقائه في مركز للتسوق لا يجب أن يكون الجواب الرفض، بل عليك تعليمه بعض الخبرات التي تتعلق بالإنفاق بحكمه، والتزام قواعد الأمان والسلامة في حركته، لأنه اقترب من الوقت الذي سيحصل فيه على رخصة للقيادة، ومثل هذه الأمور التي تتعلق بالإحساس بالمسئولية ضرورية في هذه المرحلة. من المفيد أيضًا إبقاء بعض أدوات الرصد والمراقبة لحماية طفلك. عليك الرجوع إلى الوراء قليلًا إلى الوقت الذي كنت فيه مراهقًا، لتنظر إلى الحياة بعين مراهق، لمعرفة كيف يشعر، وبماذا يهتم، وما الذي يعنيه تجاوزه؟ سيحتاج الطفل المراهق دعم الأبوين في هذه المرحلة من أجل اكتساب القدرات والمهارات واتقانها بسلاسة، واكتساب الثقة بالنفس خطوة خطوة. يوصي خبراء التربية بتدريب الطفل المراهق على تولي المسؤوليات تدريجيًا، بداية من عُمر 12 عامًا، لأن إشراف الوالدين هو ما سيمكن من مراقبته، ومن تأهيله بالشكل المطلوب.