يواصل مليون ناخب عراقي بالخارج التصويت لاختيار ممثليهم في البرلمان العراقي، في اجواء مشحونة بالطائفية والانقسام، وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أنه سيشارك في هذه الانتخابات 9031 مرشحًا، بينهم 2607 امرأة مرشحة، يمثلون 39 ائتلافا سياسيًا كبيرًا، فضلًا عن 244 كيانا سياسيا من جميع أنحاء العراق. و تعد هذه هي الانتخابات التشريعية الأولى، منذ انسحاب الاحتلال الأمريكي نهاية عام 2011، كما سيتوجه العراقيون بالداخل إلى صناديق الاقتراع الأربعاء، للادلاء باصواتهم وسط انقسامات طائفية متزايدة، وأعمال عنف يومية متصاعدة، يحركها المال السياسي الاقليمي، في إطار ثنائية السنة والشيعة. وفي ظل تصاعد أعمال العنف منذ أكثر من عام قررت السلطات العراقية منح أفراد القوات المسلحة حق التصويت يوم الإثنين حتى يتسنى لهؤلاء التفرغ لحماية الانتخابات الأربعاء، فيما منحت الموظفين الحكوميين عطلة تبدا اليوم الأحد وتنتهي الخميس المقبل. وعلى النقيض من الانتخابات السابقة، لا يبدو أن هناك كيانا سياسيا عابرا للطوائف يملك مفاتيح الفوز بمقاعد نيابية في كل انحاء البلاد. والطائفية هي الحاكم في اختيار المواطنيين لمرشحيهم نيجة تزايدة حدة الانقسام الطائفي والذي ساهمت فيه الحرب الاثنية في سوريا المجاورة التي استقطبت مقاتلين عراقيين اليها شيعي يقاتل إلى جانب النظام وسنة يقاتلونه.وقد القت السلطات العراقية مرارا اللوم على احداث سوريا حيال ما يتعرض له العراق من هجمات دامية متصاعدة تحمل طابعا طائفيا لم تشهده البلاد منذ النزاع المباشر بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008 لا سيما بعد فتوى رجل الدين الشيعي العراقي كاظم الحائري والمقيم في إيران أول فتوى علنية تجيز القتال في الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا، إلى جانب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.وانخرط كثير من أتباع الحائري التابعين لميليشيا "عصائب أهل الحق" المنشقة عن "جيش المهدي" والتي يقال انها مدعومة من إيران، في القتال الدائر في سوريا إلى جانب جماعات شيعية أخرى من العراق مثل ميليشيا "أبو الفضل العباس" وهو ما جعل الحضور العراقي في سوريا يشكل جزء مهما من المعادلة السياسية والعسكرية وذلك بدوافع طائفية ومذهبية ادى ازدياد وتيرة الاحتقان الطائفي في الداخل العراقي، "سنة" يؤيدون المقاومة ويقاتلون في صفوف الجيش الحر و"شيعة" يوالون بشار ويقاتلون في صفوف الجيش الحكومي، وهو ما القى بحممه على العراق الذي يشهد كل يوم عشرات التفجيرات بعضها يستهدف تجمعات شيعية، وأخرى تجمعات سنية، والنتيجة مئات القتلى والجرحى من الطرفين وقتال مستميت من قبل داعش في الفلوجة وعلى اطراف بغداد وهو ما قد يفسد العملية الانتخابية برمتها. و يتوقع المراقبوان أن الانتخابات البرلمانية العراقية لن تاتي بجديد الا مزيدا من الانقسامات والفتن المذهبية والطائفية بل أن البعض يرى أنه لو تكررت نفس الوجوه القدية وتصدرت المشهد العراقي فقد يفضي هذا إلى تقسيم العراق لا محالة