هزت زلازل ولاية أوكلاهوما الأمريكية يوم السبت في أحدث حلقة ضمن سلسلة قياسية من الأنشطة الزلزالية التي شهدتها المنطقة هذا العام والتي يقول بعض خبراء الزلازل إنها ربما تكون مرتبطة بعمليات التنقيب عن النفط والغاز. وأدى أحد هذه الزلازل الذي بلغت قوته 3.8 وسجلته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الى اهتزاز المنازل في عدة مناطق في محيط وسط أوكلاهوما الساعة 7:42 بالتوقيت المحلي. وقالت الهيئة إنه قبل هذا الزلزال بنحو ساعتين وقعت هزة أرضية أخرى في المنطقة ذاتها شمالي أوكلاهوما سيتي بلغت شدتها 2.9 درجة. وقبل هاتين الهزتين وقع زلزالان آخران أحدهما قوته 2.6 والآخر 2.5 في وسط أوكلاهوما يوم السبت وفي الليلة السابقة لهما وقعت هزة أخرى بقوة ثلاث درجات وثانية بقوة 3.4 خلال يوم الجمعة. وقال أوستن هولاند خبير الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي بأوكلاهوما الذي يتابع الأنشطة الزلزالية لحساب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن النشاط الزلزالي بالمنطقة آخذ في التزايد. وأضاف ان عام 2014 شهد هزات أرضية بقوة ثلاث درجات وأكبر وذلك بمعدل أكبر من عام 2013. وفي العام الماضي شهدت الولاية عددا من الهزات المحسوسة -أي تلك التي تؤدي قوتها الى اهتزاز الأشياء على الأرفف- بلغ 222 هزة. وفي العام الحالي وبعد مرور أقل من أربعة أشهر سجلت الولاية 253 هزة حسبما أفادت البيانات الزلزالية للولاية. وقال هولاند "لقد حطمنا الرقم القياسي المسجل العام الماضي المتعلق بعدد الزلازل." وتقع معظم الزلازل لأسباب طبيعية إلا ان العلماء يربطون بين بعض الهزات الأرضية البسيطة وأنشطة استخراج النفط والغاز في جوف الأرض وهي التي من شأنها ان تغير من توزيع الضغط وتؤدي الى الإخلال باتزان التربة. وشهدت الولاياتالمتحدة خلال السنوات الأخيرة تزايدا في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في إطار الجهود الأمريكية الرامية الى الاعتماد الذاتي في مجال الطاقة. ومن بين أنشطة التنقيب والاستخراج المثيرة للجدل على نحو خاص ما يعرف باسم عمليات التكسير المائي والحراري. وقال هولاند إنه منذ بداية العام الحالي تم تسجيل هزات بقوة ثلاث درجات وأكبر في الولاية بلغ عددها 106 هزات مقابل 109 هزات بقوة ثلاث درجات وأكبر في العام الماضي برمته. وفي نوفمبر تشرين الثاني من عام 2011 منيت أوكلاهوما بزلزال قوته 5.6 دمر أكثر من عشرين مبنى وعددا من المنشآت الأخرى. ويشك كثير من العلماء في ان مياه الصرف المستخدمة في عملية التكسير المائي مسؤولة عن الأنشطة الزلزالية حيث يجري نقل ملايين الجالونات من مياه الصرف من موقع التكسير الى آبار ومن ثم يتم ضخها وحقنها لعمق آلاف الأقدام في باطن الأرض عبر الطبقات المسامية للقشرة الأرضية. وتقول عدة دراسات علمية حديثة إنه اذا مورست أنشطة التكسير المائي أو الحراري هذه قرب فالق أرضي فانها قد تتسبب في حدوث زلزال كبير. ومنذ عام 2008 حتى عام 2013 سجلت أوكلاهوما 278 هزة أرضية بقوة ثلاث درجات وأكبر من ذلك على مقياس ريختر وهي الهزات التي يمكن ان يشعر بها سكان المنطقة. قبل ذلك وخلال الفترة من 1975 حتى 2008 بلغ متوسط الهزات الأرضية المسجلة بالولاية دون ستة زلازل في العام الواحد.