يُبيِّن بحثٌ جديد أنَّ مرضى سرطان البروستات الذين استهلكوا بشكل روتيني، قبل تشخيص المرض لديهم، حصصًا كبيرة جدًا من مُركَّبات الفلافونويد التي تُوجد في الأطعمة والمشروبات التي يدخل في تركيبها نباتات، قد يكونون أقلَّ عرضةً لخطر الإصابة بأشد الأنواع عدوانيَّة من هذا المرض. لكن كان هناك قيودٌ ملحوظة في هذا البحث، كما نوّه مُعدُّ الدراسة، لهذا من المُبكِّر لأوانه القول بأنَّ النظامَ الغذائي الذي يقوم على النباتات يحمي من سرطان البروستات. توجد الفلافونويدات في الخضار والفواكه، وفي الشاي والعصائر والكاكاو أيضًا. وضع الباحثون ولفترة طويلة نظرياتٍ حول أنَّ مُضادَّات الأكسدة الخاصَّة تلك قد تُساعِد على التقليل من خطر السرطان، عن طريق مُحاربة الالتهاب والأكسدة وموت الخلايا ونمو الخلايا الورمية. لم تُقيِّم الدراسةُ الجديدة قُدرةَ الفلافونويدات على الوقاية من بدء السرطان بشكل عام. لكن وجدت الفحوصاتُ، التي اشتملت على ما يقرب من 1900 مريضًا شُخِّص لديهم مُؤخَّرًا سرطان البروستات، أنَّ هؤلاء الذين تضمَّن نظامهم الغذائي أعلى كمِّيات من الفلافونويدات كانوا أقلَّ عرضة على الأرجح للإصابة بالشكل الأسرع انتشارًا والأكثر فتكًا من هذا المرض، مُقارنةً بالأشخاص الذين كانوا يتناولون أقلَّ كمِّياتٍ من الفلافونويدات. قالت المُعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة سوزان ستيك، وهي أستاذة مُساعِدة في كلية الصحَّة العامَّة في جامعة ساوث كارولينا: "قُمنا بمُقارنة الرجال الذين لديهم شكل أقل عدوانيَّة من المرض مع الرجال الذين كان المرض عندهم أكثر عدوانيَّة؛ ولم يكن لدينا مجموعة مُقارنة سليمة. لهذا، بينما نعتقد أنَّ استهلاكَ المزيد من الفاكهة والخضار سوف يُحسِّن من احتمالات عدم الإصابة بسرطان البروستات إجمالًا، لا نستطيع قول هذا على أساس نتائج دراستنا". "لكن ما نراه هنا هو تأثير الفلافونويدات في إنقاص خطر سرطان البروستات العدواني؛ وربَّما لا تُؤثِّر الفلافونويدات في خطر الإصابة بالسرطان، لكنَّه قد يُلطِّف من نوع السرطان الذي قد يُصاب به الشخص". وجدت الدراسةُ الجديدة أنَّ المُدخِّنين والرجال في سن أقل من 65 عامًا كانوا أكثرَ من استفاد وقائيًا من استهلاك الفواكه والخضار. حدَّد مُعدُّو الدراسة المصادرَ الرئيسيَّة للفلافونويدات التي استهلكها المُشاركون، كالشاي الأخضر والشاي الأسود، إضافة إلى عصير البرتقال والكريب فروت؛ كما اعتُبِرت الفراولة والبصل والخضار المطبوخة واللفت والبروكولي (نوع من القرنبيط) أطعمةً رائجة غنيَّة بالفلافونويدات. لم يُربَط صنفٌ واحد من الأطعمة التي تدخل النباتات في تركيبها مع التأثير الوقائي المرصود، ممَّا قاد الفريقَ إلى استنتاج أنَّ الفائدة تتأصَّل في نظام غذائي تدخل الفلافونويدات في تركيبته. قال الدكتور ليونيل بانيز، وهو أستاذ مُساعد في الجراحة البوليَّة في المركز الطبي لجامعة ديوك في دورهام، إنَّ تصميمَ الدراسة يجعل من الصعب استنتاج الكثير ضمن النتائج التي توصلَّت إليها؛ فهذه النتائجُ ليست كافية كي نضمن النصحَ باتِّباع أنظمة غذائية تقوم على النباتات كنوع من الحِمية لعلاج سرطان البروستات، أو الوقاية من سرطان البروستات العدواني". رغم أنَّ الدراسةَ وجدت ارتباطًا بين الفلافونويدات ونقص خطر الإصابة بشكل من أشكال سرطان البروستات، لم تُبرهِن على علاقة سبب ونتيجة؛ كما تُعدُّ البيانات والاستنتاجات لأيِّ بحث يُقدَّم في اللقاءات الطبيَّة بمثابة نتائج أوليَّة إلى أن تُنشرَ في مجلات طبيَّة مُحكَمة.