قالت صحيفة "جارديان" البريطانية، إن الأزمة بين أوكرانياوروسيا حول جزيرة القرم، وتدخّل الولاياتالمتحدةالأمريكية، سوف يؤثران على القضايا الراهنة المعقّدة الأخرى، وخاصة الجهود المبذولة لاحتواء طموحات إيران النووية، والمذابح المستمرة في سوريا. وتضيف الصحيفة، أن أصداء الحرب الباردة - التي كانت بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق - تعود الآن مجدّداً، وتؤثر على أصعب المشكلات في عالم متعدّد الأقطاب، وخاصة بعد تراجع قوة الولاياتالمتحدةالأمريكية وتعرض الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لانتقادات كبيرة في الداخل والخارج، في التردد في استخدام القوة وعدم التصرّف بشكل حاسم. وبالنظر إلى التوترات الحالية، يبدو أن التعاون بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا في القضايا الدولية سوف يكون أكثر صعوبة بعد اتفاق القوتين على نزع الأسلحة الكيمائية السورية، كما أشارت الصحيفة إلى أن توتر العلاقات بين روسيا وأمريكا يؤثر على انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من أفغانستان هذا العام، فأمريكا تحتاج إلى خدمات لوجيستية كان من المفروض أن تقدمها روسيا في عملية الانسحاب. ومن جهة أخرى، حذّر محللون من أن إيران قد تشعر بالجرأة - بعد المواجهة بين روسيا وأمريكا - لأن القضية الإيرانية تعتمد على الكثير من التنسيق الأمريكي - الروسي، وأن خفوت السياسية الخارجية الأمريكية سوف يعزّز من قوة النفوذ الإيراني في المحادثات مع واشنطن، كما أن إسرائيل تقلق من تنامي النفوذ الإيراني الدولي وتقاربها مع الغرب، خاصة مع عدم اهتمام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالتحذيرات من فرض عقوبات اقتصادية على موسكو حال ضمّ القرم إلى أراضيها، وهو ما يقوي موقف إيران، الأمر الذي يقلق إسرائيل من جهة، ومن الجهة الأخرى تقلق إسرائيل أيضاً من ضعف السياسية الأمريكية الخارجية أمام الفلسطينيين في مباحثات السلام، كما يمكن أن تستغل إيران الموقف، وتقوم بنسف اتفاقها مع الدول الخمسة الكبار، والخاص ببرنامجها النووي. كما أن عدم استطاعة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الردّ على روسيا بعد الأزمة الأوكرانية، قد يجعل الصين وكوريا الشمالية تتصرفان بشكل أكثر جرأة في المستقبل، كما أن الأزمة الأوكرانية سوف تقوّي موقف بشار الأسد، وتقلّل الضغوط عليه، بعد أن نجحت روسيا في دعمه بشأن عدم تقديم تنازلات كبيرة للمتمردين الذين يقاتلون الجيش النظامي للإطاحة بنظام بشار الأسد.