يعرف الحجاب لغويا، بالساتر أو الشىء المحجوب، وامرأة محجوبة أي امرأة سترت بستر، وفى الأوساط العربية والإسلامية يسمى غطاء الرأس للمرأة "بالحجاب". وقد لاقى الحجاب تأييد عدد كبير من علماء المسلمين، استنادا إلى بعض الآيات القرأنية، في حين اعترض بعضهم على وجوب ارتداء المرأة الحجاب، أو اختلفوا فيما بينهم على شكل حجاب المرأة. ومن الملاحظ أن نسبة الحجاب ارتفعت بمصر في الآونة الأخيرة، فطبقا لبحث قد أجرى بمعهد البحوث الاجتماعية بجامعة "ميتشجان" الأمريكية، على بعض الدول العربية، حصلت مصر على 52% لتفضيلها الحجاب كزى للمرأة، حيث تلجأ إلى ارتدائه العديد من الفتيات حينما تتم سن البلوغ، وتتنوع الأسباب التي جعلتها تتخذ هذا القرار، فبين اعتبار الحجاب فريضة إسلامية وارتدائه طمعا في رضاء الله، وبين ضغط الأسرة ونظرة المجتمع للفتاة غير المحجبة. رصدت "البوابة نيوز" قصصا لبعض الفتيات مع الحجاب، للتعرف على الأسباب التي دفعتهن لارتدائه، والأسباب التي جعلتهن يتراجعن عن هذا القرار. تقول "هالة أسامة" طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، 21 سنة: ارتديت الحجاب وأنا في المرحلة الابتدائية تحت ضغط من والدى الذي ينتمى إلى التيار السلفى، لم أكن موافقة على ارتدائى للحجاب، ولكن الخوف من والدى وسيطرته علي، جعلانى لا أقدر حتى على البوح بأننى أريد أن لا أرغب في ارتدائه، لذلك ارتديته لمدة عشر سنوات. وأضافت: عندما اكملت ال"21" عاما، كنت قد بدأت التخلص من سيطرة والدى، واتجهت إلى العمل وأصبحت مستقلة ماديا إلى حد كبير، لذلك قررت أن أتخلى عن الحجاب، وواجهت والدى بهذا القرار ونجحت في تنفيذه. وأشارت إلى أن الخطأ الرئيسى الذي وقعت فيه أنها قامت بفعل شىء غير مقتنعة به، حتى لو كان فرضا دينيا. "أشعر أننى حرة بحجابى"، قالتها: "ميادة عبد العظيم" 20 سنة، موضحة، أن ارتداءها للحجاب منذ تسع سنوات تم بإرادة حرة وكان بمثابة اختيار شخصى، ولم يكن تحت أي ضغوط. وأضافت، لم أعتد من أسرتى الترهيب أو الإجبار على شىء، فقط الترغيب في مايحبه الله، لذلك قررت ارتداء الحجاب، ولم أفكر في التخلى عنه، ليس خوفا من عذاب الله أو عقابه إذا قمت بخلع الحجاب، ولكن لأن الحجاب أصبح جزءا من العقيدة بداخلى، كما أننى اعتدت عليه. وأشارت إلى هناك بعض الفتيات التي تقوم بخلع الحجاب لكى تشعر بالحرية، ولكننى لا أرى أن الحجاب لا يتنافى مع الحرية، فأنا أشعر أننى حرة وأنا فتاة محجبة. بينما أكدت "نيرمين يوسف" 24 سنة، أنها طالما تتعرض للمضايقات في الشارع وبعملها نتيجة لأنها فتاة غير محجبة، فيظن الناس أننى فتاة "سهلة أو ييجى منى" على حد تعبيرها. وأضافت: في كثير من الأحيان المجتمع يفرض على بعض الفتيات الحجاب، لأن فكر المجتمع دائما ما يربط الأخلاق بالحجاب، لذلك تلجأ معظم الفتيات للحجاب ليس خوفا من الله بقدر ماهو خوف من المجتمع!. وقالت مروة كساب 23 سنة: قمت بارتداء الحجاب منذ عشر سنوات، لأننى شعرت أننى بالحجاب أكبر سنا مما أبدو عليه، ولم يكن تحت ضغط من أسرتى. وأضافت: عندما أكملت ال"20" عاما، ولم أجد سببا مقنعا لارتدائى الحجاب، ووجدت أن خطوة الحجاب كانت لابد أن تأتى بعد خطوات كثيرة دينية، وليست كقرار عشوائى غير مسئول كما اتخذته، لذلك قررت خلع الحجاب ونفذت القرار، وواجهت العديد من المشاكل والصعوبات مع اسرتى واصدقائى، واستقبلت الكثير من الرسائل التي تسبنى على "فيس بوك"، والبعض كان يرسل لى أدعية "عشان يهدينى" على حد تعبيرها. وأكدت أن فكرة الحجاب ليست مرفوضة بالنسبة لها، وليست ندمانة على التجربة التي عاشتها وهي فتاة محجبة. فيما عبرت "نهى ثابت" 25 سنة، عن سعادتها ورضائها بارتدائها الحجاب منذ ثلاث سنوات لأنه فرض وأساس دينى. وأضافت: قبل ثلاث سنوات لم أكن أشعر بالرضا عن نفسى، وكنت أشعر بالخجل أمام الله، لأننى فتاة غير محجبة، وقد كان اختيارى للحجاب اختيارا شخصيا ووجدت التأييد والدعم من أسرتى. وأضافت "رشا محمد" 22 سنة: ارتديت الحجاب منذ خمس سنوات تحت ضغط من والدتى. في البداية لم أكن منزعجة من هذا القرار، ولكن بعد مرور عامين على ارتدائى الحجاب، شعرت بعدم الراحة وفكرت في أن خلع الحجاب سيكون أفضل لى، خاصة أننى ما زلت ارتدى الملابس، التي كنت أرتديها قبل الحجاب، فلم أشعر بأى فرق سوى أن هناك "طرحة على رأسى" على حد تعبيرها. "الناس هيقولوا إيه"! كانت الجملة التي سمعتها من أسرتى عندما واجهتهم برغبتى في خلع الحجاب، وحتى الآن أنا أرتدى الحجاب دون اقتناع، فقط إرضاء لأسرتى وخوفا من المجتمع الذي من الممكن ألا يتقبلنى، لأن يحكم على أخلاق الفتاة بحسب حجابها.