قال الشيخ عبدالحليم أبو عفصة، خطيب مسجد ذو الجلال بحى المناخ ببورسعيد إن الله لم يخلق الإنسان عبثا، بل جعل له في الحياة رسالة وهدفا يسعى لتحقيقه، حيث قال تعالى " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. "، وهذا الهدف لن يتحقق إلا بتدبير وإعداد وتخطيط. وأكد عبد الحليم، أن الله عز وجل أمرنا أن نأخذ بالأسباب، والأخذ بالأسباب لا ينفى التوكل على الله، والتخطيط للمستقبل أخذ بالأسباب، ولنا في انبياء الله الأسوة والقدوة، فسيدنا يوسف أخذ مصر لبر الأمان وقت المجاعة المهلكة والخطر المحدق الذي أصاب العالم كله بفضل تخطيطه السليم للمستقبل والعمل الجاد الذي تبع هذا التخطيط، والنبى محمد صلى الله عليه وسلم بنى حياته وربى أصحابه على التخطيط وعدم العشوائية. وأضاف خطيب بورسعيد، أن الهجرة النبوية خير شاهد، فقد سبقها تخطيط سليم تبعه عمل جاد، ولذا كان من الطبيعى أن يكتب الله النجاح للنبى ورفيقه، وفى غزوة بدر أخذ النبى برأى الخبرة والعلم الذي تمثل في الحباب بن المنذر، ما يدل على أن التخطيط السليم المبنى على العلم الصحيح والذي يتبعه العمل الجاد طريق التقدم والنهضة للأمم والأفراد. وأشار إلى أن مصر تمر في هذا الوقت من تاريخها بمنعطف خطير، ولن يخرجها من مأزقها إلا التخطيط السليم والإعداد الجيد والأخذ بالأسباب وحسن التوكل على الله والثقة به، فحسن التدبير وتصريف الأمور وفق المتاح من الإمكانات أحد أهم عوامل استقرار الأسرة والمجتمع.