يقع كوم الخلجان أو تل الخلجان، على بعد 130 كيلو شمال شرق القاهرة و40 كيلو من مدينة المنصورة، وعلى بعد واحد كيلو جنوب شرق قرية السمارة التابعة لمركز تمى الأمديد محافظة الدقهلية، حيث بدأ أول أعمال حفائر في هذا التل عام 1995 عن طريق البعثة الأثرية الأمريكية، التى كانت تعمل في منطقة منديس «قرية تل الربع»، وفى عام 2001 قام المجلس الآعلى للآثار في ذلك الوقت بتسجيل الموقع واعتباره من أهم المواقع الأثرية بمحافظة الدقهلية. وقال الدكتور محمود المحمدى عبدالهادى سلامة، الخبير الأثرى والحاصل على درجة الدكتوراة في الإرشاد السياحي، إن مساحة هذا التل تبلغ 8600 متر مربع ويرتفع عن الأراضى الزراعية بنحو 2 متر، وتوجد بالقرب منه قناة مائية على بعد 70 مترا، تربط بحر حادوث بقناة السنبلاوين، ويعتقد أن هذه القناة من بقايا فرع النيل المنديسى الذى كان يمر في هذه المنصورة ويصب في البحر الأبيض المتوسط. وأضاف أن أغلب الاستكشافات التى تم العثور عليها بالتل تعود تاريخها ل3 آلاف سنه قبل الميلاد، لعصر ما قبل الأسرات حضارة نقادة الثالثة وحضارة المعادى، مما يدل على أن أول إنسان عاش على أرض الدقهلية كان بتلك المنطقه ومنطقة السمارة المجاورة لها. وأشار «المحمدى» إلى أن تلك المنطقه تضم أيضا بعض الآثار التى ترجع إلى بداية عصر الأسرات، عصر الانتقال الثاني، وبالرغم من ذلك فقد عثر بالتل على كسرات فخارية يرجع تاريخها لعصر الدولة القديمة «الأسرتين الخامسة والسادسة»، الدولة الوسطى، بما يشير لاحتمالية وجود سكان بالتل خلال تلك الفترات وقد أزيلت بقايا مبانى سكان هذه العصور في العصور التالية عند إنشاء مبانى حديثة. وأوضح أنه تم تقسيم المقابر التى عثر عليها قبل عام 2019 إلى جزأين، مقابر تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، ومقابر أخرى تعود إلى عصر الانتقال الثانى وعصر الدولة الحديثة، ويعود بعض تلك المقابر التى فترة الأسرة الخامسة عشرة، مما يدل على أن الهكسوس عاشوا في تلك المنطقة، نظرا لقربها إلى عاصمتهم أوراريس بالشرقية، ويدل على ذلك بعض المبانى المدنية التى تحتوى على أفران ومطاحن تعود إلى فترة الانتقال الثانى.