لم أكن أعرف أن «الطواويس تطير»، إلا بعد أن قابلت «ساحر الصحراء» في «واحة الغروب» وقص عليّ ما كان من أحداث في «خالتى صفية والدير»، حينها «قالت ضُحى» إن هناك «نقطة نور» في «شرق النخيل»، وحينما وصلت أهدى لى «أبناء رفاعة» رواية «الحب في المنفى» فانتشيت وقلت لهم «أنا الملك جئت». عناوين أعمال العظيم بهاء طاهر ما إن ترتبه يمينا أو يسارا أو تقرأها منفصلة أو متصلة إلا وأعطت لك معنى وسبيلا في الحياة، فالصورة الإبداعية في أعماله متكاملة، لم يخلق «طاهر» واقعا مختلفا إلا أنه قام بتأليف هذا الواقع من جديد ليروق للقارئ وإن كانت نفس الخواتيم والنهايات، وكأنه ينفذ ما وضعه من قاعدة سابقة حين قال: «أتعرف ما هو أكثر شيء محزن في هذه الأمور؟ أبشع ما فيها أنك تألفها. أمس احتفت الأوساط الثقافية والشعبية بعيد الميلاد ال86 للروائى بهاء طاهر أحد هؤلاء المصطفىن والمحظوظين والممنوحين من السماء نعمة الحرف والقلم، البارع في قراءة الناس وإعادة كتابتها بما فر منها من أحلام.. المُنقب عن الإنسان داخل هياكل البشر.. القادر على فك طلاسم الوجوه إذ يقول: «حملك ثقيل يا صاحبي، كيف عرفت؟ مرسوم.. كل إنسان مرسوم على وجهه حلمه. أصدر بهاء طاهر أولى مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان "الخطوبة"، بعدها توالت أعماله بين مجموعة قصصية مثل: "بالأمس حلمت بك"، "أنا الملك جئت"، "ذهبت إلى شلال"، و"لم أكن أعرف أن الطووايس تطير"، وروايات مثل: "شرق النخيل"، "قالت ضحى"، "خالتى صفية والدير"، "الحب في المنفى"، "نقطة النور"، و"واحة الغروب". تحولت 3 إبداعات أدبية لبهاء طاهر إلى أعمال درامية في التليفزيون، ومنها واحة الغروب التى حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها الأولى في عام 2008، وتعد واحدة من أشهر الروايات التى صدرت في السنوات الأخيرة، وقد طُبع منها أكثر من 13 طبعة.