شهدت أسعار الذهب، الأسبوع الماضى، أكبر تذبذب لها منذ بداية عام2020، حيث أنهى الملاذ الآمن تحركاته بين الدعم عند منطقة 1902.47 دولار للأونصة وبين مقاومة عند مستويات 1976.55، وسط تصريحات جيروم بأول رئيس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى أن تكون الأولوية الآن للتوظيف قبل التضخم، مع ضرورة أن يعود التضخم إلى المستويات التى يرغب فيها الفيدرالى الأمريكى المحددة عند 2٪. وحول مستقبل أسعار الذهب الفترة المقبلة، قال الخبير الاقتصادى أسامة زرعى: لا بد أن نرى كل الجوانب التى تحدث في الأسواق لنتعرف على وجه الملاذ الآمن بين يقين المستثمرين وعدم اليقين. وأضاف زرعى أن أول تلك الجوانب يتمثل في تصريح جيروم بأول رئيس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى في موتمر جاكسون هول بأنه لا بد أن تكون الأولوية الآن للتوظيف قبل التضخم، ولكن لا بد أن يعود التضخم إلى المستويات التى يرغب فيها الفيدرالى الأمريكى، ولن يتم أيضا رفع الفائدة حتى يرتفع التضخم إلى أعلى هذه النسبة من جديد، وأشار باول إلى أن الأزمة الحالية لا بد ألا تتم مقارنتها بأزمة 2008، والتى كانت مالية بحتة، أما الحالية فهى أزمة صحية ضربت مفاهيم العرض والطلب، ولذلك لا بد أن تكون طريقة التعامل معها مختلفة عن طريقة التعامل مع الأزمة المالية. وتابع زرعى: وجاءت البيانات الأولية عن النمو للاقصاد الأمريكى في الربع الثانى بتحسن فقد تم الانكماش بنسبه 31.7٪، وأعلن مكتب التحليل الاقتصادى الأمريكى أن الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة انكمش بوتيرة سنوية بلغت 31.7٪، في أكبر هبوط فصلى في تاريخ البلاد وكان الاقتصاد الأمريكى قد انكمش بنسبة 5٪ في الربع الأول من هذا العام، ليدخل رسميًا حالة من الركود وكانت أكبر النسبه ممثلة في هبوط إنفاق المستهلكين بوتيرة سنوية بلغت 34.6٪ وانخفاض الاستثمارات الخاصة بنحو 49٪ وسط عدم اليقين الخاص بفيروس «كورونا» ولاكن نتوقع ان يبداء ذلك التعافى قريبا وتراجعت ايضا توقعات النمو من 2.1 إلى 1.8 ٪ وهذا كان من الأشياء التى سيطرت على الأسواق. ترامب وأوضح زرعى أن جائحة كورونا ما زالت تلقى بظلالها على الوضع الاقتصادى، بعدما قاربت أعداد المصايين على 25 مليون مصاب حول العالم، وما يقارب من 850 ألف حالة وفاة، وما زالت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المقدمة من حيث عدد المصابين وما زال أيضا عدم اليقين متواجدا في الأسواق خصوصا بعد تصريحات منظمة الصحة العالمية باحتمالية اقتراب الموجة الثانية. ولفت زرعى إلى أن تصريحات الرئيسى الأمريكى دونالد ترامب بتهديد الصين، تلعب دورا محوريا على سوق الذهب، حيث هدد بإجراءات وعقوبات وقطع العلاقات التجارية بين البلدين وهذا ما جعل الصين تعلن أنها قد توقف منتجات أبل في الصين، فقد صرح مسئولون صينون بأنه إذا قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بإيقاف تطبيقات ووى تشات في أمريكا فستقوم الصين بوقف منتجات أبل بداخل الصين، كما حذر الرئيس الأمريكى أى تعامل مع شركة تنست المالكة لتطبيق ووى تشات وقال إنها تسرب معلومات إلى الجيش الصينى. وعلى الناحيه الأخرى ما زال بحر الصين الجنوبى يسبب مشكلة للولايات المتحدةالأمريكية فقد قامت الصين بإجراءات لبعض الصواريخ في منطقة بحر الصين الجنوبى والذى أزعج الولاياتالمتحدة بحجة أن الصين ليست المالك الوحيد لبحر الصين الجنوبى وأنها فقد تسيطر على بحر الصين الجنوبى بدافع القوة. وأشار زرعى إلى سيطرة الانتخابات الأمريكية على الأوضاع الاقتصادية، حيث أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبوله للترشح لفترة رئاسية أخرى عن الحزب الجمهورى وفى منتصف الموتمر أعلن أن المرشح المحتمل أمامه «جوبايدن» في حال أنه نجح فانه قد يودى بأمريكا إلى الهلاك وأنه رئيس عنصرى ولن يكون هناك أمان في الولاياتالمتحده في حال نجاح «جو بايدن» وأنه في حال نجاح بايدن سيكون أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية طريقان إما أن يسلموا لسيادة القانون أو يسلموا أمريكا إلى المخربين والمتطرفين. واختتم زرعى: ما زال عدم اليقين يسيطر على الأسواق وما زال المستثمرون في حال من حالات القلق السائد، ونحن نرى أنه سيظل الملاذ الآمن في حالة من حالات التذبذب بين منطقة الدعم 1902 وبين المقاومة 1976، والتى نتوقع في حال انكسار 1976 أن تذهب أسعار الأونصة إلى 1997ثم 2028.